العشب الذي لا ينفع يمكن أن يضرّ

يتناقل الناس عبارة تقول: ''العشب الذي لا ينفع، لا يضر''، وإليها يستندون في حمى التهافت على التداوي بالأعشاب، لكن هذه المقولة ليست صحيحة أبداً، ولا يعلم الكثيرون أن بعض الأعشاب قد تقود إلى الموت إذا استعملوها من دون استشارة الطبيب أو إخبار طبيبهم أنهم يتناولونها في نفس الوقت الذي يخضعون فيه لعلاج بالأدوية· يقول الدكتور مازن علي ناجي مدير مركز زايد لطب الأعشاب: ''يستغرب بعض الناس حين نخبرهم أن الأعشاب تتعارض مع الأدوية، ويجهلون احتواء الغذاء أو العشب على عناصر تغير من فعالية الدواء في علاج المرض إما بتقليل تركيزه مما يؤدي إلى تدني فعاليته أو فشله في علاج المرض، أو بزيادة تركيزه في الدم مما يؤدي إلى حدوث أعراض جانبية أو تسمم من الدواء· ويؤكد د· ناجي أن ''الكثير من الأعشاب المنزلية خطيرة في حال تزامن استعمالها مع الأدوية مثل الثوم، الذي يصبح خطيراً - رغم أنه الصيدلية المنزلية - إذا تم تناوله مع الاسبرين، أو مع cyclosporine (مثبط للمناعة) حيث يضعف من تأثيره، والأنسولين أيضاً لأنه يسبب مستويات منخفضة من السكر وبالتالي إلى إنقاص الأنسولين· ومن بين الأعشاب الزنجبيل الذي يجب تجنب أخذه مع clopidoprel Aspirin: لأنه قد يزيد تأثير مضادات التخثر وحاصرات الهستامين 2 (Antihistamin-2) مثل (زنتاك- Zantac) و (رانتدين- Ranitidine) ومثبطات مضخة البروتون (Proton Pump inhibitors) حيث يمكن أن يزيد الزنجبيل إنتاج حموضة المعدة والذي يعاكس تأثير الأدوية المضادة للحموضة· والزنجبيل أيضاً يخفض الضغط والسكر ويقلل الحاجة إلى أدوية الضغط والسكري، وعليه يجب مراقبة سكر الدم والضغط أثناء استعمال الزنجبيل والأدوية معاً واخبار الطبيب بأي تغيرات·وتابع د· ناجي: الجنكو أيضا خطير لأنه يزيد التأثير المضاد للتخثر في الأدوية، وله قابلية للتسبب بالنزف العفوي أو النزف الزائد عند تناوله مع الاسبرين· ويجب أيضا تجنبه مع مضادات الاكتئاب والأدوية التي تستخدم لعلاج الأمراض النفسية حيث يزيد من مستويات الأدوية المضادة للاكتئاب في الدم ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية· ومع الأنسولين فهو يؤثر على مستويات الانسولين لذلك يجب مراقبة السكر بعناية· وهناك عشبة الجينسنج الصينية التي يفترض عدم إعطائها للصغار، وتجنب أخذها مع Warfarin لأنه قد يزيد مخاطر النزف، ومع Phenelzine (مضاد للاكتئاب) فربما يسبب استعمال الجينسنج معه الصداع والرجفان والسلوك الهوسي، وأيضا الأنسولين وخافضات السكر الفموية حيث ينقص الجينسنج سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني· ومن الأعشاب الخطيرة أيضاً الايفيدرا، وهي عشبة فعالة توجد أحياناً في منتجات عديدة مخصصة لإنقاص الوزن، وتأتي بأسماء عديدة لكنها تزيد من خطر نوبات القلب والسكتات والموت· وعند استخدامها مع الكافيين ومضادات الاحتقان تصبح أكثر خطورة· ربما لا يخطر على بال المرء أن بعض أنواع الفاكهة تغير من فاعلية الدواء، لكن عصير الجريب فروت، على سبيل المثال، الذي يحتوي على مجموعة من المواد المتميزة لها أهمية صحية كمضادات للأكسدة، وتساعد على الوقاية من عدد من الأمراض، وجد من خلال الأبحاث المتعددة أن إنزيمات الكبد تضعف وبذلك تقلل فعالية الدواء، وهناك بعض الأدوية يزداد تركيزها في الدم مع تناول الجريب فروت· أما عصير البرتقال أو عصير الليمون فينبغي عدم تناولهما مع أحد الأدوية التي تحتوي على عنصر الألمنيوم مثل الأدوية المستخدمة في علاج حموضة المعدة والقرحة، وذلك لأن (حمض السيتريك - citric acid) يساعد على امتصاص عنصر الألمنيوم من الجهاز الهضمي إلى الدم (مما يؤدي إلى مرض الزهايمر أو بعض الاضطرابات العقلية، كما أن تناول عصير البرتقال أو الليمون مع بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأيرثرومايسين يؤدي إلى تقليل فاعليتها ضد الميكروبات· وحتى الشاي والقهوة قد تتعارض مع الأدوية، يتابع د· ناجي، ''فالشاي والقهوة يحتويان على الكافيين، وهي مادة منشطة تؤدي المقادير الكبيرة منها إلى الأرق والعصبية الشديدة واضطرابات في القلب· وقد اتضح أن تناول أي مستحضر يحتوي على الكافيين مع مضاد حيوي من مجموعة الكينولون مثل (Ciprofloxacin) أو الدواء المعالج للقرحة يساعد على زيادة الأثر المنشط للكافيين ويتسبب في الأرق، كما يؤدي تناول الشاي مع دواء من الأدوية التي تحتوي على الحديد والتي تستخدم في علاج الأنيميا إلى تقليل امتصاص عنصر الحديد من الجهاز الهضمي ووصوله إلى الدم، وبذلك يقل تأثير الدواء، كذلك الأمر مع أحد الأدوية المهدئة (الفاليوم) حيث يؤدي إلى تقليل فاعليته، ويبقى الحل مع مدمني الشاي والقهوة هو تناولها بعد تناول الدواء بنصف ساعة على الأقل·