الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عندما يتبنى الإعلام خطاباً غيـر واقعي.. «الشرق الأوسط» نموذجاً

عندما يتبنى الإعلام خطاباً غيـر واقعي.. «الشرق الأوسط» نموذجاً
4 ابريل 2018 01:05
دبي (الاتحاد) أشاد المحلل السياسي الدكتور مأمون فندي، مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، بالتجربة الإماراتية، لاسيما في بعدها التنموي، واصفاً إياها بالواقعية، حيث نجحت الإمارات في صياغة واقع خاص بها، دون الالتفات إلى المصطلحات البراقة، وصبت جل اهتمامها على تحديد وتنفيذ خطط التنمية في مختلف المسارات، بما يحقق الرؤية الأشمل للدولة، ويلبي تطلعاتها للنمو، ورغبتها في المساهمة بشكل فعال في صياغة المستقبل، ومواكبة التطور الحاصل في مختلف المجالات. ودعا فندي إلى العمل لترسيخ لغة إعلامية دقيقة ومعبرة بدلاً عما ترسخه بعض مؤسسات إعلامية عربية من مصطلحات استقطابية ومنحازة لتحقيق مصالح وأجندات خاصة، لافتاً إلى أن مصطلح أو مفهوم «الشرق الأوسط» ليس وصفاً لواقع، بل هو نتاج للغة إعلامية عربية غير دقيقة ينبغي العمل على تغييرها لسد الفجوة بين ما يقال عبر وسائل الإعلام وبين ما هو كائن بالفعل. وقال خلال جلسة «شرق أوسط برؤية جديدة» التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي: «إن مفهوم (الشرق الأوسط) ليس وصفاً دقيقاً من مختلف الوجوه سواء الثقافية أو الجغرافية»، معتبراً أن الإعلام العربي لم يقدم رؤية واضحة عن هذا المفهوم، على عكس مفهوم «العالم العربي» الذي يعد وصفاً دقيقاً لكيان قائم بالفعل يضم مجموعة من الدول تتحدث لغة واحدة ولها ثقافة واحدة. وشدد فندي على ضرورة تبني المؤسسات الإعلامية العربية لغة جديدة أكثر تحديداً، وأقل مواربة عند توصيف الأمور لسد الفراغ الذي قد ينتج عن استخدام التعابير والكلمات الفضفاضة، مشيراً إلى أن الإعلام العربي لم يقدم للمتلقي تعريفاً واضحاً عن مفهوم «الشرق الأوسط»، والكثير من المفاهيم التي يتم استخدامها دون التحقق منها، ضارباً مثالاً بمفهوم «صراع الحضارات» الذي تصدّر العناوين والحوارات بين العامة والخاصة على مدار أعوام طويلة، وصولاً لمفهوم «صفقة القرن» الذي يلقى رواجاً في الفترة الحالية بين العديد من الفئات من دون أي معايير واضحة عن ماهية المصطلح ودقة ما يصفه. ولفت مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن الإعلام العربي لم يتمكن من تطوير مفردات جديدة تصف بدقة ما يجرى على أرض الواقع من أحداث ما يعني أن هناك انفصالاً بين اللغة الإعلامية العربية والواقع الذي تعيشه شعوب المنطقة. وعبر المتحدث عن رغبته في تطوير مفهوم «الشرق الأوسط الجديد» ليصبح كياناً عربياً يراعي البعد الاقتصادي لفكرة القومية العربية دون الإيغال في معناها السياسي، مشدداً أن هذا من شأنه أن يمنع دخول دول وقوى مجاورة وغير مرغوب فيها ضمن هذا الحيز. وتساءل فندي في نهاية الجلسة عن قدرة الإعلام العربي في المرحلة القادمة على خلق وعي جديد ولغة جديدة تصف الواقع بمهنية وحرفية، لاسميا في ظل ما يشهده العالم والمنطقة من تحديات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©