الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخاريف صيفية (2)

تخاريف صيفية (2)
3 أغسطس 2009 01:23
العطلة الصيفية منحتني فرصة ذهبية لإعادة اكتشاف أبنائي، وتلمس مواطن العبقرية في «مقالبهم» العفوية الفطرية، وفاقم من هذه الحالة الاستكشافية، رغبتي في الظهور أمامهم بمظهر «الأب الحكيم الملم بالاعتبارات التربوية والأساليب المنهجية في التعامل مع الأبناء، وتلقينهم المعارف السلوكية والقيم الإنسانية».. وبالمناسبة العبارة الأخيرة ليست من «بنات» أفكاري ولا «أولادها»، بل منقولة حرفيا من كتاب لا أذكر اسمه ولا متى قرأته. في يوم قائظ، وخلال فترة بيات صيفي نهاري في غرفة مكيفة، قررت أن ألقن أطفالي درسا في معنى وأهمية وكيفية ممارسة الديمقراطية، طرحت عليهم فكرة إجراء مناقشات «حرة» لاختيار أصناف طعام لوجبة الغداء. أحمد (5 سنوات) اقترح على الفور وجبة من دجاج مقلي بالخلطة «السحرية» وبطاطا و«كتشاب»، وهو ما رفضه توأمه أمجد بإصرار، معلنا رغبته في تناول ملوخية وأرز و«تشيكن».. يقصد دجاج، أما أمنية (8 سنوات) فطلبت «كباب وكفته وحمص وتبولة» ولا مانع من «سيخ» شيش طاووق. حاولت أمنية استمالة أحمد، بعد أن لمست عدم رغبة أمجد في تقديم أي تنازلات، وعدته بالسماح له باللعب بجهاز «البلاي ستيشن» الخاص بها، قرر أحمد «استغلال» الموقف في الحصول على تعهد «ديمقراطي» باستخدام «البلاي ستيشن» في أي وقت يشاء ولأي مدة يرغب، لجأ أمجد إلى حيلة البكاء بعد أن شم رائحة «تآمر» عليه، فيما رفضت أمنية الخضوع لـ «ابتزاز» أحمد مؤكدة أفضليتها في تحديد القرار النهائي باعتبارها الأكبر سنا. تحولت لعبة الديمقراطية إلى معركة حقيقية، استخدمت فيها كل الأسلحة الكلامية والمؤثرات العاطفية، ولجأ كل طرف من أطراف «الصراع» إلى محاولة استمالة الآخر لفرض إرادته وبدون أي تنازلات، استعرضت أمنية أياديها البيضاء على أخويها، فذكرها أمجد بأنها رفضت قبل أيام أن تعطيه قطعة شيكولاته، وأيده أحمد متهما إياها بالبخل رغم أنه لا يحب الشيكولاته. فشلت محاولات «الاستقطاب» وانتهت «المفاوضات» إلى طريق مسدود، ولم يعد هناك مفر من تدخل قوى كبرى (أنا بالطبع) لفض الاشتباك وإعادة الوفاق إلى الأشقاء .. قررت، بشكل ديكتاتوري غير قابل للنقاش، فرض وجبة محايدة، وعلاج آثار التجربة الديمقراطية بـ «حبتين بنادول». صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©