الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلم الهند الأولمبي

1 مايو 2010 21:18
تعتبر الهند قوة اقتصادية صاعدة، ورائدة عالمية في مجال التكنولوجيا، ومستودعاً للعقول الذكية، ولكن أداءها في الرياضات الدولية، لا يقل بؤساً عن حمام السباحة الذي يتدرب فيه "سانديب سجوال" وسط حشد من الأطفال الصغار الذين يلعبون في الماء من حوله. فـ"الحمام مزدحم هذه الأيام، ولكني أحاول قدر جهدي عزل نفسي عن كل ما يحيط بي.. فالهند تحتاجني" كان هذا ما قاله "سجوال" السباح الهندي الشاب (21 سنة) ذو الشعر المجعد، الذي تعقد عليه الهند الآمال في الفوز بميدالية ذهبية في السباحة تساهم في رفع رايتها خفاقة على حلبات التتويج في الرياضة العالمية وخصوصاً أنها تأتي في مؤخرة قائمة الدول الفائزة بالميداليات -قياساً بعدد السكان- ولا يأتي وراءها سوى النيجر والعراق. وقد تحول المسعى لتحقيق نجاح رياضي إلى مسألة فخر قومي في هذه الدولة التي تزداد اليوم ثقتها بنفسها وتزداد رخاء على الدوام، والتي لم تحصل سوى على ميدالية ذهبية وحيدة في الألعاب الفردية في تاريخ مشاركاتها الأولمبية. وفي الوقت الراهن، تضخ الهند ملايين الدولارات من أجل إعداد أبطال على مستوى عالمي، وبناء مجمعات رياضية متطورة. والإنجازات الرياضية باتت معياراً تجد الهند بموجبه نفسها متخلفة عن منافستها اللدودة الصين. فالهند لديها اقتصاد ينمو بسرعة، وتمتلك أسلحة نووية، وبرنامج فضاء طموحاً، وكلها تمثل أوسمة مجد وفخار لها في وجه منافستها الشرسة الصين، ولكن هذه الأخيرة تمتلك في جعبتها 430 ميدالية مختلفة، منها 100 حصلت عليها في أولمبياد بكين الأخير وحده، في حين أن كل ما حققته الهند من ميداليات في تاريخ مشاركاتها لا يزيد عن 20 ميدالية! و"الحقيقة هي أن الهند لا يزال أمامها الكثير حتى تلحق بالصين" هذا ما يقوله "جي.إس. ماندر" نائب رئيس اللجنة الأولمبية الهندية، الذي يشير في معرض التدليل على صواب رأيه إلى أن عدد السباحين الهنود المسجلين لدى الاتحادات المحلية لا يزيد عن 2000 سباح، في حين يصل عدد السباحين الصينيين المماثلين إلى 650 ألفاً. ويقول "أبهيناف بندرا"، 27 عاماً، الذي فاز بالميدالية الذهبية الوحيدة في مسابقة الرماية بالبندقية الهوائية في أولمبياد 2008: "إن الهند عندها وفرة في المواهب التي لم تكتشف بعد.. وما نحتاج إليه في هذا الصدد هو فقط البحث عن تلك المواهب ورعايتها، بالإضافة إلى توفير مدربين على أعلى مستوى، وتشييد ملاعب ومنشآت رياضية أفضل من الموجودة حاليّاً، مع العمل في الوقت ذاته على تنمية الإحساس بأننا كأمة هندية نستحق، بل ويجب أن نكون، من ضمن الفائزين بالميداليات في المسابقات الرياضية العالمية". ولكن الطريق الذي سلكه "بندرا" لتسنم ذروة المجد الأولمبي، يكشف عن خلل جوهري في المنظومة الرياضية الهندية. فهذا الشاب تدرب استعداداً لمشاركته في الأولمبياد في قاعة رماية بمواصفات أولمبية بناها له والده التاجر شديد الثراء في فناء منزلهم الخلفي، وهو ما أتاح له إمكانيات لا تتوافر عادة في المنشآت الرياضية الهندية العامة المتداعية. وعلى النقيض من ذلك نجد أن الصين -وهذا ما مكنها من التفوق الرياضي في غالبية الألعاب- تحرص على رعاية رياضييها الموهوبين في منشآت ومجمعات رياضية متطورة تنتشر في كافة أرجائها. ويرى بعض المحللين أن المشكلات التي تجعل الاقتصاد الهندي يتأخر عن نظيره الصيني، هي ذاتها التي تجعل الرياضيين الهنود غير قادرين على التفوق على منافسيهم الصينيين في ساحات المنافسات الرياضية العالمية وهي: الفساد الحكومي، والبنية التحتية الفقيرة، والبيروقراطية المترهِّلة، علاوة على أن الكثيرين هنا في الهند يقولون إن الملايين المخصصة لتدريب الرياضيين، وإعدادهم للمشاركات الأولمبية، وبناء المنشآت الرياضية، تتسرب في غالبية الأحيان إلى جيوب المسؤولين الفاسدين. ومع ذلك تظهر الآن الحكومة الهندية والشركات الراعية رغبة قوية في بناء ثقافة رياضية قومية حيث وصلت الميزانية الهندية المخصصة للرياضة هذا العام إلى 150 مليون دولار، مقارنة بـ60 مليون دولار فقط قبل أربعة أعوام -كما يقول "راجيش مالهوترا" المتحدث باسم وزارة الرياضة والشباب الهندية. يذكر في هذا الصدد أن الحكومة الهندية قد دشنت العام الماضي برنامجاً يكلف 300 مليون دولار، ويستغرق خمسة أعوام، لبناء بنية تحتية رياضية في كافة قرى الهند وتأمل أن تتمكن من استكماله في القريب العاجل. إيميلي واكس - بنجالور - الهند ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©