الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدفع الإفطار.. طلقات الفرح

مدفع الإفطار.. طلقات الفرح
10 يونيو 2016 00:06
أحمد السعداوي (أبوظبي) مدفع رمضان.. وما يصاحبه من طقوس وذكريات جميلة في نفوس الكثيرين، من أهم العادات التي تبعث البهجة في نفوس الجميع، وتمنح هذه الأيام مذاقاً خاصاً يميزها عمّا عداها من أيام، وتجعل الصائمين يعيشون أجواء رمضانية ونسمات إيمانية يشاركون فيها باقي شعوب العالم الإسلامي في مثل هذا الوقت من كل عام مع حلول شهر رمضان الكريم، حاملاً معه ألوان الخير والكرم الإلهي عبر جزيل الثواب عن الأعمال الصالحة خلال الشهر، وحالة سلام نفسي تعم الجميع عبر معايشة مثل هذه الطقوس، التي يحبها الجميع على اختلاف فئاتهم وأعمارهم، ومنها انطلاق مدفع الإفطار يومياً في ساحة مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي. قيمة كبرى وتقول إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن مبادرة «فعالية مدفع رمضان»، التي تقام بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة، في إطار الحرص على الحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة من الآباء والأجداد والتمسك بالموروث الاجتماعي الأصيل، الذي ترسخ في ذاكرة المجتمع الإماراتي ووجدانه، موضحة أن انطلاق مدفع الإفطار من جامع الشيخ زايد الكبير يبدأ في ليلة غرة رمضان بعد ثبوت الرؤية إعلان بدخول الشهر الكريم، ويستمر هذا الحدث طوال الشهر للإعلان عن دخول موعد الإفطار. وتؤكد أن انطلاق المدفع للعام الثالث على التوالي من جامع الشيخ زايد الكبير بما يمثله من قيمة كبرى كواحد من أهم معالم العمارة والثقافة الإسلامية في العصر الحديث، يضفي مزيدا من الألق على هذا الحدث اليومي، الذي تترقبه آذان الصائمين، إيذاناً بانتهاء ساعات الصيام، والبدء في ليلة أخرى من ليالي الشهر الفضيل. وتشير إلى أن الجماهير الغفيرة المتواجدة بالجامع يومياً في هذا الوقت لتناول الإفطار في مشروع «ضيوفنا الصائمون» يمكنهم متابعة طقوس انطلاقه بشكل مباشر، غير أنه عليهم أن يلتزموا بتعليمات الأمن والسلامة ويقفوا في المنطقة المخصصة لهم، ليشاهدوا عملية الإطلاق ثم آذان المغرب، ليبدأون في تناول إفطارهم داخل الخيم المخصصة لذلك. ضيوف الرحمن وحرصا من المركز على توفير أقصى درجات الراحة للمترددين على الجامع طوال الشهر الكريم، والاستمتاع بكافة فعالياته، ومنها «مدفع رمضان»، توفر إدارة المركز الكادر المؤهل وفق أعلى المعايير لتقديم الخدمات وتنظيم استقبال الأعداد الكبيرة من المصلين والصائمين في الجامع خلال الشهر الفضيل، وتسعى من خلال ذلك إلى نشر ثقافة العمل التطوعي لدى جميع أفراد المجتمع، وقد تعاون المركز مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية بالإضافة إلى جمعيات النفع العام في الدولة لاستقطاب عدد من الكوادر الوطنية، التي ترغب بالتطوع لخدمة ضيوف الجامع خلال هذه المناسبة الدينية، ومن هذه الجهات وزارة شؤون الرئاسة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية ومتطوعو ساند التابعون لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب بالإضافة إلى فريق «أبشر الإمارات» للتطوع، كما يشارك في هذا العمل التطوعي عدد من موظفي الجامع الذين يحرصون على التواجد خلال الفترة المسائية، بالإضافة إلى التزامهم بالعمل خلال الفترة الصباحية وفق ساعات العمل الرسمية، وكل ذلك بهدف تحقيق أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن طوال أيام وليالي شهر رمضان الكريم، كما جرت العادة في المركز منذ افتتاحه. عادة حديثة من ناحيته يقول إيهاب محمود، إنه دائم الحضور إلى جامع الشيخ زايد الكبير قبل الإفطار للاستمتاع بأجوائه المتميزة في رمضان من كل عام، خاصة أن سكنه يبعد عن مكان الجامع أقل من 10 دقائق بالسيارة، حيث يبدأ رحلته الايمانية اليومية في رحاب الجامع، حتى يحين موعد مدفع الإفطار، ويتابع عملية إطلاق المدفع وما يصحبها من طقوس جميلة تذكره بأيام طفولته، حين كان يجلس مع الأسرة في المنزل أمام شاشة التلفزيون ليسمع إطلاق المدفع ثم آذان المغرب، حيث تبدأ الأسرة بعدها الفطور على بعض المشروبات الخفيفة والتمر، إلى أن يعود الوالد من صلاة المغرب من المسجد القريب من البيت. ولفت إلى أن مدفع الإفطار عادة ترسخت في قلوب وعقول الكثيرين كونها دوما ارتبطت بأجواء مبهجة، تعبر عن فرحة الصائم بحلول موعد الإفطار، وفي الوقت ذاته لا تخرج عن إطار المألوف ولا قدسية الشهر الكريم. حركة دؤوبة وبين عماد عبدالباسط، أنه يتواجد في جامع الشيخ زايد الكبير خلال شهر رمضان من كل عام ويعايش البرنامج الرمضاني الحافل بالمحاضرات الدينية كل يوم، ومنه مشاهدة عملية اطلاق مدفع الإفطار ثم تناول الإفطار والجلوس في المسجد حتى صلاة العشاء والتراويح، مما يجعله يخرج من الشهر الكبير بحصيلة إيمانية كبيرة، ولذلك يتمنى أن تدوم هذه العلاقة مع طقوس مدفع رمضان وغيره من العادات الرمضانية الجميلة التي يلمس أجواءها بين الناس، وتكون عونا له في تحمل البعد عن الأهل في بلادها خلال هذه الفترة من كل عام، لافتاً إلى أنه يسعد كل يوم بشكل متجدد حين يرى الحركة الدؤوبة في كل مكان في ساحات الجامع استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن، والتعاون من أجل راحة الصائمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©