السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدى حمدان: «ليلة العمر» يحقق أحلام العرسان ويبرز الجانب التراثي العربي

هدى حمدان: «ليلة العمر» يحقق أحلام العرسان ويبرز الجانب التراثي العربي
15 مارس 2011 19:52
جميل أن يسهم الإعلام في رسم البسمة على الشفاه، وأن يشارك في أفراح الناس ومباهج القلوب. وبرنامج «ليلة العمر»، الذي تبثه قناة «سما دبي»، من البرامج النادرة التي تغطي فرحة لا تحدث إلا مرة في العمر. والإعلامية التي تقدم البرنامج درست الأدب الإنجليزي، ولكن شغفها بالإعلام هو الذي دفعها للتخلي عن التدريس وتختار مهنة المتاعب بكل ما فيها من مسرات ومتاعب. صوتها الجميل وحبها للرسم لم يستطيعا أن يأخذاها بعيدا عن الإعلام، وهمها الكبير أن تتمكن من تطوير برنامجها وأن يقترب أكثر من تقاليد التراث في الأعراس ليكون وثيقة بالصورة تبقى للأجيال. يطيب لنا اليوم أن نلتقي الإعلامية المتألقة هدى حمدان. ? هدى.. أنت من مواليد الكويت، وليست غريبة عليك البيئة الخليجية، ماذا أضاف لك حضورك في الإعلام في دبي؟ ? أشعر كأنني في وطني الثاني، بيئة الخليج مقاربة لبيئة الأردن، نفس الشيء الكويت التي غادرتها صغيرة ولم أنشأ فيها، أحلى أيام حياتي وأحلى سنين عمري قضيتها هنا في الإمارات، وعشت نضجي بهذا البلد، تعرفت على كثير من الثقافات وتعلمت الكثير وكسبت خبرة خاصة في مجال الإعلام، التقيت بشخصيات كنت أحلم أن ألتقيها. ? كيف هيئت نفسك للعمل في الإعلام؟ ? أي مجتمع محافظ بالبداية توجد فيه بعض التحفظات من الأهل، للأسف لأن صورة الإعلام مشوهة عندنا وكأن البيئة غير مناسبة، لكن من يدخل مجال الإعلام ويعيش فيه يكتشف أنه مجال عادي مثله مثل أي مؤسسة أخرى. أهلي عندما أظهر على الشاشة الآن ويرون الإنجاز الذي حققته بعد تعب ينسون أنهم كانوا متحفظين تجاه دخولي للإعلام وهم أكثر ناس فخورين بي. ?دراسة الأدب الإنجليزي وتأثيرها على نجاحك في عملك، وأين دور اللغة العربية؟ ? درست اللغة الإنجليزية بناء على رغبة والدي، لأن ميولي كانت فنية وكانت رغبتي أن أدرس الفنون التشكيلية، لكن بقي الإعلام في فكري. بعد أن عملت مدرسة، صار لدي تحدٍ، وقلت لأهلي سأصبح مذيعة. وقتها أهلي نظروا إليَّ بسخرية: أنت! بعدها أخذت دورات وعملت في التلفزيون الأردني، ثم جئت إلى دبي وبدأت مشواري مع «سما دبي». طبعا تمكني من اللغة العربية رقم واحد، بعدها الإنجليزية، هذا فتح مجالات عدة بأن أجري حوارات مع أي شخصية من جنسيات أخرى، وتعلم لغات أخرى ضروري في الإعلام. ? الفن التشكيلي، أين أنت اليوم منه وهل بقي هواية؟ ? للأسف لم يكن عندي الوقت الكافي للرسم، يمكن آخر لوحة رسمتها من خمس سنوات. عندما كنت في الأردن وأعمل مدرسة، عملت معرضين، كل معرض عرضت فيه حوالي ستين لوحة. طبعا الفن عالم آخر يعطيك الإحساس برؤية الأشياء بطريقة مختلفة عن الناس الآخرين. أما علاقة الفن بالإعلام، ليس له علاقة، إلا أنني أهتم بمظهري في اختيار الألوان واللباس المناسب والهندام الجيد، إضافة إلى أن تقديم البرامج هو نوع من أنواع الفنون، ومن المهارات التي يجب أن يكتسبها المذيع، والذي عليه أن يعرف أن يتكلم في الوقت المناسب دون أن يقاطع الضيف، وأن يكون عنده تلقائية خالية من التصنع، وأن يكون جاهزا وسريع البديهة، يعرف كيف يتعامل مع الكاميرا، في أي وقت يضحك أو يبتسم. الإعلام هو نوع من أنواع الفنون أو التمثيل، أحيانا المذيع يمكن أن يكون عنده ظروف ومشاكل معينة، لكن المفروض أن لا تظهر على وجهه أمام المشاهد، يجب دائما أن يظهر بأجمل صورة على حساب أشياء أخرى». ? المراحل التي عبر منها الإعلام العربي، هل وصل إلى المطلوب منه في مواكبة الأحداث أم ما زال يجرب؟ ? نحن نعاني في مجالنا الإعلامي شيئين، الأول نقص وفقر الأفكار، ما يجعل البرامج مكررة، والشيء الثاني عدم القدرة أو الجرأة في الطرح، فنحن لدينا الكثير من الحدود والقيود يجب أن نقف عندها دون أن نتعداها، أي عمل يكون فيه قيود لا يمكن أن تصل منه رسالة صحيحة. يوجد تطور لكنه بسيط جدا. وللأسف كذلك أصبح تركيز القنوات والبرامج فيها بشكل مبتذل، وتقديم أي شيء: أغنية، برامج منوعات، استعراضات، كلها تأتي على حساب المضمون. هذا أعتقد استهزاء بالمشاهد، لكن المشاهد ذكي جدا ويقدر أن يميز البرنامج الجيد الذي يستفيد منه ويشاهده. نأمل أن يتحسن الوضع ويعطي أفقا جديدا للبرامج والأفكار المطروحة. ? الإعلام العربي متهم بتقليد الغرب، وكثير من البرامج أصبحت مشهورة، لكنها عبارة عن نسخ مقلدة تأتينا من تلفزيونات الغرب.. فما الحل في نظرك؟ ? عندنا أفكار ومعدون وهناك طاقات كبيرة، ومن الممكن أن توجد عشرات من البرامج بأفكار مختلفة، لكن هناك قنوات تشتري البرامج لأن هذا أسهل لها، يمكن أن تكون تكلفتها أكثر من أن تنتج محليا، يمكن أن لا يوجد عندهم الطاقم الكافي أو لا توجد ثقة بأن هذا الطاقم يمكن أن ينتج برنامجا بهذه الضخامة، لذلك نجدهم يستعينون بأفكار من الخارج ويعربونها. أعتقد أن الفكرة تجارية أكثر منها معنوية أو مهنية، ليس كل القنوات تشتري برامج. سما دبي لا تشتري برامج، كل إنتاجها محلي ويقدر بأكثر من 25 برنامجا كلها بطاقات وجهود أهل القناة، ونسبة المشاهدين هي من أفضل القنوات الموجودة في دولة الإمارات والخليج». ? تقديمك البرامج المتنوعة، لماذا لم تقتربي من تقديم الأخبار والحوارات السياسية؟ ? لا أجد نفسي في مجال الأخبار أو تقديم برنامج سياسي، لأنني لا أحب السياسة، حتى الأخبار أتابعها من فترة إلى أخرى لأعرف فقط ماذا يجري في العالم بدون أن أتعمق فيها. أجد نفسي في البرامج الاجتماعية أكثر من مجال الأخبار، تقديم نشرات الأخبار تحتاج إلى شخصية معينة «كاركتر» تحتاج إلى قراءة وبحث، وتعمق بالقضايا بشكل عام ليكون المذيع ملما بما يقدم». ? برنامج «ليلة العمر» يعرض فيه أشياء من التراث، هل المواد التي تحصلين عليها تعتبر تراثية ويمكن أن تسجل في تراث الشعوب يوما ما؟ بمعنى: هل تعتمدين التوثيق؟ ? حاولنا قدر الإمكان في الأعراس التي قدمناها وكانت من دول مختلفة، أن نبرز الجانب التراثي أو التقليدي في كل الأعراس، في بعضها قدرنا وبعضها لم نقدر، لأن منهم مقيمين في الإمارات وليس في بلادهم، طبعا لو كانت بنفس بلادهم كنا استطعنا أن نعمل الأعراس التراثية التقليدية على أصولها، لا أعتقد أنها مواد وثائقية، لكنها تراث منوع بأسلوب عصري. ? بعض العائلات يكون عندهم تحفظ من الظهور على الشاشة، هل تجدين صعوبة؟ ? نحن نشرنا إعلانا لمن يريد أن يشترك بالبرنامج، جاءنا أكثر من 500 طلب من مواطنين ومن عرب مقيمين هنا، ترشح مجموعة، بالنسبة للعرب لم يكن عندهم تحفظ لأن البعض بالأصل أعراسهم مختلطة، وخصوصا أن «سما دبي» تعتبر قناة محافظة ولا تقدم برامج ولقطات غير مقبولة اجتماعيا، أو تؤذي مشاعر المشاهدين، لكن واجهتهم مشكلة مع المواطنين؛ لأن التقاليد تفرض عدم ظهور المرأة بالتلفزيون خاصة إذا كانت عروسا. لكن من شروط البرنامج أن تكون العروس موجودة. عملنا معادلة أن تظهر العروس بحشمتها وباحترامها في التقارير التي صورناها وهي تجهز العرس. لكن احتراما للعادات والتقاليد في الإمارات لم نصور أعراس الحريم، فقط أعراس الرجال عرضت هذه الحلقات، ولم يكن هناك أي اعتراض، لأننا كنا نحافظ على صورة العروس الإماراتية بأسلوب راق جدا. وكانت إضافة حلوة وحلقات المواطنين كانت مشاهدتها أكثر من حلقات الوافدين، لأنها شيء جديد. ? بالأعراس أحيانا يحدث بعض التصرفات غير المستحبة، أحيانا نرى من يحمل صحون الطعام ويمشي، ومن تجمع الحلويات وتمشي، هذه التجاوزات ألا يجدر أن تعرض لقطات منها ولو بشكل لطيف وكوميدي حتى تختفي هذه الأشياء من الأعراس والحفلات؟ وحتى يكتشف من يقوم بها أن هذه الأشياء سلوك غير راق؟ ? للأسف، حتى لو تمكنا من عرضها لا يأخذها الناس بأسلوب كوميدي أو كظاهرة سلبية، بل يجب أن نصلحها لأنهم سيعتبرونها إساءة سلبية ومقصودة وليست بحسن نية، لذلك تجنبنا مثل هذه الأشياء مع أنها حصلت كثيرا. لم نعرض إلا الجانب الإيجابي منها، منعا لتجنب أي مشاكل يمكن أن تحدث، أو تمس بعض الناس من أهل العرسان. ? هل حصل فرح كان نتيجة تعارف من العروسين، وكان يوجد رفض من الأهل؟ ? نصور فقط لقطات «كليب» توضح كيف تعرف العروسان على بعضهما، وبعض القصص كانت جميلة، والبعض كان زواجه بشكل تقليدي، والبعض الآخر كان بينهم قصة حب، وكان أحد العرسان خاطب عروسه من بلاده، ويريد أن يتزوج عن طريق البرنامج، لكن أبوها لم يوافق، فقال أعطوني مهلة يومين أو ثلاثة لأخطب واحدة أخرى، علىشان لا أخسر. فخطب واحدة فلبينية، لكن صار عندها ظرف معينو ولم يقدر أن يكمل معها، وخلال 24 ساعة خطب واحدة ثالثة. تصوروا في ثلاثة أيام خطب ثلاث عروسات، كنا نخاف أنه لن يكمل طريق حياته بسلام، لكنه سعيد ومرتاح جدا، وعملنا له أحلى عرس.» ? فستان العرس المبالغ في ثمنه ليس باستطاعة كل عروس، هناك من يستدين قرضا لإتمام المصاريف الباهظة، ليجد العرسان أنفسهم أمام ديون يمكن أن تطول لسنين، هل قمتم في برنامجكم بتقديم محاولة لتغيير العادات بحيث يتناسب العرس مع الوضع المادي؟ ? مستحيل أن تلاقي عروسا من دون أن تلبس فستان العرس الأبيض، هذا حلمها. كنت أسأل العروس: ماذا يعني لك فستان العروس؟ تقول: «من أنا صغيرة، كنت أجيب اللعب وألبسها فستان عروس، هو شيء يشعرني أنني ملكة في يوم عرسي، مميزة عن كل الحضور وكل الموجودين». لذلك فستان العرس يستحيل التخلي عنه، وهو أول شيء كانوا يسألون عنه ويتنقلون بين مصممي الأزياء لتختار العروس ما تريد. وبعضهن يفصلن على ذوقهن وما يردن، لذلك الفستان هو حلم كل فتاة. ? هل تقدمون المساعدة لمن ليس لهم القدرة المادية الكافية؟ ? أكثر من جاؤوا إلى البرنامج ليس عندهم القدرة المادية، نحن نساعدهم ونعمل لهم عرسا يحقق حلم حياتهم، ومن يتابع البرنامج يعرف ذلك. أحدهم كان وضعه صعبا، لم يكن عنده بيت يتزوج فيه، أهله كان عندهم مطبخ عملوه غرفة له ليتزوج فيها. وحققنا له أمنيته في ليلة العمر، وبقي على أصحاب الخير أن يكملوا له ما يحتاج». ?هل تعتقدين أن برنامجك سوف يستمر ويحقق الفرحة للآخرين؟ ? آمل ذلك. هناك تخطيط من القناة بأن نعمل موسما ثانيا، من اليوم يخبرونني عن مشاركين، وأنا أحب جدا البرامج التي تخدم المجتمع وترسم بسمة على وجوه الآخرين، ونحاول أن نعطيهم شهر عسل، وفرشا للبيت، ونتواصل مع أصحاب الخير، وصار مع هؤلاء العرسان تواصل. أتمنى أن نكمل المشوار ونتوسع فيه». ? قدرة الإعلام على أن يقترب من الناس وهمومهم وما يريحهم؟ ? طبعا أكثر شيء يصل للناس هو الإعلام، لأنك أنت تستخدمين الإعلام في تسليط الضوء على واقع، على مشاكل اجتماعية. أتمنى أن تكثر المحطات من هذه البرامج على الشاشات». ? ألا يقلقك من يمكن أن يقلد برنامجك وهناك كما تعرفين من يبني على أفكار غيره؟ ? في بداية البرنامج كنت متخوفة، لكن بعد أن ظهر البرنامج ورأيت صداه عند الناس أعتقد أني تركت بصمة وبذلك نجحنا وأخذنا السبق الصحفي. ? جديدك؟ ? تطوير حلقات البرنامج. كما جاءتني عروض غناء بعد أن غنيت بالبرنامج، لكن لا أتخيل أن أتجه لهذا المجال. فيه عروض زواج، لكن لم آخذ قرار بأي عرض، فقط أركز على توسيع وتطوير الموسم الثاني من برنامـج ليلة عرس». فارس الأحلام لن يأتي على حصان أبيض بعد التجارب المتنوعة في برنامج «ليلة العمر»، تقول هدى حمدان عن اختيار شريك حياتها: قبل البرنامج كانت المسألة صعبة، وبعد البرنامج صارت أصعب بكثير. بعد الذي رأيته من مشاكل صغيرة وكيف يتصرف أهل العروس والعريس ويتدخلون بكل شيء. موضوع العرس ليس عبارة عن فستان عرس وحفل، هو أكبر بكثير، فيه أشياء أهم بكثير من حفل العرس، وأهم من الشبكة، وأهم من المعازيم وأكاليل الورد، ومن أي شيء آخر، وهو التفاهم بين الشخصين، بحيث يصلان إلى تفاهم مشترك ليكملا حياتهما مع بعض، ويمكن أن الذي أدور عليه لم يعد فارس الأحلام الذي يأتي على حصان أبيض. بقدر ما أبحث عن إنسان يكون قادرا على أن يفهمني.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©