عبدالرحيم حسين، علاء مشهراوي (رام الله، غزة)
استشهد شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال في قطاع غزة ونابلس، فيما اقتحم عشرات المتطرفين اليهود المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من الاحتلال، وصادقت سلطات الاحتلال على بناء 5700 وحدة استيطانية في الضفة الغربية.
واستشهد شاب فلسطيني، أمس، بإطلاق نار من جيش الاحتلال شرق قطاع غزة، ضمن المواجهات المستمرة لليوم الخامس قرب السياج الفاصل. وأعلنت مصادر فلسطينية أن شاباً يبلغ 25 عاماً قتل جراء إصابته بعيار ناري في الصدر، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شرق مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
كما استشهد سائق فلسطيني متأثراً بجراح أصيب بها، أمس، حيث تعرضت مركبته لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال عند مستوطنة «أرئيل»، المقامة على أراضي محافظة نابلس بالضفة الغربية. وأطلق جنود الاحتلال النار على الشاب الذي يقود مركبة واصطدم بمحطة انتظار الحافلات قرب مستوطنة «أرئيل» قرب نابلس.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن الشاب سار بسيارته مسرعاً واصطدم بمحطة انتظار الحافلات قرب المستوطنة، من دون وقوع إصابات بصفوفه أو بصفوف المستوطنين. وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشاب كان يحاول الفرار من قوات الاحتلال التي كانت تلاحقه، فيما لم تتضح بعد خلفية الحادث. وزعم الجيش الإسرائيلي بأن الحديث يدور عن عملية دهس، علماً بأن المعلومات أكدت أن الحديث يدور عن اصطدام مركبة كان يقودها الشاب الفلسطيني بمحطة انتظار الحافلات.
وقال شهود عيان: «إن الشاب اقترب بسيارته من موقف لتجمع المستوطنين غربي سلفيت (جنوب نابلس)، قرب مستوطنة «أرئيل»، المقامة على أراضي المواطنين هناك، فبادره الجنود بإطلاق النار بشكل مباشر باتجاهه».
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية الخاصة. وحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، فإن 300 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة بشكل استفزازي، وسط محاولات لأداء طقوس تلمودية بالمسجد. وذكرت مصادر الأوقاف الإسلامية أنه سجل العديد من الانتهاكات، كان أبرزها انبطاح العديد من المتطرفين على الأرض داخل باحات المسجد، ومنهم من قام بأداء صلوات تلمودية.
كما اقتحم مستوطنون، وتحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، أمس، منطقة «برك سليمان» السياحية جنوب بيت لحم. وأفاد شهود عيان بأن حوالي 50 مستوطناً اقتحموا منطقة برك سليمان بسياراتهم الخاصة، وتحت حماية جنود الاحتلال، وتمركزوا عند البركة الثالثة، وأدوا طقوساً تلمودية، ثم انسحبوا.
في السياق، أصيب عشرات المواطنين وتلاميذ المدارس، أمس، بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت بمحاذاة مدرسة النهضة الأساسية للبنين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وأفاد شهود العيان بأن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في حارة «أبو اسنينة»، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق وخلق حالة من الإرباك في صفوف المواطنين والطلبة. وشنّت قوات الاحتلال، حملة اقتحامات ومداهمات لمنازل فلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتيْـن، أسفرت عن اعتقال 16 فلسطينياً.
وفي سياق آخر، صدقت ما تسمى بـ«اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء» في القدس المحتلة على المخطط الهيكلي الجديد للمستوطنة «تسور هداسا»، القائمة على الخط الأخضر، وتجاوزته إلى قرية «وادي فوكين» في بيت لحم. ويتضمن المخطط الجديد بناء 5700 وحدة سكنية لاستيعاب حوالي 20 ألف شخص، يضافون إلى 9 آلاف شخص في حوالي 4 آلاف وحدة سكنية. وتوجد مخططات تم إقرارها للمستوطنة، تتضمن بناء 1450 وحدة سكنية، لم تتم إقامتها بعد، وذلك شمال شارع 375.
وسيتم في إطار المخطط الجديد تعبيد شارع يربط بين أجزاء المستوطنة، وإقامة مبانٍ تجارية، وأخرى عامة ومشاغل.
ليبرمان يهدد أهالي القطاع
زار وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان منطقة الحدود قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة أمس، للوقوف على تحضيرات واستعدادات جيش الاحتلال لمواجهة وقمع مسيرة العودة المقررة يوم الجمعة القادم. وجدد ليبرمان تهديده للمتظاهرين بإطلاق النار على كل من يقترب من السياج الفاصل.
وفي الوقت نفسه يعتقد الجيش الإسرائيلي أن يوم الجمعة سيشهد تجدد المواجهات وعلى نطاق واسع أكثر من الجمعة الماضي بكثير مؤكداً استعداد الجنود لكل السيناريوهات. وتستعد فرقة ما تسمى «غزة» العسكرية في جيش الاحتلال للمظاهرات الفلسطينية ومسيرات العودة السلمية المرتقبة على حدود قطاع غزة يوم الجمعة وبضمن ذلك توسيع حيز إطلاق النار والقنوات والسواتر الترابية والأسلاك الشائكة.
وفي هذا الإطار تنفذ الفرقة العسكرية أعمالا هندسية لتحسين جاهزيتها الميدانية للمظاهرات لمنع المتظاهرين من عبور السياج الحدودي. وتشتمل الاستعدادات حفر قنوات وإقامة سواتر ترابية ووضع أسلاك شائكة لعرقلة من يتمكن من المتظاهرين من عبور الخط الحدودي.
عدد اليوم
