الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد المر: خريطة السفر لا تحد من حريتي الذهنية

محمد المر: خريطة السفر لا تحد من حريتي الذهنية
28 ابريل 2017 23:01
نوف الموسى (أبوظبي) «أذهب بروح باحثة عن عمق الأمم»، بهذه النغمة الوجودية وسحر الاكتشاف، يختزل الأديب محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الهدف الأسمى من رحلاته المعرفية، وتجسيدها عبر كتابه «حول العالم في 22 يوماً»، الذي شهد مناقشات تفاعلية، وحفل توقيع أقيم في مجلس «شاهندة» في صالون كتّاب الثقافي، مساء أول أمس، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، احتفى من خلاله الحضور، بأدب الرحلات، كأهم المنجزات الإنسانية في تعابيرها الأدبية عن روح الأمكنة. والمدهش في حوارات المر، السلاسة اللافتة في وصفه للعلاقة بينه كمكتشف وبين المكان كانعكاس لحضور مكنونات الفرد، ومدى تأثير النوايا الداخلية والمشاعر الفكرية، تجاه مفهوم السفر. وعن سؤال «الاتحاد» للمر حول مدى الحاجة إلى إسقاط الخريطة في السفر، وإعادة اكتشاف مجهول الأمكنة من جديد، ودور ذلك في توسيع أفق إدراك الحرية، أوضح محمد المر أن الإنسان يذهب في رحلاته دائماً إلى المعالم التاريخية والحدائق الفسيحة ويتأمل الطبيعة الخلابة، وحضور الخريطة بالنسبة له أمر مهم، ولا يحاول إسقاطها من مشروعه المعرفي، خاصة أن أدب الرحلات مرتبط بفضاءات تسجيل الانطباعات بحسب ما شاهده الكاتب، مؤكداً أن الأمر لا يتعارض مع مسألة الحرية وتكاملها في مشروع الاكتشاف ككل، قائلاً: «الإنسان يبحر في السفر، عبر أعمال ثقافية عديدة، من خلال مشاهدة لوحات فنية عالمية، وسماع موسيقى مذهلة، وزيارة متاحف نوعية، جميعها تساهم في تحرير النفس إلى آفاق مختلفة، وهي الأقرب للحرية الذهنية، ورؤية الأمور بطريقة مختلفة، وإعادة شحن الطاقة الداخلية، للعودة مجدداً للعمل في مجال الكتابة والإبداع. رغم تأكيده المستمر، بأنه ليس كاتباً محترفاً للرحلات، وأن السفر بالنسبة له كهواية التقاط فوتوغرافيا للحظة غير منسية، فإن الأديب محمد المر يمتلك تصورات واسعة، وبأبعاد مختلفة لحالة المكان وارتباطه بالحضارة البشرية، تراه يتكلم عن فينسيا، ويستحضر رائحة القهوة، يناقش أهمية زيارة المتحف الوطني في دمشق، ويتساءل عن مستوى وعي حارس الأمن في المتحف، بالكنوز الضخمة المصفوفة ضمن المنجز المتحفي لبلاده، يحلل التسهيل الشديد الذي يوفره «اليوتيوب»، لمعرفة تفاصيل البلدان وأشهر مواقع السياحة الثقافية، ويقترح البحث عن فيلم وثائقي لبلدان ذات تاريخ عريق، من مثل فلورنسا، وفي هذا الصدد، بالتحديد، لفت الأديب محمد المر إلى الإمكانية الكبيرة التي يستطيع من خلالها الأفراد اليوم، من القدرة على إعداد برنامج ثقافي متكامل لدول يزورونها لأول مرة، باستخدام وسائل البحث الشهيرة بالإنترنت. وأضاف أن مسألة السائح مع المعلم التاريخي، تختلف عن تجربة المتخصص أثناء زيارته لتلك المواقع، لأن الدارس في مجال البحوث التاريخية والتراثية، يدرك الأثر الذي حققته القطعة الأثرية على مدى سنوات عديدة، وهذا يتطلب اهتماماً يتبناه المتلقي العادي، في زيادة اهتمامه بالبحث عن طبيعة المعالم التي سيزورها في الخارج، فالمعلومة المسبقة تقدم له، مساحة كافية لعقد علاقة مع المعرفة التاريخية ككل. بدأ الأديب محمد المر، رحلاته المعرفية في سن مبكرة، حيث كانت دولة الإمارات في مراحل التأسيس، وحول سؤال شارك فيه أحد الكتّاب في الجلسة، عن إمكانية تأثير المتعة الاكتشافية التي عاشها وتأثيرها في اتخاذ قرار كالهجرة والاستقرار خارج الإمارات، لينفي المر بشكل قطعي، فكرة أن يترك الإمارات وأهلها، بل ما سعى إليه هو أن ينجز فعلاً ثقافياً حقيقياً ينقل دولة الإمارات إلى مراحل متقدمة من عمر التشكل الحضاري للمعرفة في العالم، متبنياً مسألة مهمة طرحها أحد الحضور، وهي المحور التربوي ودوره في تعزيز السياحة الثقافية للإماراتيين في الإمارات، مبيناً أن المؤسسات التعليمية في الإمارات، حققت مؤخراً، اتصالاً نوعياً مع مفهوم التبادل الثقافي، وإتاحة فرصة للطلبة لزيارات ثقافية للعديد من البلدان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©