منتجو الأفلام السينمائية يفرّون لولايات أقل تكلفة وهوليوود تترنح

كشف تقرير أصدرته منظمة «فيلم إل. آيه. إنك» غير الربحية والتي تساعد شركات الإنتاج في تنظيم وتنسيق عمليات تصوير الأفلام في يوليو الماضي أن نشاط الإنتاج السينمائي في هوليوود انخفض بنسبة 5ر24% خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من عام 2008. وقال بول أدلي رئيس «فيلم إل. آيه. إنك» إن الأفلام الروائية التي تحظى بأضخم الميزانيات سجلت تراجعا قياسيا بلغ 5ر52% مضيفا «إننا قلقون للغاية بشأن الخسائر بعيدة المدى التي ستلحق بنا بسبب الأفلام التجارية والروائية». وبالنسبة لشركات مثل «تونتيث سنشري بروبس» فإن توقف العروض والبرامج التلفزيونية المسجلة أمام الإقبال الهائل على عروض البرامج الواقعية زاد الأمور سوءاً. وقال مالك شركة انتاج هارفي شوارتز إن العائدات هوت بنسبة 30%العام الماضي. وتراجعت أكثر هذا العام ليبلغ حجم انخفاض المبيعات 50% عندما قرر شوارتز إغلاق الشركة. ويقول شوارتز «أفلست منذ ثلاثة أشهر.. ولا أدري ماذا أفعل غير ذلك...شيء مرعب... لقد وهبت حياتي كلها لشيء قد ولى». وليس الركود الاقتصادي هو الملوم وحده للفاجعة التي تعيشها مدينة السينما، بل إن مبيعات تذاكر دور العرض ارتفعت بنسبة 12%، ذلك أن المشاهد يرى فيها ملاذاً خياليا ًمن واقع اقتصادي مفزع. غير أن مشكلة هوليوود تكمن في أن مناطق أخرى في الولايات المتحدة تنافس بشراسة لاستقطاب أموال الإنتاج من خلال تقديم محفزات ضريبية وخصومات إنتاجية للمنتجين الذين يريدون العمل خارج كاليفورنيا. وانكمشت حصة كاليفورنيا من إنتاج الأعمال الروائية إلى 31% عام 2008 مقابل 66% عام 2003 بحسب ما أعلنته لجنة السينما في كاليفورنيا. وهذا يعكس بشكل كبير تراجعا ملحوظا في نشاط منطقة لوس أنجلوس الإنتاجي. والتي انخفض إنتاج الأفلام الروائية فيها في عام 2008 لما يناهز نصف حجم النشاط إبان ذروتها عام 1996. وتقدم أكثر من 30 ولاية أميركية، من لويزيانا وحتى نيو مكسيكو ومن جورجيا وحتى إيلينوي ، تخفيضات ضريبية وحسومات إنتاجية تهدف لجذب المنتجين بعيداً عن كاليفورنيا. لقد استفاقت لوس أنجلوس، التي تعصف بها الأزمة المالية أخيراً، الأسبوع الماضي وقدمت حزمة محفزات ضريبية قيمتها 5ر67 مليون دولار. ولكن كثيرين يشعرون أن هذه الخطوة جاءت متأخرة للغاية ومتواضعة للغاية بالنسبة لأهم صناعة في الولاية على الإطلاق. ويقول جاك كيزر كبير المحللين الاقتصاديين في مؤسسة تنمية مقاطعة لوس أنجلوس الاقتصادية «إن لوس أنجلوس مهددة بخسارة قدر ضخم من واحد من نشاطاتها المميزة.. مثلما حدث مع صناعة الطيران في منتصف التسعينيات» من القرن الماضي. وتقول ليزلي كيني (29 عاماً) فنانة التجميل التي أجبرت مثلها مثل كثيرين من العاملين في صناعة السينما على العمل كنادلة لتعيش بالكاد على حافة الفقر: «الوضع قاتم بحق»