«الشلوخ» طريق السودانيات إلى الزينة والألم والزواج!

للجمال ثمن من الألم والمعاناة في القرن الماضي في السودان حيث كانت الفتيات ينزفن الكثير من الدماء حتى يظهرن بمظاهر يراها المجتمع بأنها الأفضل والأنسب. ومن المألوف مشاهدة الفتيات اللائي يذهبن مع أمهاتهن أو جداتهن للنساء الخبيرات في رسم الشلوخ بتفصيد خدود الفتاة أو دق الشفاه من خلال ثقبها بالإبر حتى تكتسب اللون الرمادي. اختلفت الشلوخ باختلاف القبائل والثقافات وأصبحت هذه الظواهر واحدة من الأساسيات التي تمكن من تحديد الهوية وانتماءات القبيلة، فنجد قبيلة الشايقية تميزت بالشلوخ العرضية فيما تميز الجعليون بالشلوخ الطولية وفي غرب السودان برعت قبائل البقارة في ثقب الأنف ودق الشفاه وفي منطقة الجزيرة تكثر الشلوخ الدقيقة المتقطعة وطيلة السنوات الماضية لم تقف تلك الأوشام والشلوخ على النساء وحدهن بل نجد أن الرجال يتم تشليخهم أيضا للكثير من الاعتبارات كاثبات الهوية خاصة في المجتمع القبلي وتظهر جليا في المناطق الريفية وتتراجع في الحضر. الحاجة بثينة الأمين امرأة تجاوزت العقد الثامن تزينها شلوخها المميزة، تقول إنها خضعت لعملية «التشليخ» وعمرها عشرة أعوام ورغم الألم الشديد إلا أنها كانت تشعر بالفخر باعتبارها ستصبح امرأة عما قريب. وقالت إن التشليخ كان بالنسبة لهن واحدا من أنواع الزينة التي يتباهين بها في المناسبات الاجتماعية. وأضافت أن الفتاة التي لم يتم تشليخها تصبح غريبة في مجتمعها وربما لاتجد من يتزوج بها. وقالت الحاجة بثينة إن بنات هذا الزمان أصبح لديهن حياة تختلف تماما بعد أن أصبحت الموضة تستجلب من الخارج وبات لديهن اهتمامهن بأشياء لم يسمعن بها في الماضي. وتنشط العديد من منظمات المجتمع المدني لتنوير الأمهات بضرورة الابتعاد عن العادات الضارة التي تتسبب في الكثير من المعاناة للفتيات الصغيرات وخاصة تلك التي تسبب الإيذاء الجسدي، وتؤكد إحصائية غير رسمية أن هنالك نسبة كبري من التراجع في مثل هذه الأعمال الخاصة بالتشليخ وأن معظم الحالات تتم في المناطق البعيدة والرعوية التي تفتقد للخدمات التعليمية والصحية. في المقابل قلما تشاهد الوجوه ذات الشلوخ في ولايات السودان الكبرى أو في العاصمة الخرطوم