الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متحف الشارقة يحتضن حوار البصر والبصيرة

متحف الشارقة يحتضن حوار البصر والبصيرة
8 يونيو 2008 03:10
منذ بدء الدعوة الإسلامية، وعلى مر العصور والفترات التي شهدت ازدهارها وتمددها نحو أصقاع العالم، كانت الفنون والمقتنيات الإسلامية زاخرة بالإبداعات التي ترجمت الحوار بين البصر والبصيرة، وأسهمت في خلق نوع من التناغم الروحي بين الشغل اليدوي والابتكار الذهني، وهو تناغم ارتوى من ضفاف الفطرة الداخلية والموهبة الفنية، وتشرب من فنون وإبداعات لم تتخل عن تأثيرات الفنون الأصيلة للمجتمعات والشعوب التي اعتنقت الدين الإسلامي فيما بعد، مثل تركيا وبلاد فارس والحواضر الإسلامية في روسيا وشرق آسيا وأوروبا وبلاد المغرب العربي، وغيرها من المناطق والحواضر التي لمستها إشعاعات الفن الإسلامي الفريد· ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء الخميس الماضي، يكشف الكثير عن خفايا وأسرار هذا الفن وما يحتويه من مقتنيات عريقة وحاضنة لتجليات وتنويعات فنون الرسم والخط والنقش والصناعة والبناء والعمارة وغيرها من الفنون الإسلامية الثرية والمؤثرة في آن· متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أقيم في المكان الذي عرف سابقا بسوق المجرة، والذي كان يتمتع بعمارة خارجية وداخلية متناغمة مع الهندسة الإسلامية المتميزة بقبابها وأعمدتها وزخارفها وتصاميمها الملفتة· يتكون متحف الشارقة للحضارة الإسلامية من طابقين، ويضم الطابق الأرضي في جانبه الأيمن رواق العقيدة الإسلامية الذي يشرح أركان الإسلام الخمسة وقواعد العقيدة الرئيسية من خلال الصور والمعلومات والشاشات الذكية، كما تضم المعروضات البارزة في هذا الرواق مصاحف ومخطوطات ونماذج معمارية وسلسلة شائقة من الصور التاريخية لرحلات الحج ومناسكه، أما القطعة البارزة في هذا الرواق فهي كسوة الكعبة المشرفة المعروفة بالستارة· وفي قاعة (العلوم والاختراعات) تتكشف جوانب متعددة من الإنجازات البارزة للعلماء من معظم أرجاء العالم الإسلامي وإسهاماتهم العظيمة الأثر في مختلف العلوم، مثل الفلك والطب والجغرافيا والعلوم الطبيعية، كما تحوي القاعة أدوات علمية دقيقة مع نماذج عملية لبعض الأفكار والاختراعات التي ساهم العرب والمسلمون من خلالها في تدوير عجلة الصناعة في أوروبا وبلدان العالم الأخرى· وتميزت ردهة الطابق الأرضي للمتحف بعرض مجموعة كبيرة من المسكوكات الإسلامية المحفوظة في سلسلة من الخزانات البارزة على طول الردهة، وهي مسكوكات يعود تاريخ بعضها إلى عهد الخلفاء الأمويين في القرن الأول الهجري، ويصاحب عرض المسكوكات معلومات مهمة حول الأوضاع المالية والاقتصادية في تلك الأزمان البعيدة· أما الطابق العلوي من المعرض فيضم قاعات عرض تخصصية حول فنون ومقتنيات القرون الأولى للإسلام، وهي مقتنيات تشمل أعمال الخزف والمعدن والزجاج، بالإضافة إلى نماذج فنية إغريقية وفارسية متأثرة بتيارات الفن الإسلامي وشغفها الروحي الواضح في أعمال الخط والنقش والمنمنمات والفسيفساء والزخرفة التفصيلية التي حلت محل الصور التجسيدية· معرض برلين وضمن فعاليات افتتاح معرض الشارقة للحضارة الإسلامية قام صاحب السمو حاكم الشارقة برفع الستار عن معرض برلين الذي نقل إلى متحف الشارقة جانبا من روائع الأعمال الإسلامية، حيث يمتد عمر المتحف الإسلامي ببرلين لأكثر من مائة عام، وبني متحف برلين في العام 1830 في جزيرة المتاحف بتكليف من ملوك روسيا وعندما تمت إضافة متحف الفن الإسلامي في العام 1904 أصبح هذا القسم متألقا بمحتوياته ومعروضاته ولقي رواجا وإقبالا من القطاعات الفنية والثقافية في عموم أوروبا والعالم· وجاءت مشاركة المتحف الإسلامي ببرلين من خلال إعارة قطع من المتحف ضمت 46 قطعة تميزت بقيمتها التاريخية وجمالياتها المتفردة· يركز معرض برلين بصفة رئيسية على فن الكتاب والكتابة، من خلال صفحات مذهبة ومزخرفة للمصاحف والمخطوطات، كما يضم المعرض جانبا كبيرا وحافلا من منمنمات يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الهجري، وهي منمنات تعبر عن جو التشجيع المستمدة من شغف ملوك المغول بالفن الإسلامي، وتظهر أعمال الخط التاريخية في ألبومات هذه الحضارات حيث صور الملوك وهم يصلّون أو يستقبلون ضيوفهم، أو يصطادون الطرائد ويركبون الفيلة· كما يقدم المعرض مجموعة من القطع المميزة والأعمال النحاسية وسجادات الصلاة بألوانها الزاهية ومرجعياتها الفنية القادمة من أرض تركيا وبلاد فارس ومصر والصين، وغيرها من الحواضر والبلدان الإسلامية الشاسعة·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©