خطر التجارة!!

عدد المواطنين العاملين في قطاع التجارة بلغ 1131 في حين بلغ عدد الوافدين في القطاع ذاته - تخيلوا - 57 ألف وافد بنهاية 2007!!· بالتأكيد الأرقام كبيرة، والمقارنة بين الرقمين شاسعة، وهي تعكس واقع الحال الذي يعبر عن أزمة يعيشها قطاع التجارة في الدولة· وبصريح العبارة، هناك ''أزمة مواطنين''!!· الأرقام السابقة ليست من نسج خيالي الذي لا يتجاوز في مخيلته الأفلام الهندية، التي يبدو أنها باتت واقعاً ملموساً!· هذه الأرقام هي أرقام رسمية جاءت ضمن تقرير لهيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية ''تنمية'' والذي كشف عن إخفاق حصص التوطين في هذا القطاع للسنة الثالثة على التوالي!!· الأمر، وبهذه الصورة التي كشفتها الأرقام، يفرض على القائمين إعادة النظر في هذا الواقع الذي بدأ يفرض نفسه علينا باعتبارنا أقلية في محيط أجنبي ينفذ استراتيجيته ويفرضها علينا· تخيلوا 1131 مواطناً مقابل 57 ألف أجنبي!، هل تجدون الأمر قابلاً للمقارنة؟ الغريب في الأمر أنه للسنة الثالثة على التوالي يفشل هذا القطاع في تحقيق النسبة المطلوبة، وهذا ما يدعو للخوف أكثر· فمن يحاسب من فشل في تحقيق الحصص المطلوبة من التوطين؟ ومن يستطيع إيقاف هذا الغول المنطلق بسرعة البرق لابتلاع كل ما يسمى بـ مواطن وفي شتى المجالات؟!· الأمر المرعب أيضاً أن هذه الأرقام تتفاقم عاماً بعد آخر، لذلك أنا على يقين أن الرقم في 2008 ، سيكون ضعف الرقم السابق في حين أن الرقم المتعلق بالمواطنين سيتناقص حتى نبحث عن المواطن في قطاع التجارة كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، والخوف أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه نسبة التوطين في هذا القطاع صفراً بينما نسبة الوافدين 100% عندها· سيتولى ''ماكاتي مابوتي'' التحكم في ''العيشْ'' و ''كوتي'' في ''الخبز''، و''شايفلد'' في ملابسنا، عندها···!!!· إبراهيم الأحمد Ibrahim_alahmed@emi.ae