مزرعة مناهضة للعنصرية تتحول إلى متحف

كانت مجرد مزرعة لكن الأنشطة التي دارت فيها أدت إلى تحرير جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري، إذ احتضنت اجتماعات نيلسون مانديلا وعدد من الناشطين المناهضين للتمييز العنصري· وقال دنيس جولدبرج، الذي اعتقل مع زعماء آخرين مناهضين لنظام الفصل العنصري عندما اقتحمت الشرطة مزرعة ليليزليف في 1963 ''كان الأمر مشوقا للغاية لأننا كنا نخطط لإطاحة الحكومة''· واعتبارا من اليوم ستفتح المزرعة التي كانت مقراً لأنشطة سياسية سرية، أبوابها أمام الجمهور كمتحف· وكان مانديلا أقام سراً في المزرعة بين أكتوبر 1961 ويناير 1962 منتحلا شخصية مختلفة قبل أن يغادر البلاد لجمع الأموال· وفي هذه المزرعة، أسس حائز جائزة نوبل للسلام الركائز لإنشاء الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الافريقي· وكان مانديلا أودع السجن قبل سنة من تنفيذ حملة الاعتقالات في المزرعة وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات· لكن المحاكمة التي أعقبت اقتحام المزرعة شكلت منصة انطلاق له كما أن الوثائق التي عثر عليها في المزرعة أتاحت للسلطات محاكمته كذلك· وخلال المحاكمة أطلق مانديلا عبارته الشهيرة ''إنني مستعد للموت''· وفي الكلمة التي ألقاها أعلن مانديلا أنه مستعد للتضحية بحياته في سبيل الديموقراطية والمجتمع الحر· وصدرت في الأشخاص الذين حوكموا في إطار هذه القضية وبينهم مانديلا عقوبات بالسجن مدى الحياة لكنها أثارت في المقابل اهتماما دوليا· ولم يطلق سراح مانديلا إلا في العام ·1990 وأضاف جولدبرج الذي يبلغ 75 ''كان مانديلا يقرأ كتبا عن الحرب والسلم والسياسة والماركسية والرأسمالية والمجتمع الديموقراطي لأنه كان يشعر بأمان في المزرعة''· وأوضح ''من ثم طور مع آخرين مفهوم الكفاح المسلح كجزء من الحملة السياسية من أجل الحرية''·