الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الرسام رؤوف كراي: أنجزت «كتباً لمسية» لفاقدي البصر

الرسام رؤوف كراي: أنجزت «كتباً لمسية» لفاقدي البصر
28 ابريل 2017 23:11
أحمد النجار (الشارقة) استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل الكاتب والرسام التونسي رؤوف كراي، في ورشات عمل فنية عديدة حول الكتب ثلاثية الأبعاد، والكتب اللمسية الموجهة لفاقدي البصر، إلى جانب الرسوم وفنونها، وتعريف الطلاب والزوار على أساليب وتقنيات حديثة في مجال الكتابة للطفل، وقد استطاع رؤوف أن يرفد المكتبة العربية بألوان مؤلفاته العديدة الموجهة للطفل، راسماً فيها عوالم متخيلة من الحكايات والأشخاص لتسمو بالطفل في عوالم الجمال والسمو، وعلى هامش تلك الورش التي استقطبت مئات الطلاب والزوار الصغار، ولفت الكاتب والرسام التونسي إلى تجربته الفريدة في تأليف وإنجاز «الكتب اللمسية» لفاقدي البصر من الأطفال، التي وصفها بـ «الحلم الكبير» والذي ظل يراوده منذ الطفولة. كتب لذوي الإعاقة البصرية ولـ رؤوف العديد من المؤلفات في أدب الطفل، أبرزها «ألغاز من تونس» و«الديك» و«السمكة الذهبية» و«الهدهدة للرضيع» و«العيد» و«قصة أولها خيال» و«نصائح مهمة»، وغيرها من الكتب والرسومات التي تحاكي الأطفال، سواء المبصرون أو فاقدو البصر. أما عن فكرة الكتب اللمسية، فقال: كنت ولا زلت أعلم طلبتي فنون هذه الكتب، بهدف خلق جيل عربي جديد من رسامي كتب الأطفال يهتمون بحاجيات الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، لتعريف أكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع العربي على أهمية هذه الكتب، وبعد أن لاحظت رغبة ملحة من قبل الأطفال المكفوفين وأوليائهم الذين أعربوا عن حماسهم لتعلم فنون إنتاج هذه الكتب ورسوماتها، وهذا ما شجعني لأجعل أفكاري واقعاً ملموساً فبدأت بإنجاز مجموعة من النماذج لبعض الكتب المرسومة الموجهة للطفل العربي الكفيف ولتكون هذه الكتب عربية نصاً ورسوماً وإخراجاً. نسخة بـ 150 دولاراً وعلى الرغم من التحديات التي أدت إلى تراجع النشر في العالم العربي، فإن هذا لم يثن «رؤوف» عن صياغة تجربته الفنية، محاولاً تقديمها كفكرة للنشر في العالم العربي، لما تتضمنه من غاية إنسانية في مجال تربية الطفل فنياً وحسياً، وقد استطاع رؤوف وهو أستاذ جامعي في مجال تصميم الجرافيك، أن يؤلف كتباً ورسومات لمسية في هذا الحقل، منتظراً جهات ودور نشر في الإمارات، تساهم في طباعة هذا النوع من الكتب الذي تبلغ كلفة النسخة الواحدة منه أكثر من 150 دولاراً. القراءة والتخيل وأكد رؤوف أهمية الكتب اللمسية للأطفال فاقدي البصر، كونها تساعدهم على القراءة والتخيل في آن، مفيداً أن هذه الكتب تتضمن قصصاً تربوية وقصائد وأمثالاً شعبية وأغاني وأهازيج تراثية، مدعمة برسومات لمسية ذكية بروح تفاعلية تحاكي حاسة فاقدي البصر من الأطفال، بصفتهم فئة محرومة من خاصية الاستمتاع بجماليات الرسم وشاعريته المرئية، فضلاً عن دورها في تنمية حسهم، وترقية أفكارهم وتشذيب عواطفهم، والتحليق بخيالهم الصغير إلى فضاء الحلم والسمو والجمال. خيال يعزز حب القراءة وأوضح أن الطفل يميل إلى ابتكار مشاهد وأحداث من نسيج خياله تساعده على النمو تدريجياً، وعلى سِعَة عقله وتفكيره، فإذا اتسع العقل وكبرت المدارك أمكن للطفل استيعاب الكثير من العلم والمعرفة. وأضاف رؤوف أن «الكتب»اللمسيّة» المرسومة مهمة جداً بالنسبة لهؤلاء الأطفال، لأنها سوف تمكنهم من خلال تلمّسهم رسوم هذه الكتب من التعرف على عديد الأشياء من محيطهم القريب، ومن العالم بصفة عامة، وتعتبر هذه الكتب مادة خصبة لبناء قوى الإبداع والابتكار والموهبة ووسيطاً تربوياً، يتيح الفرصة أمام الأطفال المكفوفين لمعرفة الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم الكثيرة، ومحاولات الاستكشاف، واستخدام الخيال، وحب الاستطلاع وإيجاد الدافع للتحرر من الأساليب المعتادة للتفكير، حتى ينالوا من المعرفة ما يناله الآخرون بسهولة ويسر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©