الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عاصمة النور» تداوي الجراح بـ«يورو 15»

«عاصمة النور» تداوي الجراح بـ«يورو 15»
9 يونيو 2016 23:04
محمد حامد (دبي) تستعيد باريس ابتسامتها وشعورها بالكبرياء وانتصارها للحياة، حينما تنطلق منافسات النسخة الـ15 لبطولة الأمم الأوروبية «يورو 2016» اليوم، والمفارقة أن «المسرح» نفسه الذي شهد تعرض باريس للهجمات الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، هو نفسه الذي تنطلق منه مباريات البطولة القارية في مؤشر قوي على الانتصار للحياة، حيث تتحول ضاحية «سان دوني» الباريسية من مسرح للموت إلى نقطة جذب للباحثين عن متعة كرة القدم. بعد 210 أيام من أحداث «سبتمبر الأسود»، حينما شهدت باريس موجة من الأعمال الإرهابية في ضاحية سان دوني أثناء مباراة فرنسا وألمانيا، والتي راح ضحيتها 130 شخصاً، وفي المكان نفسه «ستاد فرنسا الدولي» بضاحية سان دوني تقام مباراة افتتاح بطولة «يورو 2016» بين منتخب البلد المستضيف فرنسا ونظيره الروماني ضمن مواجهات المجموعة الأولى. الإثارة التي تحيط بـ«يورو 2016» لا ترتبط فقط بوقوف أوروبا والعالم خلف فرنسا في التحدي التنظيمي والأمني، بل إن الإثارة الكروية تظل متوقعة في النسخة الأولى التي تشهد ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخباً بدلاً من 16، وهي فلسفة أصر رئيس الاتحاد الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني على تطبيقها ليمنح الفرصة لأكبر عدد من الدول للمشاركة في الحدث الكروي القاري الأهم بمبدأ «مشاركة لا مشاهدة». النسخة الحالية لبطولة «يورو 2016» تشهد مشاركة 13 من أصل 16 منتخباً ظهرت في النسخة الماضية التي أقيمت عام 2012 وحصل الإسبان على لقبها، كما أن هناك 5 منتخبات تظهر للمرة الأولى في البطولة، وهي آيسلندا، وويلز، وألبانيا، وآيسلندا، وسلوفاكيا وهي الأكثر استفادة من توسيع قاعدة المشاركة، فقد ضمت التصفيات التأهيلية مشاركة 55 منتخباً تأهل منها 24، أي أن نصف منتخبات أوروبا «تقريباً» تشارك في النهائيات. ولن يكون مطلوباً من منتخبات آيسلندا، وويلز، وألبانيا، وآيسلندا، وسلوفاكيا أكثر من «التمثيل المشرف» في الظهور الأول، حيث لا يمكن مطالبتهم بتكرار المعجزة الكروية الأشهر في تاريخ البطولة، وهي معجزة المنتخب اليوناني الذي حصل على اللقب عام 2004، ويظل التأهل لدور الـ16 وربما دور الـ8 طموحاً مشروعاً للوافدين الجدد. وبعيداً عن المنتخبات «الصغيرة» التي تشارك في التحدي القاري للمرة الأولى، توجد على الجانب الآخر منتخبات كبيرة يسعى كل منها للفوز باللقب، ويمكن القول إن هناك 7 منتخبات يمكن لأي منها التتويج بالمجد القاري، وهي وفقاً لترتيب قوتها «نظرياً» فرنسا التي تملك منتخباً شاباً يضم عناصر رائعة، فضلاً عن الاستفادة من الأرض والجمهور، واللافت في الطموح الفرنسي أنه يبحث عن اللقب الثالث لمعادلة ألمانيا إسبانيا في قائمة المنتخبات الأكثر تتويجاً باللقب. ويسعى الألمان كعادتهم للحصول على اللقب لتأكيد سطوتهم الكروية المطلقة، والتي تأكدت في «مونديال 2014»، ويقول المثل الشائع في عالم الساحرة: «الجميع يشاركون ويلعبون وفي النهاية يتوج الألمان باللقب»، في إشارة إلى قوة الشخصية الألمانية التي لا تبحث عن شيء سوى منصة التتويج. ولا يزال منتخب إسبانيا هو بطل أوروبا المتوج على عرشها في نسختي 2008 و2012، وعلى الرغم من التغييرات التي لحقت بالتشكيلة والتراجع الواضح في مونديال 2014، فإنه لا يمكن لأحد أن يصف تتويج منتخب «لافوريا روخا» بلقب النسخة الحالية إن حدث بأنه مفاجأة، خاصة أن المدرسة التدريبية التي يعتمد عليها الإسبان مع فيثينتي دل بوسكي لا زالت مستمرة. وبعيداً عن فرنسا وألمانيا وإسبانيا وهي الأقوى «نظرياً» يتطلع الطليان للدفاع عن الكبرياء القاري المفقود، والمفارقة أن «الآتزوري» بطل المونديال 4 مرات لم يقف