المسكري ينجز مختارات من حكايات التراث العربي

يستعد عيسى المسكري الكاتب المتخصص في شؤون العلاقات الإنسانية، حالياً لإصدار كتاب جديد بعنوان ''البرمجة الإيجابية في القصص الرمزية'' والمتوقع صدوره خلال هذا الصيف· والكتاب عبارة عن مختارات من الحكايات من تراثنا العربي، التي في ظاهرها سهلة وبسيطة، ولكنها ذات دلالات وأبعاد عميقة إذا ما أسقطناها على الواقع الذي نعيشه، حيث يتحدث المؤلف في الكتاب عن مرارة الواقع وقدرة الإنسان على استخلاص الإيجابيات والجوانب المشرقة فيه· ويرى المسكري أن هذه القصص المختارة في مجملها تسعى إلى مخاطبة النفس البشرية، وإيقاظ الضمير البشري، ذلك العملاق الذي بقي سنوات طويلة في سبات عميق· وسيحفل الكتاب بالصور الجمالية، كما يعمد المسكري فيه إلى استخدام الرمزية والإسقاط في الكثير من الحكايات الموجودة بين دفتيه، وهو في ذلك يدلف إلى عالم الحيوان مستلهماً طريقة الحكيم ''بيدبا'' في رائعته ''كليلة ودمنة'' التي ترجمها إلى العربية ''أبن المقفع''· والكاتب مثلاً عندما يتحدث عن الرفعة والسمو والإبداع، باعتبارها بعضاً من أرقى السمات البشرية، يضرب المثل لذلك بحكايات الطيور التي تحلق دوماً وأبداً في أعالي السماء ولا ترضى بكل ما هو منخفض· وعن الكتب التي طالعها المسكري وساعدته في إعداد المختارات قال: إنها بعض الكتب المترجمة، إضافة إلى العديد من كتب التراث المليئة بحكايات الحيوان، فضلاً عن الاستعانة بكتاب كليلة ودمنة بوصفه واحداً من أشهر الكتب التي استخدمت عالم الحيوان بشكل رمزي في الحديث عن أمور كثيرة تجري في عالم البشر· وعن المشكلات التي يواجهها ''المسكري'' في طباعة وتوزيع الكتاب، يقول: إن أول هذه المشكلات يتلخص في أن طباعة الكتب في كثير من الأماكن ما زالت تتم بالطريقة القديمة، وهو ما يؤدي إلى حدوث أخطاء مطبعية، وحدوث أخطاء في عملية إخراج الكتاب، كما أنه قد يصعب مراجعة الكتاب نظراً لبعد مكان الطباعة الذي قد يكون في دمشق أو بيروت أو غيرها من العواصم، فضلاً عن أن هناك سوءاً ظاهراً في عملية عرض الكتب في المكتبات، لأن القائمين عليها ربما لا يعرفون الطريقة المثلى في عرض الكتب