الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

رحيل «الأستاذ».. خسارة كبيرة لعشاق التصوير

رحيل «الأستاذ».. خسارة كبيرة لعشاق التصوير
3 ابريل 2018 23:31
أحمد السعداوي (أبوظبي) فقدت الإمارات أمس، الفوتوغرافي صالح الأستاذ الذي يعد واحداً من رواد فن التصوير الضوئي، والذي بدأ مسيرة حافلة قبل سنوات بعيدة، متخرجاً من أرقى جامعات أميركا دارساً للفنون، ثم مقدماً خبراته إلى أجيال عديدة عبر محاضرات ودورات وورش عمل كثيرة، استفادت منها أعداد كبيرة من أبناء الإمارات، فضلاً عن حصوله على جوائز متنوعة، تعكس القيمة التي مثلها الأستاذ في المشهد الفني في دولة الإمارات، وتجربته الخاصة في عالم التصوير الضوئي. جمهور المصورين يقول أديب شعبان، رئيس اتحاد المصورين العرب، إن صالح الأستاذ، قامة فوتوغرافية مثقفة يحظى بالتزام وتقدير جمهور المصورين على الصعيد المحلي والعربي والدولي، وتمتع بأخلاق إنسانية رائعة، وقدم الكثير من الأفكار والمشاريع إلى اتحاد المصورين العرب من موقعه كنائب رئيس اتحاد المصورين العرب والمكتب التنفيذي. ويشير شعبان إلى أن من أهم المشروعات التي عمل عليها الراحل، مشروع بنك الصورة العربية، وشاركه في ذلك الزميل كريم صاحب، بهدف أرشفة وتوثيق فن الصورة في العالم العربي. تاريخ حافل يوسف بن شكر الزعابي، رئيس جمعية صقور الإمارات للتصوير وعضو مجلس إدارة اتحاد المصورين العرب، أكد أن الراحل صالح الأستاذ من مؤسسي الفن التشكيلي والتصوير في الإمارات، منذ ثمانينات القرن الماضي، مؤكداً أنه شخصية تستحق كل التقدير والاحترام، سواء من أبناء الإمارات أو في الوطن العربي، لما له من تاريخ حافل يعرف قيمته كل متذوقي الفن. ويتابع الزعابي: «برحيله، افتقدنا أحد مؤسسي الفن في الإمارات، وكان له أعماله الخاصة منذ سنوات بعيدة، ونعتبرها كنزا نتعلم منه، خاصة أننا كشباب نقتدي بالفنانين ذوي الخبرة، كما كان الأستاذ رمزا من رموز الأخلاق الفنية، وفي النهاية فقد ذهب صالح وترك أخلاقه». الأب الروحي من ناحيته، قال سعيد جمعو رئيس اتحاد المصورين الإماراتيين: «نعتبر الأستاذ الأب الروحي للمصورين الإماراتيين، فهو رائد من رواد التصوير الضوئي، وذو خبرة عريقة تعود إلى أيام التصوير بالأفلام قبل الديجيتال، وتعلمنا منه الكثير في وقت كان قليلون فقط يعملون في ذلك المجال في الثمانينيات، ويعتبر من أوائل الذين حصدوا جوائز متعددة في الإمارات ومن بينها العويس الثقافية، وقد اكتسبت منه خبرة كبيرة في مجال فن الصورة وقراءته لها وتحليلها وتقييمها بحكم أكاديميته». بنك الصورة كريم صاحب، عضو اتحاد المصورين العرب، أوضح أن الأستاذ من جيل الرواد بين مصوري الإمارات وهو أستاذ أكاديمي، ولديه أرشيف تصويري زاخر منذ تأسيس الدولة. وفي العامين الأخيرين كان مشرفاً على جائزة الشارقة للصورة العربية التي يعتمدها اتحاد المصورين العرب. وكان في كل عام يقوم بعمل جولة في دول المغرب وتونس ومصر لتصوير الحياة العربية بكل تفاصيلها في تلك البلدان، حتى أقعده المرض. وكان أحد أحلامه مشروع بنك الصورة العربية التي من خلاله يجمع كل الصور في الأرشيف العربي للصورة، حيث بدأت معه في المشروع منذ 2011، وسأحاول مع زملائي تحقيق هذا الحلم، وسيكون اسم صالح الأستاذ متصدراً لهذا المشروع فور الانتهاء منه. ويكشف صاحب، أن الأستاذ في الفترة الأخيرة كان يعاني من السرطان ومع ذلك كان يتواصل مع المصورين ويتناقش معهم في قضايا التصوير. خبر صعب خبر وفاته كان صعباً، هكذا بدأت الفنانة التشكيلية خلود الجابري حديثها عن صالح الأستاذ، واصفة إياه بأنه كان أستاذاً بحق للجميع، لم يكن شخصاً عادياً، وقالت: «عملت معه في المجمع الثقافي بداية تأسيسه، وفي معارض التصوير الفوتوغرافي، وكان أحد محكمي ومؤسسي معارض التصوير الفوتوغرافي، وعملت معه في تأسيس مشروع قسم التصوير مع مجموعة مصورين من رواد الحركة التشكيلية، وكان أول مصور إماراتي يدرس خارج الدولة، وإلى الآن لا يزال قسم التصوير الفوتوغرافي قائماً بالمسرح الوطني، كما اهتم بعمل ورش تعليم للتصوير الفوتوغرافي في المدارس ودعم طلابه للدراسة في الخارج». 10 ميداليات ذهب يكشف أديب شعبان، رئيس اتحاد المصورين العرب، عن مبادرة جديدة ينظمها اتحاد المصورين العرب، تكريماً للراحل صالح الأستاذ، حيث ينظم احتفالية في أربعينية وفاته، وتتضمن هذه الاحتفالية إطلاق ميدالية ذهبية تحمل صورة صالح الأستاذ مجسمة باللون الذهبي، وبواقع 10 ميداليات ذهبية لعشرة فائزين من عموم الوطن العربي ودول المهجر، كما سينظم معرض للصور الفوتوغرافية من أعمال الأستاذ، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي وتسجيلات صوتية تبرز ما قام به في تطوير الصورة العربية. فنون جميلة درس صالح الأستاذ في المعهد الإسلامي بعجمان، ثم تخصّص في مجال الفنون الجميلة في جامعة «شابمان الأميركية» سنة 1979، وتخرّج سنة 1984 كأول الخريجين الفوتوغرافيين الذين تم ابتعاثهم للخارج في مجال التصوير، حيث درس القواعد الأساسية للصورة. وقد نظّم معرضه الشخصي الأول في كاليفورنيا عام 1984. وقد فاز بجوائز عدة، منها: «جائزة العويس» مرات عدة، ثم أصبح ضمن لجنة اختيار الصور الفائزة وتقييمها في الجائزة، كما أشرَفَ على دورات تدريبية عدة ضمن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وكان أول متخصّص جامعيّ يقدّم دورات في فن التصوير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©