الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأديان بريئة من الإرهاب وتجارة السلاح تغّيب السلام

الأديان بريئة من الإرهاب وتجارة السلاح تغّيب السلام
29 ابريل 2017 17:53
أحمد شعبان (القاهرة) أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين أهمية العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام بحضور قداسة البابا فرانسيس وبمشاركة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح وعدد من القيادات الدينية حول العالم من بينهم القس الدكتور أولاف فيكس الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي والقس الدكتور جيم وينكلر الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس في الولايات المتحدة والأنبا بولا ممثلا عن البابا تواضروس الثاني والبطريريك برثلماوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية والدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. وشدد الطيب على أن لا حل للمشكلات التي يعاني منها العالم إلا من خلال إعادة الوعي برسالات السماوات ونشر القيم الأخلاقية والإنسانية وإبراز قيمة السلام والعدل والمساواة واحترام الإنسان مهما كان دينه أو عرقه. وقال «إن تجارة السلاح وتسويقه وضمان تشغيل مصانع الموت سبب غياب السلام في العالم»، مشيرا إلى أن السلام العالمي أصبح الفردوس المفقود رغم كل المتاجرات العالمية. وقال «ليس الإسلام أو المسيحية أو اليهودية دين إرهاب وأن كل الأعمال التي يتم القيام بها باسم تلك الأديان بعيدة عن قيم تلك الأديان وانتقد ما يتعرض له الفلسطينيون من ممارسات، مشيرا إلى أهمية زيارة البابا فرانسيس لمصر وعقد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في ظل ضياع السلام في العديد من الدول بسبب الصراعات». وانتقد الطيب تجاهل الحضارة الحديثة للقيم الدينية وأهمها قيم الأخوة والتعارف بين الناس قائلاً: «ما يثير الإحباط أن تحدث هذه الأزمة الحادة في القرن الواحد والعشرين قرن التحضر والرقي وحقوق الإنسان والتقدم العلمي والتقني الهائل وفي عصر مؤسسات السلام ومجالس الأمن وتجريم استخدام القوة والتهديد بها في العلاقات الدولية بل عصر المذاهب الاجتماعية والفلسفات الإنسانية والتبشير بالمساواة المطلقة ومجتمع الطبقة الواحدة والحداثة اللا دينية وما بعد الحداثة إلى آخر هذه المنجزات الاجتماعية الفلسفية التي يتيه بها عصرنا الحديث». وأكد على ضرورة تنقية صورة الأديان مما علق بها من مفاهيم مغلوطة وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك فليس الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلا فاسدا ثم راحوا يسفكون بها الدماء ويقتلون الأبرياء ويروعون الآمنين ويجدون من يمدهم بالمال والسلاح والتدريب. وأشار إلى أن المسيحية ليست دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون بها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير وليست اليهودية دين إرهاب بسبب توظيف تعاليم موسى عليه السلام في احتلال اراض راح ضحيتها الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين المغلوب على أمره. ولفت إلى أن الحضارة الأوروبية ليست حضارة إرهاب بسبب حربين عالميتين اندلعتا في قلب أوروبا وراح ضحيتها أكثر من 70 مليون قتيل ولا الحضارة الأميركية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته قنابلها من تدمير البشر والحجر في هروشيما ونكازاجي. هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان ونهج الحضارات وهذا الباب من الاتهامات لو فتح كما هو مفتوح على الإسلام الآن فلن يسلم دين أو نظام أو حضارة ولا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب. وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لتصريحات البابا المنصفة التي تدفع عن الإسلام والمسلمين تهمة الإرهاب، مشيراً إلى أنه التمس فيها الحرص على احترام العقائد والأديان ورموزها والوقوف معا في وجه من يسيئ إليها ومن يوظفها في إشعال الصراع بين المؤمنين. وشدد على حرص الأزهر للسعي من أجل التعاون في مجال الدعوة إلى ترسيخ فلسفة العيش المشترك واحترام عقائد الآخرين والعمل معا في مجال متفق عليه بين المؤمنين بالأديان وهو كثير وكثير. ودعا إلى الحفاظ على الكيان الأسري مما يتربص به من انحراف الأخلاق وكيانات البحث العلمي والوقوف في وجه سياسات الهيمنة ونظريات صراع الحضارات ونهاية التاريخ ودعوات الإلحاد والعقلية الميكيافيلية والحداثة اللادينية وفلسفات تأليه الإنسان وما ينشئ عن ذلك من مأس وكوارث في كل مكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©