الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تطوير عشوائيات منسية قرب مدريد

تطوير عشوائيات منسية قرب مدريد
1 أغسطس 2009 01:11
لا كانادا ريال هي البلدة المنسية في إسبانيا.. على بعد عشرين دقيقة من قلب العاصمة الإسبانية يعيش 40 ألفاً في مكان يركض فيه أطفال حفاة الأقدام بين الأكواخ، ويحقن المدمنون أنفسهم بالمخدرات علناً في شوارع تملؤها القمامة. ويقول مارو منينديث عضو الحزب الاشتراكي وهو يشير إلى القمامة المتناثرة في أنحاء المكان الكئيب «هذا عار». والآن بعد مرور 40 عاماً على تحويل مغاربة وغجر ومزارعــين طريـــق لا كانـــادا ريال إلى موطن لهم قررت السلطات الإسبانية تنظيف ما يعتقد أنها أكبر مستوطنة غير شرعية في غرب أوروبا. ويخشى كثير من السكان مما تخطط له الحكومة. ويقول يوسف نجاح المغربي المولد (32 عاماً) وهو ميكانيكي محركات يعيش في الجزء الذي يغلب على سكانه المسلمون من البلدة «لا نعرف شيئا عما ستفعله الحكومة هنا.. وما إذا كانوا سيطردوننا أم لا». وينبع خوف يوسف من اتفاق أبرم في وقت سابق هذا الشهر بين المجالس المحلية لإعادة بناء لا كانادا وإزالة أكثر أحيائها بؤساً. وستدرج الشوارع الأفضل في سجلات المجلس البلدي أما الأسوأ فستتم إزالتها بالجرافات لإفساح الطريق لإنشاء متنزه. وبموجب القوانين الحالية سيكون من حق الذين يستطيعون إثبات أنهم عاشوا هناك في سلام لخمسة أعوام الحصول على منزل من المجلس. ومستوطنة لا كانادا التي تنطق «كان يادا» هي زقاق أكثر منها بلدة، حيث لا يتجاوز عرضها 72 متراً وهو العرض الذي كان مسموحا به بموجب مرسوم ملكي صدر قبل 700 عام قضى بإنشاء ممرات متقاطعة للماشية طولها مئات الكيلومترات. وتمتد منازل وأكواخ من الورق المقوى بنيت دون ترخيص بطول 14 كيلومتراً قرب مدريد. ويقول الأب أجوستين رودريجيث الذي كان يعد عبوات من الأطعمة للأسر الفقيرة إن «عملية فحص المجالس لمنازل لا كانادا البالغ عددها 2000 منزل لتحديد من منها سيبقى ومن سيزال ستستغرق أعواماً». وأضاف «إلى أن يحدث ذلك سيظل السكان يعانون من أوضاع العالم الثالث. لا توجد بالمنطقة مدارس أو دور حضانة أو مراكز صحية. وهناك أجزاء لا توجد بها مياه جارية أو صرف صحي. ولا يقوم المجلس بجمع القمامة أو تنظيف الشوارع». وتابع «لم تعد الحافلة المحلية وهي وسيلة نقل ضرورية على الطريق السريع إلى مدريد تتوقف هناك منذ أن بدأ يستخدمها مدمنو المخدرات في التعاطي». وكشف رودريجيث (51 عاماً) أن «الأمور ساءت كثيراً في الأعوام الخمسة أو الستة الماضية بسبب المخدرات. قد تجد هنا أشخاصا محاصرين ليس لديهم سبيل للخروج والحياة في مكان آخر». وأشار إلى ان كل الهيروين والكوكايين والحبوب غير المشروعة الأخرى تقريبا التي يجري تعاطيها في مدريد تأتي من لا كانادا. وقدر عدد الصفقات التي تتم هناك كل يوم بنحو 12 ألفا. ويقول فيكتور رينيس رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة كاريتاس الخيرية في أسبانيا إن «هذه المحنة تسلط الضوء على قضية الفقر الأوسع نطاقا في إسبانيا وخاصة نظام الرعاية الاجتماعية الذي لا يحمي الفقراء. وقدرت كاريتاس الخيرية أن نحو نصف مليون أسرة إسبانية لا تملك دخلاً لا من العمل ولا من المزايا الحكومية. وأن حوالي 675 ألف أسرة تعيش في فقر مدقع. وقالت المؤسسة الخيرية إنه بعد 15 عاماً من النمو الذي بلغ متوسطه 3.2% في العام تراجع اقتصاد اسبانيا تراجعا حاداً. وأصبح واحد من كل ثلاثة أشخاص يعيشون على حد الكفاف، وهم من يتقاضون أجورا منخفضة أو العمال غير المهرة بعقود مؤقتة. وفي حالة لا كانادا يقول رينيس إنه يظن أن السلطات تعد ببذل مزيد من الجهد مع تسارع اتساع نطاق العاصمة لتلتحم مع المستوطنة العشوائية
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©