سائقو الأجرة في «الغربية» يرفضون تشغيل العداد ويضعون تعرفة محددة للركاب

ترفض سيارات الأجرة العاملة في المنطقة الغربية الالتزام بالتعرفة المعتمدة لنقل الركاب في إمارة أبوظبي، وتفرض شروطها على الركاب من قبيل المطالبة بمبالغ محددة مسبقاً من دون الاعتماد على العداد كوسيلة لتحديد الأجرة. وشكا عدد من الأهالي من عدم توافر سيارات الأجرة في شوارع المنطقة، ما يؤدي إلى وجود معاناة في الانتقال من مكان إلى آخر داخل المدينة الواحدة، مطالبين بتوفير خدمات متميزة لنقل لسيارات الأجرة أسوة بما يتم توفيرها داخل أبوظبي والمدن الأخرى، خصوصاً أن المنطقة تشهد حالياً حركة متنامية في حجم المشروعات التطويرية بالمنطقة مما يستلزم ضرورة الاهتمام بحركة النقل الداخلي في مدن المنطقة. وأشار الأهالي إلى أن وسيلة الحصول على خدمات سيارات النقل في المنطقة هي الاحتفاظ بأرقام سائقي سيارات الأجرة للاتصال بهم عند الرغبة في الانتقال من مكان إلى آخر وبالتالي فإن أي شخص غريب عن المنطقة أو لا يحتفظ برقم أحد سائقي الأجرة فلن يتمكن من الحصول على هذه الخدمات. وتتبع سيارات الأجرة في المنطقة الغربية مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة “ترانساد” الذي تأسس في العام 2006 وفقاً للقانون رقم 19 لعام 2006 الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، بهدف الارتقاء بقطاع النقل بسيارات الأجرة إلى أعلى المستويات العالمية وذلك من خلال تطوير وتنظيم ومراقبة الخدمات المقدّمة، والسعي الدائم لتحسين هذه الخدمات بما يتماشى مع احتياجات وتوجّهات إمارة أبوظبي المستقبلية. ويتمتع المركز بالاستقلالية المالية والإدارية والأهلية القانونية الكاملة للتصرف بقطاع النقل بسيارات الأجرة في إمارة أبوظبي. وحرص مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة على اتخاذ مجموعة من الترتيبات والإجراءات اللازمة للحد من مشاكل قطاع النقل بسيارات الأجرة في المنطقة الغربية، منها إلزام جميع سيارات الأجرة بوضع الرقم الخاص للإبلاغ عن أي شكاوى أو ملاحظات حول خدمات تلك السيارات وكذلك وضع قائمة بأرقام هواتف سائقي سيارات الأجرة في الأماكن العامة التي تنشط فيها حركة الركاب في محاولة منهم لتوفير تلك الخدمات للأهالي. وقال سمير محمود أحد سكان الغربية إن أغلب سكان المنطقة ممن لا يمتلكون سيارة خاصة يعانون أشد المعاناة نتيجة عدم توافر سيارات أجرة متاحة في أي وقت، راوياً موقفاً صادفه بأن انتظر أكثر من ساعة في شوارع مدينة زايد تحت أشعة الشمس الحارقة ليستقل سيارة أجرة، من دون فائدة، حتى صادف مرور سيارة خاصة توقف صاحبها وساعده على الانتقال إلى أقرب نقطة يمكن أن يصل منها إلى الجهة التي يرغب في الانتقال إليها، ليكتشف بعدها أهمية أن يحتفظ برقم سائق سيارة أجرة. ورأى سليم إبراهيم أن مشكلة الغربية المستمرة هي عدم توافر سيارات أجرة أسوة ببقية مناطق أبوظبي. بدورهم، دافع سائقو سيارات الأجرة في المنطقة الغربية عن أنفسهم مؤكدين أن قلة الكثافة السكانية واتساع المسافات وراء وقف استخدام العداد وتطبيق التعريفة المقررة لسيارات الأجرة. وقال رحيم محمد، سائق باكستاني، إن وضع سيارات الأجرة في المنطقة الغربية يختلف كثيراً عن بقية المناطق مثل أبوظبي، بسبب الكثافة السكانية، حيث يضطر السائق إلى القيام بجولات مستمرة داخل الشوارع في مدن “الغربية” بحثاً عن راكب، وهو ما يكلف السائق كثيراً من الوقت والجهد والتكاليف نتيجة استنزاف البترول من دون نتيجة، لذلك يلجأ سائقو سيارات الأجرة في الغربية إلى وضع تعرفة محددة للتنقل بين المناطق من دون استخدام العداد، وهذه التعريفة تلقى قبولاً من الراكب وسائق سيارة الأجرة. برر السائق حسين خان عدم تنقل سائقي سيارات الأجرة في الشوارع أسوة بما يحدث في مناطق أخرى، بقلة الكثافة السكانية، وانخفاض عدد مستخدمي سيارات الأجرة، حيث ينقسم أغلب السكان بين من يملكون سيارات خاصة ومن يستخدمون وسائل النقل العامة، لذلك فإن كل سائق سيارة أجرة يوزع رقم هاتفه وينتظر مكالمة ممن اعتادوا على الركوب معه، حيث بات مشهد قوائم تحمل أرقام هواتف لسائقي سيارات الأجرة مألوفاً في الأماكن العامة بالغربية. وحول رفض تشغيل العداد، قال إن تشغيل العداد سيجعل من التعرفة مكلفة على الراكب، كون المنطقة الغربية تتميز بالبعد الجغرافي بين مدنها ومناطقها. يذكر أن المنطقة الغربية تمثل 73% من مساحة الإمارات، وتضم ست مدن رئيسية هي مدينة زايد وغياثي وليوا والمرفأ والسلع وجزيرة دلما بجانب مجموعة من المدن الفرعية الأخرى وتتسم مدن المنطقة بالتباعد الجغرافي بين كل مدينة وأخرى.