الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتحاد الأوروبي.. إجراءات ضد المجر

28 ابريل 2017 22:55
شرع الاتحاد الأوروبي في اتخاذ إجراءات قضائية ضد المجر على خلفية قانون سيترتب عنه عملياً إغلاق «الجامعة الأوروبية المركزية»، التي أسسها الملياردير جورج سوروس في 1991. فيوم الأربعاء، بُعثت رسالة إشعار إلى حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان تطلب تفسيرات بشأن أسباب انتهاكها قانون الاتحاد الأوروبي عبر تمرير تشريع مصمَّم عملياً لإغلاق الجامعة. ولدى المجر الآن مهلة شهر للرد على «بواعث القلق القانونية» التي أعربت عنها المفوضية الأوروبية. والواقع أن القانون الذي سيغلق «الجامعة الأوروبية المركزية» ليس الشيءَ الأكثر مدعاة للقلق الذي يقوم به أوربان أو حزبه «حزب فيدس» لإضعاف الديمقراطية في دولة تابعة للاتحاد الأوروبي وعضو في حلف «الناتو»، غير أن القانون يمنح بروكسل خطوة محددة لتوبيخ وتحذير المجر بشكل عام بسبب تبنيها سياسات غير ليبرالية. فالأمر يشبه إلى حد ما طعن حزب المعارضة التركية في نتيجة الاستفتاء الأخير الذي شابته العديد من الاختلالات حول تعديل الدستور في محكمة أوروبية: فعلى الرغم من عيوبها الكثيرة، إلا أن أوروبا مازالت لديها بعض المؤسسات التي تمثل الملجأ الأخير الذي يمكن من خلاله كبح النزعات الاستبدادية. رسالة الإشعار بُعثت قبل نقاش في البرلمان الأوروبي، عُقد الأربعاء أيضاً وحضره أوربان بناء على رغبته. وكدأبه، ألقى هذا الأخير اللوم على «سوروس» الذي اتهمه بمحاولة ممارسة نفوذ غير مبرر على المجر. وقال إن المجر تحترم دائماً قوانين الاتحاد الأوروبي، وإنْ كان تعتقد أن الاتحاد في حاجة للإصلاح. كما شدّد على أن بلاده ملتزمة كل الالتزام القيم الأوروبية، وأن على أعضاء البرلمان الأوروبي التقيد بالمسألة المطروحة للنقاش. وربما على نحو غير مفاجئ، لم يلقَ هذا ردَّ فعل إيجابياً من قبل العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي في نقاشٍ لم يتطرق للجامعة الأوروبية المركزية فحسب، ولكن تناول أيضا موقف المجر من اللاجئين الذي جرّ عليها انتقادات كثيرة – ومن القيم الأوروبية بشكل عام. وفي هذا الصدد، وجّه «مانفرد ويبر»، رئيس «حزب الشعب الأوروبي»، وهو تكتل يشمل «حزب فيدس»، انتقادات لحملة أوربان «أوقفوا بروكسل»، التي تطلب من المواطنين المجريين مساعدتهم لوقف نفوذ بروكسل. ومن جانبهم، كان الجالسون إلى اليسار واضحين ومباشرين في تعليقاتهم، حيث قال جاني بيتيلا، رئيس «كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين» مخاطباً أوربان، «إنك تكذب وتعلم أنك تكذب»، محذراً إياه: «لا تعد إلى بودابيست وأنت تقول إننا السبب!». أما جاي فيرهوفستات، رئيس «تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا»، فقد تذكّر لقاءه الأول مع أوربان عندما كان رئيسُ الوزراء المجري ديمقراطياً، وشبّهه بإيمانويل ماكرون مجري، «ولكن الزمن تغير. وأنت تغيرت». فاليوم، يقول فيرهوفستات، يريد أوربان أموال الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس قيمه، مستسلماً بالمقابل للشك المرضي. وأضاف قائلاً: «إنك ترى أعداء في كل مكان... إن هذا أشبه بعودة ستالين أو بريجنيف». ومن جانبه، سأل فيليب لامبير، رئيس «كتلة الخضر» المشارك، لماذا يخاف أوربان، بأغلبيته البرلمانية الآمنة، إعلاماً حراً ومجتمعاً مدنياً حراً. بيد أن أوربان وجد بعض الأصدقاء، حيث اقترح عليه ناجيل فراج، مهندسُ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، الانضمام إلى «نادي البريكسيت». لكن من المستبعد أن يفعل «أوربان» ذلك، سواء اختار ذلك أو طُرد من بروكسل، وذلك لأن اللجوء إلى الفصل السابع، وهو الآلية التي يحذّر من خلالها المجلس الأوروبي بلدا بانتهاكه الحقوق الأساسية لأوروبا، يتطلب الإجماع من الدول الأعضاء الأخرى. والحال أن بولندا بشكل خاص تبدو حليفاً للمجر. ففي يوم الأربعاء الماضي، لم يجد «زدزيسلو كراسنوديبسكي»، عضو البرلمان الأوروبي عن «حزب القانون والعدالة» البولندي، الذي ينافس حزب «فيدس» في تبني المبادئ غير الليبرالية، حرجا في وصف الجامعات بأنها«مكان لقمع المحافظين». *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©