فوق منصة التتويج القارية سوى مرة واحدة عام 1968، صحيح أنه بلغ نهائي 2000 و2012 ولكن اللقب القاري لا زال عصياً منذ ما يقرب من 50 عاماً. وفي التصنيف الثاني للمنتخبات التي يحق لها أن تحلم باللقب القاري يظهر المنتخب البلجيكي كأحد أبرز المرشحين للقب «الحصان الأسود»، حيث يملك البلجيك المنتخب الأفضل فردياً، وينشط نجومه في أقوى دوريات أوروبا، كما يسعى «برتغال رونالدو» للمنافسة على اللقب، فيما يحلم الإنجليز كعادتهم قبل البطولات الكبيرة بتحقيق اللقب، وعلى الرغم من أن صحافة الإنجليز «فقط» هي التي تقوم بترشيح منتخبها في بعض الأحيان للظفر باللقب من باب الدعم المعنوي، فإن هذا لا يمنع من القول إن قائمة «الأسود الثلاثة» تضم عناصر جيدة تمزج بين الخبرة والشباب مما يجعل التفكير في المجد القاري الذي لم يحققوه مطلقاً من قبل طموحاً مشروعاً في النسخة الحالية. وبالعودة إلى المباراة الافتتاحية نجد أن فرنسا تستهل مشوارها في نهائيات كأس أوروبا 2016 على أرضها أمام رومانيا اليوم على ملعب «استاد دو فرانس» في باريس بعد سلسلة من الإصابات، ومخاوف أمنية سبقت انطلاق البطولة القارية. شتت المهاجم كريم بنزيمة تحضيرات الزرق، بعد اتهامه المدرب ديدييه ديشان بالرضوخ لضغوط عنصرية أدت إلى استبعاده عن التشكيلة، وذلك إثر فضيحة ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا، المبعد أيضاً، فضلاً عن بنزيمة، أفضل هداف دولي راهناً في فرنسا، تعرض قلب الدفاع الأساسي، وزميله في ريال مدريد الإسباني، رافايل فاران لإصابة في فخذه. تعاظمت مشكلات ديشان الدفاعية، مع إصابة لاعب برشلونة الإسباني جيريمي ماتيو، فيما أوقف مامادو ساكو لتناوله مواد محظورة. انضم لاسانا ديارا وقبله ماتيو دوبوشي وكورت زوما، إلى لائحة المصابين، فلم يتخيل ديشان أن يواجه وضعاً مماثلاً قبل انطلاق النهائيات القارية على أرضه. قال ديشان لصيحة «ليكيب» المحلية: كل ما حصل معنا منذ إعلان التشكيلة في 12 مايو، لم أكن أتخيله في أسوأ كوابيسي. برغم كل ذلك، يحظى لاعب وسط مرسيليا السابق بتشكيلة رائعة وسطاً وهجوماً، تضم أمثال نجولو كانتي بطل إنجلترا مع ليستر، بول بوجبا نجم يوفنتوس الإيطالي، ديميتري باييت المتألق مع وست مهم الإنجليزي، أوليفييه جيرو مهاجم أرسنال الإنجليزي، أنطوان جريزمان صاحب 32 هدفاً هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد الإسباني والواعد أنطوني مارسيال الذي برز مع مانشستر يونايتد الإنكليزي. وتأمل هذه الوجوه الواعدة تكرار ما حصده الفرنسيون على أرضهم عام 1984، عندما أحرزوا لقبهم الأول قبل أن يتوجوا مرة ثانية في 2000. يعيش رجال ديشان فترة جيدة إذ فازوا 9 مرات في آخر 10 مباريات في السنة الماضية، وجاءت خسارتهم الوحيدة أمام إنجلترا بعد أيام من اعتداءات باريس الشهيرة في نوفمبر الماضي. في المقابل، يعول الطرف الروماني على دفاعه القوي، في بطولته الكبرى الأولى منذ 8 سنوات. منيت شباك لاعبي المدرب أنجل يوردانسكو مرتين فقط في 10 مباريات ضمن التصفيات التي حلت فيها وصيفة لأيرلندا الشمالية في مجموعة ضمت المجر وفنلندا واليونان. لا تملك رومانيا نجوماً في تشكيلتها على غرار جورجي هاجي، وتعاني نقصاً هجومياً، إذ سجلت 11 هدفاً فقط في 10 مباريات ضمن التصفيات. قال مساعد المدرب فيوريل مولدوفان: الضغط على فرنسا أكبر، سيكون رائعاً إذا حصلنا على التعادل، وإذا فزنا سيكون أروع. تعول رومانيا على حارسها المخضرم سيبريان تاتاروشانو «30 عاماً» لاعب فيورنتينا الإيطالي، مدافع نابولي الإيطالي فلاد كيريكيش «26 عاماً» والمهاجم الشاب نيكولاي ستانسيو. تأهلت رومانيا إلى كأس أوروبا أربع مرات أعوام 1984 و1996 و2000 و2008، خاضت 13 مباراة ففازت مرة يتيمة على إنجلترا 3-2 عام 2000 بهدف متأخر من يونيل جانيا، وتعادلت 4 مرات وخسرت 8 مرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©