جويتيسولو يعرب عن أسفه للتحديث بساحة الفنا في مراكش

أعرب الكاتب الإسباني خوان جويتيسولو -77 عاما- عن أسفه بسبب عمليات ''التحديث المطلقة'' التي أدت إلى اختفاء الرواة والقصاصين من ساحة ميدان الفنا (الفناء) بمدينة مراكش المغربية، والتي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة موقعا حضاريا للتراث الشفهي والإنساني منذ عام ·2001 وقال الكاتب الإسباني الشهير إنه ليس ضد التحديث ولكنه انتقد أن ''كل ما لا يدر دخلا بشكل فوري يختفي'' مثلما حدث مع رواة التاريخ و''الحكواتيين'' الذين اشتهرت بهم ساحة جامع الفنا التي تشكل ملتقى ثقافيا وفنيا وتحظى بحماية رسمية منذ عام ·1922 ويشار إلى أن عدد هؤلاء الرواة التراثيين الذين يمارسون عملهم جنبا إلى جنب في الساحة مع مروضي الثعابين والمشعوذين انخفض ليصل إلى أقل من 12 راويا، كما يؤكد جويتيسولو الذي قال: لم أعد رئيسا للجنة التحكيم الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) كما كنت على مدار 4 أعوام ورأيي الشخصي لا يأخذ في الحسبان· وأضاف الكاتب الإسباني المقيم في مدينة مراكش والذي اشتهر بدفاعه عن التراث الثقافي العالمي الذي تمثله الساحة: بالرغم من كل ذلك فقد تطورت الساحة ولعب الحظ دوره لكي لا تتحول الساحة إلى أثر سياحي، فالعديد من السياح يتوافدون عليها والمغاربة أيضا يذهبون الى هناك مما حماها من أن تتحول إلى متحف· واعترف محمود ولد مختار المسؤول عن البرنامج الثقافي للمكتب التابع لمنظمة اليونيسكو لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي) أن رواة وقصاصي ساحة مسجد الفنا ''في طريقهم للانقراض'' مؤكدا أنهم ''يمثلون مكونا أساسيا في الثقافة والتراث المغربي بشكل عام وفي ساحة جامع الفنا بشكل خاص· يذكر أن ساحة جامع الفنا تشكل ملتقى للثقافات المغربية حيث تعرض بها ألوان مختلفة من فنون الترفيه ويجتمع بها رواة التراث والقصاصون المغاربة مما يضفي عليها مناخا فريدا يستقطب أعددا كبيرة من السائحين ومن السكان المحليين على حد سواء· وترجع تسمية ساحة جامع الفنا إلى عهد الدولة السعدية في المغرب والاسم نسبة إلى فناء مسجد كبير فالفنا هو تحريف لغوي لكلمة الفناء وتعني الساحة· وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ساحة مسجد الفنا موقعا حضاريا للتراث الشفوي والإنساني منذ عام 2001