الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرقع تراث حيّ على وجوه العُمانيات

البرقع تراث حيّ على وجوه العُمانيات
8 يونيو 2008 03:44
تملك نصرى بنت علي بن جمعة الغزيلية أكبر متحف تقليدي بولاية ''قريات'' في سلطنة عمان، يحتوي على قرابة 300 قطعة من المقتنيات الأثرية من بينها برقع يعود عمره إلى 125 سنة، وتقول إن البرقع هو (الخِمار) أو غطاء الوجه المتعارف عليه عند المرأة البدوية في الجزيرة العربية، وإنه ظل على امتداد سنوات طويلة أن يبقى محافظاً على الشكل العام له، (فتحتان للعينين فقط)، كما استمر محافظاً على لونه الأسود منذ أن تم اختراعه وحتى الآن· وتضيف: احتل البرقع موقع الصدارة في مجموعة أزياء المرأة، وتطور تطوراً طبيعياً من حيث خامات الأقمشة المصنوع منها، كما أخذت صفاته تميل إلى العملية، وتبتعد عن الزخرفة في الحياكة كما كان في الماضي، حيث كان يضاف إليه التطريز بخيوط الصوف الملونة أو الذهبية، ويشغل ببعض الحلي الفضية أو المعدنية أو الأصداف حتى يزيد رونقاً في تصاميمه الشعبية· وتشير الغزيلية إلى أن البرقع كان في الأصل أداة عقاب ومنفىً أبدياً لإحدى الفتيات، ثم تطور وانتهج طريقاً آخر نحو الجمال، حيث يروى أن فتاة بدوية من إحدى القبائل المعروفة في الجزيرة العربية أراد والدها تزويجها من خاطب ينتمي لقبيلة أخرى، لكن الفتاة لم تكن راغبة فيه وفي نفس الوقت لا تود عصيان والدها، فلجأت إلى المكر والحيلة لتتخلص من هذا الموقف، ولما جاءت والدة الخاطب لرؤية الفتاة وضعت على وجهها قطعة قماش سوداء وثقبت لعينيها فتحتين غير منتظمتي الشكل لتفزع الناظرين إليها، ولفّت حول ساقها قطعة بيضاء من القماش مهملة من الأسفل وتظاهرت بالبلاهة، فلما رأتها على هذه الهيئة صرفت النظر عن خطبتها· وعندما اكتشف والدها حيلتها أقسم أن يكون هذا البرقع هو غطاء لوجهها مدى حياتها، ومع الوقت درج هذا العرف على باقي النساء· وتؤكد الغزيلية أن البرقع مفردة تراثية قديمة مرتبطة بزينة وملابس المرأة العمانية التي اعتادت أن تستر وجهها به لاسيما عندما يعقد قرانها· ومع تطور الأوضاع وتبدل الأحوال بدأ شكل البرقع يتغير ودخلت عليه تغيرات كثيرة سواء في نوعية الأقمشة أو في طريقة التصميم أو الإكسسوارات المكملة له· وعلى الرغم من هذه التغييرات إلا أن موضة ارتدائه قد خف بريقها كثيراً عما كانت عليه في السابق، وأصبح ارتداؤه مقتصراً على السيدات المسنّات· وتدريجيا أخذ لباس البرقع الذي تميزت به المرأة في الماضي في الانحسار جيلاً بعد جيل، وقد ساعد على ذلك تطور الحياة والتعليم والعمل· رغم ذلك، تقول الغزيلية: ما تزال المرأة الريفية في عمان لاسيما البدوية تحب أن ترتديه، فهو يبرز جمالها وفتنتها المحتشمة في مظهر لائق له رونقه وبريقه· ولا تزال الكثير من الولايات تعتبره ملزماً، ويكاد يكون من الأعراف السائدة كما في محافظة ظفار التي تشتهر نساؤها بارتداء البرقع لدواعي الحشمة من جهة، ولكونه رمزاً من الرموز التراث التقليدي الذي تحرص عليه المرأة، وكذلك في ولايات المنطقة الوسطى والشرقية والتي عرف عن نسائها لبس البرقع كزينة يحرصن عليها ولا يغيرن في شكله أو تصميمه· وعن كيفية صناعة البرقع تقول الغزيلية: يصنع البرقع في السلطنة من ''الشيل''، وهو قماش قطني لامع مصبوغ بمادة معدنية نيلية يجلب من الهند ومن أصفهان في إيران، والسيف وهي عصا خفيفة تثبت في منتصف البرقع لتكون على الأنف، وقماش البطانة الذي يستخدم في صنعه أي نوع من القماش لامتصاص العرق فلا يترك صبغة على الوجه، و''الشبوج'' وهو خيط يستخدم لربط البرقع من خلف الرأس ليثبت على الوجه والنجوم والحلق وتستخدمة بعض النساء لتزيين البرقع، والذهب ويستخدم في التزيين حسب مقدرة كل أسرة·
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©