الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النمو المتسارع يشعل «حرب المواهب» في الصين

النمو المتسارع يشعل «حرب المواهب» في الصين
1 مايو 2010 21:26
تستعد الشركات العالمية في الصين من جديد لحرب استنزاف الموارد البشرية المتميزة أو ما يعرف بـ”حرب المواهب” في ظل توقعات زيادة عمليات تسرب العمالة واستقطاب الموظفين والعمال المهرة المتزامنة مع التعافي الاقتصادي. فخلال الأزمة المالية العالمية لم تواجه الشركات الأجنبية في الصين صعوبة تذكر في الاحتفاظ بموظفيها غير أن الأحوال تتغير في وقت تقود فيه الصين العالم نحو الخروج من الركود. في ذلك يقول كارل ريديندو مدير عام هويت اسوشيتس لمنطقة آسيا المحيط الهادي: “لقد عادت حرب المواهب وعلى نطاق أوسع”. وتفيد تقديرات هويت بأن متوسط معدل تنقل الموظفين الطوعي سيعود هذا العام إلى مستويات ما قبل الأزمة التي بلغت أكثر من 15%. وكان المعدل قد انخفض العام الماضي إلى 14,2% من 17,4% عام 2008. ورغم توقع أن يبلغ نقص المواهب أقصاه في المتخصصين ذوي المهارات العالية في قطاعات منها قطاع الكيماويات وقطاع الأدوية والخدمات المالية إلا أن الشركات الصينية المتعلقة بالتصدير تعاني من نقص شديد في عمال المصانع. ويقول محللون إن كبر متوسط عمر السكان وانخفاض معدل المواليد وتناقص شعور الانتماء إلى الشركات وتعاظم الاستثمار في الصين تسهم في أزمة سوق العمل. وهناك بعض الدلائل على تزايد سرقة الشركات المحلية للموظفين المدربين من الشركات الدولية مثل شركة “بي إيه إس إف”، أكبر شركة كيماويات في العالم من حيث الإيرادات. ويقول بيتر جوهان رئيس الموارد البشرية في “بي إيه إس إف”إن خسارة كل موظف تعتبر بمثابة كارثة. ويضيف أن مزيداً من الشركات المحلية تأتي وتعتبر عاملينا المهرة جيدي التدريب كأنهم مجمع جيد لتوريد القوة البشرية. ويتوقع كولين مان مدير شركة “أكزو نوبل” في الصين، الشركة الهولندية المنتجة للكيماويات، أن تحتدم حرب المواهب هذا العام ويقول إن تغييرات أماكن العمل قد تزيد ولكنه يأمل بقاء أعضاء الإدارة العليا. كما يقول خبراء سوق العمل إن الشركات المالية تخشى من أن يضر نقص مواهب طويل الأجل يخطط أعمالها وخصوصاً أن السوق المحلية أصبحت أكثر جذباً وإغراء. كذلك تقلق البنوك من جذب المواهب نظراً لأن المؤسسات المحلية الكبرى بدأت تحذو حذو المنافسين الأجانب. وعلى سبيل المثال يعتزم بنك “إتش إس بي سي” أن يظل يتوسع في الصين في عام 2010 بعد إضافة 19 فرعاً السنة الماضية. كما يتوقع بنك “جولدمان ساكس” نمواً كبيراً في الصين ولكنه يقول إن السبيل لذلك النمو هو تعيين موظفين متميزين. وتقول جيل ماليلا الخبيرة في مؤسسة ميرسر لاستشارات الموارد البشرية إن الأجور في الشركات الدولية في الصين في زيادة مطردة، وهي تتوقع أن يرتفع متوسط الأجور 7,2% هذا العام بمعدل يفوق نسبة السنة الماضية البالغة 6,9%. وقد يضطر بعض أرباب العمل الذين جمدوا الرواتب عام 2009 إلى إعادة حساباتهم في ظل سباق الرواتب سعياً منهم للاحتفاظ بموظفيهم. وتقول ماليلا: “في ظل احتدام حرب المواهب لا ينبغي أن يفاجأ أرباب العمل بارتفاع أجور المهرة المتميزين 50 إلى 70 في المئة في بعض المستويات المتطلبة للخبرة والاحترافية”. أما جاري وانج مدير الخدمات الاستشارية في ميرسر والذي يرأس منتدى الموارد البشرية في غرفة التجارة الأوروبية في الصين فقد لاحظ أن الشركات المستجدة في أسواق الصين تستسهل كثيراً التقاط المواهب واجتذابها من الغير عن تطوير طاقاتها البشرية الداخلية. وحتى “جوجل”، شركة بحث الإنترنت أصبحت هدف استقطاب شديداً من قبل شركات تكنولوجيا محلية بعد تهديدها بمغادرة الصين. كما يتعين على الشركات الأجنبية أن تضع في اعتبارها أن الشباب العاملين الصينيين مثلهم مثل نظرائهم الأميركيين يميلون إلى تبديل وظائفهم بمعدل سريع نسبياً. ورغم اتخاذ الشركات الأجنبية إجراءات حماية مواهبها من خلال الاهتمام بالرواتب وتطوير الوظائف والرضا الوظيفي يحذر ريدندو ويقول إنه لابد أن يكون هناك حدود لقدر النقود التي تغري بها العاملين. عن «فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©