يوم الثريا ثلجت والقمر غاب

سمعت جدي ينهي مكالمته وهو يردد: ''يوم الثريا ثلجت والقمر غاب''· خجلت أن أسأله ما الذي يقصده، لكنه ضحك وقال تعال أخبرك برمسة: ''يحكى أنه كان هناك قبيلتان متجاورتان، تزوج شاب من إحدى هاتين القبيلتين بفتاة من القبيلة الثانية، وعاشا في خير وهناء، وكانا على وفاق تام يتبادلان الحب والتقدير وأمورهما على أفضل ما يكون كزوجين، رغم أنهما لم يرزقا بالأولاد إلى أن وقعت مشكلة بين القبيلتين، فحدث أن تفرقت الزوجة عن زوجها دون طلاق، واضطر كل منهما أن يرحل مع قبيلته!· بعد فترة من الزمن، قضاها كل منهما في حزن وألم وشوق إلى الآخر، حدث أن اتفقا عبر رسول على اللقاء، واختارا علامة اللقاء، بحيث يطلق الزوج صوت عواء ذئب متقطع على ثلاث مراحل في منتصف الشهر· وبالفعل قام الرجل بذلك وحصل بينهما اللقاء فور خروجها من المضارب للقائه، لكن الزوجة حملت بعد ذلك، فأراد إخوتها أن يقتلوها، فعاجلتهم وروت لهم الحقيقة، ورغب شقيقها الصغير أن يتأكد من الأمر، فانطلق إلى قبيلة الزوج، فلم يعرفوه من هيئته لأنه كان قد كبر قليلاً، فجلس في مجلس زوج أخته وردد شعراً قال فيه: يا ذيب ياللي تالي الليل جريت ثلاث عويات قويات وصلاب ادخل على الله بعدهن وش سويت يوم الثريا ثلجت والقمر غاب وكان الزوج سريع البديهة، فردّ على شقيق زوجته قائلاً: عز الله أن من قراكم تعشيت واخذت شاة البيت من الأطناب على النقا والا الردا ما تهقويت ردوا نسبنا يا عريبين الانساب فتمّ للزوجين ما أرادا، وكان ذلك بفضل ذكاء وحنكة شقيقها الصغير· وتناقل سكان البادية عجز البيت كتذكير ودليل على أن ثمة سر في الأمر، وذهب بعدها مثلاً''·