السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سائلون ومتسولون

سائلون ومتسولون
3 أغسطس 2009 01:33
كل يوم ينقضي.. يقربنا أكثر وأكثر من شهر رمضان المبارك.. شهر الخير والإحسان والعبادة.. شهر أحسن الأخلاق والمكارم.. شهر بذل الجهد والمال طاعة لرب الأرض والسماوات. رمضان شهر كريم.. تصفو النفوس خلاله لتعطي ما قد لا تعطيه في غيره.. ولعل السائلين في رمضان.. وأقصد المحتاجين للمال.. يشعرون بدفء المودة والأخوّة.. فمن لا يحب التصدق بماله في رمضان.. ومن الذي سيرد سائلاً لم تدفعه سوى الحاجة وقلة الحيلة.. إلى مد اليد وطلب العون من عباد الله. لكن البعض.. وربما هناك الكثيرون.. يرتدون خلال رمضان لباس الحاجة وما هم بمحتاجين.. يلجأون لطلب المال من اليمين والشمال والأمام والخلف.. وهؤلاء يدركون أن الناس في هذا الوقت يبحثون عن الثواب.. وأنهم يفتشون عن فرص للصدقات وإعانة المحتاجين من الفقراء والمساكين. لقد نهانا ديننا الحنيف عن «نهر السائل»، ولذلك يكون الكثير من الناس كريماً مع كل من يطلب منه المال خلال رمضان.. فهل هذا هو الصواب؟.. أليس ثمة فرق بين السائلين والمتسولين.. أليس السائل هو من تدفعه الحاجة للسؤال ومد اليد؟ تراه متردداً متخوفاً من أن يُحرج أو يُجرح.. تحدثك عيناه بصعوبة حاله وبما أوصله للسؤال.. فهو بحاجة لإخوته ليقضوا له حاجته. أما أولئك الذين ربما سنراهم منتشرين في الطرق ومحطات البنزين.. لا يسأمون من قرع أبواب البيوت وسؤال كل من يرونه حتى في مواقف السيارات وعلى التقاطعات وأمام المساجد.. فأغلبهم من النوع الثاني «المتسولين».. يستغلون طيبة الناس.. ربما لتحقيق الثروات. وقف ظاهرة التسول بحاجة إلى خطوات حازمة من المؤسسات المعنية.. وربما وضع قيود على أشخاص لا يزورون الدولة إلا في رمضان.. يملكون المال لشراء تذاكر السفر والإقامة في الدولة شهراً كاملاً وكأنهم في رحلة سياحية.. لكنهم يظهرون أمامنا فقراء مساكين.. لا دراهم لهم ولا دنانير. نحتاج حملات للتوعية قبل رمضان.. تبدأ من علماء الدين ورجال الاجتماع والأمن والجمعيات والهيئات الخيرية.. ترشد الناس إلى سبل الإنفاق في شهر الخير، وتضمن لهم أن صدقاتهم ستكون بين أيدي مستحقيها.. بعيداً عن جيوب وحقائب وحسابات البنوك التي يملكها «أشباه المستحقين». حسين الحمادي hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©