الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التوترات السياسية تهدد أنابيب النفط في القوقاز

التوترات السياسية تهدد أنابيب النفط في القوقاز
3 أغسطس 2009 00:51
يتدفق أكثر من 800 ألف برميل من نفط بحر قزوين الخام عالي الجودة يومياً إلى البحر المتوسط أسفل قرية جورجية التي تقع على بعد 42 كيلومترا من إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي، وهو أحد أقاليم منطقة القوقاز الساخنة. وتمثل قرية باشكوي أقرب نقطة يمر بها خط أنابيب باكو-تفليس-جيهان الذي تقوده شركة بريتيش بتروليم (بي بي) للإقليم الذي تسانده روسيا مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المستثمرون في الرهان على جورجيا كممر للطاقة إلى الغرب، وخط الأنابيب هذا هو أحد الخطوط العديدة التي تمر بالمنطقة. وأثارت الحرب التي استمرت خمسة أيام في أغسطس الماضي حول اوسيتيا الجنوبية الأعصاب بخصوص تدفق النفط والغاز، ويسوق المحللون الخطط الحالية لتوسيع خط باكو-تفليس -جيهان كدليل على أن أسوأ المخاوف لم تكن في مكانها، ولكن بعد مرور عام على الحرب ومع استمرار المواجهة بين الجانبين بشأن الحدود المتوترة وعدم وجود علامة على عملية للسلام فإن مخاطر تجدد الأعمال القتالية لا تزال كبيرة. وقد يؤثر ذلك التهديد على المشروعات المستقبلية خاصة خط نابوكو لأنابيب الغاز الذي تسانده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويبلغ طول الخط 3300 كيلومتر وسينقل الغاز من بحر قزوين والشرق الأوسط إلى أوروبا بحلول عام 2014. ويسترجع القرويون في باشكوي التي تقع على مسافة 110 كيلومترات غربي العاصمة الجورجية رؤية الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الروسية المقاتلة من طراز إم آي-24 خلال الحرب وفرار الناس من القتال. وتقول كيتينو ديفدارياني (45 عاماً) وهي أمينة مكتبة مدرسية «لا نزال نفكر في احتمالية حرب اخرى مع روسيا»، وسألت صحفياً زائراً «هل تعتقد أن الحرب ستبدأ»، وقالت ديفدارياني إنها تأمل أن يبنى خط نابوكو قريبا من القرية مما سيوفر دعما تشتد الحاجة اليه في المنطقة الريفية الفقيرة حيث هجر بعض القرويين منازلهم بحثا عن العمل في مكان اخر. والهدف الأساسي من مد خط نابوكو هو خفض اعتماد أوروبا على روسيا في احتياجاتها من الطاقة، ولكن تحيط به منذ فترة طويلة مشكلات تتعلق بالإمداد والتمويل. وقالت كيت هاردين رئيسة أبحات روسيا وبحر قزوين في مؤسسة كامبريدج لأبحاث الطاقة ومقرها الولايات المتحدة إن الاتفاق الذي توصلت اليه دول من الاتحاد الأوروبي وتركيا في 13 يوليو الماضي بشأن نقل الغاز وكان بمثابة انفراجة بالنسبة لإنشاء الخط «يوضح الثقة في جورجيا كممر للنقل»؛ غير أن حرباً جديدة من شأنها أن تجدد الشكوك في إمكانية مد نابوكو الذي لا يزال يتعين عليه تأمين إمدادات الغاز من أذربيجان. وأثر عدم الاستقرار في جورجيا بالفعل على تفكير أذربيجان بشأن الجهة التي ستبيع لها الغاز حيث تنظر باكو حالياً إلى روسيا كبديل جذاب، وقالت أنا جيلينكوفيتش الباحثة بمؤسسة اوراسيا جروب الاستشارية «ليست لدينا خريطة بعد لخط الأنابيب ونتيجة لذلك لم يدر نقاش حتى الآن بشأن كون جورجيا دولة عبور». وأضافت لرويترز «اذا ضمن كونسورتيوم نابوكو الإمدادات من اذربيجان وبدأت مناقشات إنشاء خط الأنابيب بطريقة جادة فساعتها يمكن مناقشة جورجيا كدولة عبور محتملة... اعتقد انه يمكن اثارة هذه القضية (عدم الاستقرار في جورجيا) في تلك المرحلة». وتمر بجورجيا خطوط أنابيب كبرى تغذي أوروبا بنفط وغاز بحر قزوين من بينها باكو-تفليس-جيهان ونظيره خط الغاز باكو-تفليس-ارضروم، كما توجد بها ثلاثة موانئ كبيرة على البحر الأسود وهي باتومي وبوتي وسوبسا التي تتعامل مع النفط الخام ومشتقاته. وأفسدت الحرب التقدم الذي أحرزته جورجيا منذ «الثورة الوردية» عام 2003 لجذب استثمارات الى الجمهورية السوفيتية السابقة في عهد الرئيس الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي. وسحقت روسيا هجوماً جورجياً على اوسيتيا الجنوبية التي نفضت عن نفسها حكم تفليس في أوائل التسعينات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي شأنها في ذلك شأن إقليم ابخازيا المتمرد على البحر الأسود. وسيطرت القوات الروسية لفترة وجيزة على بوتي ولا يزال آلاف من الجنود الروس في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اللذين يبعدان نحو 50 كيلومتراً عن تفليس من اقرب نقطة فيهما. واغلق خط باكو-تفليس-جيهان أسبوعين وقت اندلاع القتال العام الماضي بسبب انفجار في تركيا لا علاقة له بالحرب ولم تلحق أضرار بالخط خلال الصراع، لكن قنابل سقطت على بعد 15 مترا من خط أنابيب باكو-سوبسا التي كانت بي. بي بصدد إعادة فتحه آنذاك بعد عامين من اغلاقه بغرض الصيانة. وسيطرت القوات الروسية على طريق شرق-غرب السريع الرئيسي وأصابت انفجارات خط السكك الحديدية الرئيسي الذي يستخدم أيضا في تصدير النفط الأذربيجاني، لكن هاردين قالت في رسالة بالبريد الالكتروني ردا على أسئلة أن التأثير الفوري للحرب لم يتجاوز تعطل مؤقت في صادرات النفط والغاز إذ تعطلت وحول مسارها لفترة وجيزة فيما كان التأثير طويل الأمد على النقل اقل من أسوأ التوقعات. وعدلت أذربيجان مسار بعض نفطها من جورجيا الى روسيا، ووافقت الشهر الماضي على بيع كمية متواضعة من الغاز تبلغ 500 مليون متر مكعب الى روسيا اعتباراً من 2010. وقالت شركة جازبروم الروسية العملاقة التي تديرها الدولة انها حصلت على أولوية شراء الغاز من المرحلة الثانية من حقل شاه دينيز الأذربيجاني الذي تعلق عليه اوروبا آمالا كبيرة في إمداد نابوكو بالغاز. ويقول محللون إن اذربيجان تريد تنويع خياراتها بالنسبة للصادرات في ظل عدم الاستقرار في جورجيا ومحاولتها موازنة المصالح السياسية بين الشرق والغرب، ومما يسلط الضوء على التفاعل بين مصالح الطاقة والنزاعات المتعلقة بالأراضي في القوقاز تسعى باكو ايضا للحصول على دعم موسكو في نزاعها مع أرمينيا حليفة روسيا بشأن اقليم ناجورنو قرة باغ المتمرد المدعوم من ارمينيا.
المصدر: باشكوي، جورجيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©