12 مارس 2012
يوسف العربي (دبي) - أبرمت مجموعة الأحواض الجافة العالمية عقود بناء سفن جديدة بقيمة 918 مليون درهم (250 مليون دولار) منذ بداية العام الحالي، بحسب خميس جمعة بوعميم رئيس مجلس إدارة المجموعة ومدينة دبي الملاحة العالمية.
أكد في تصريحات، على هامش مؤتمر صحفي في دبي للإعلان عن فوز المجموعة بعقد بناء أكبر برج عائم في العالم، أن حجم المشاريع التي استقطبتها الشركة منذ بداية العام زاد بنسبة 46% مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.
وأوضح أن الأحواض الجافة العالمية أبرمت منذ بداية العام 3 عقود لمشروعات ضخمة، منها تحويل باخرتين تخدمان في منطقة خليج المكسيك، بالإضافة إلى بناء أكبر منصة لتوليد الطاقة عن طريق الرياح قبالة السواحل الألمانية.
وقال بوعميم، إن المجموعة غيرت استراتيجيتها تماماً في شهر أغسطس عام 2010، بحيث يتم التركيز بشكل أكبر على قطاعات النفط والغاز والطاقة، للاستفادة من الفرص الهائلة الموجودة في تلك القطاعات.
وقال بوعميم، إن نسبة الإشغال في الأحواض الجافة تتراوح بين 80% و100% منذ بداية العام، حيث يتم إشغال كامل الطاقة الاستيعابية في أحواض البناء الجديدة منذ بداية العام الجاري بفضل العقود التي أبرمتها الشركة مؤخرا، فيما بلغت نسبة الإشغال في أحواض التحويل نحو 80% مقابل نسبة إشغال تقدر بنحو 99% لأحواض التصليح والصيانة.
وذكر أن الأحواض الجافة العالمية قامت ببناء 18 سفينة خلال عام 2011، كما قامت الشركة بإصلاح وصيانة نحو 253 سفينة.
ولفت إلى أن “أحواض دبي الجافة” تركز حالياً على بناء نوعية معينة من السفن العاملة في مجال تخزين ونقل واستخراج النفط والغاز، فضلاً عن صيانة وتحويل السفن مما اسهم في المحافظة على حجم أنشطة مرتفعة خلال عامين.
وأكد بوعميم أن المجموعة بدأت تجني أرباحاً جيدة في جميع عملياتها، حيث زادت الربحية بنسبة 50% خلال الربع الأخير من العام الماضي، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010 ما اعتبره دليلاً على الموقف المالي القوي للمجموعة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
وقال إن المجموعة لا تعتزم بيع أصول ثابتة في الوقت الراهن، إلا أنها ستسعى للدخول في شراكات استراتيجية لإدارة الأصول التي لا تتعلق بنشاطها الرئيسي في صناعة وصيانة السفن.
وحول تطور المفاوضات مع الدائنين التجاريين حول عملية إعادة هيكلة الديون البنكية والتجارية، أفاد بوعميم بأن الأحواض العالمية نجحت في إغلاق ملف الديون التجارية بعد أن قامت بسداد نحو 771 مليون درهم (210 ملايين دولار) لدائنيها التجاريين في سنغافورة وإندونيسيا.
وأضاف أن غالبية الديون المصرفية والتجارية المستحقة على المجموعة تراكمت على مدار السنوات الثلاث التي سبقت تولى مجلس إدارة الشركة لمسؤولياته.
وأوضح أن المجلس الجديد شرع فور تكليفه بالمهمة منتصف العام الماضي، بالتفاوض مع الدائنين للتوصل لصيغة نهائية تحفظ مصالح جميع الأطراف. وكشف بوعميم أنه في ضوء قوة الموقف المالي الراهن للأحواض الجافة العالمية واستمرار تحسن المبيعات والتدفقات النقدية، فإنها لن تحتاج إلى أي دعم من صندوق دبي للدعم المالي لتمويل عملية إعادة هيكلة الدون التجارية والبنكية المستحقة.
وأعلنت المجموعة خلال المؤتمر أنها ستقوم ببناء أكبر برج في العالم يبلغ وزنه 11?5 ألف طن لشركة إس. بي. ام. اوفشور وهي شركة متخصصة في مجال صناعة النفط والغاز، ومن المقرر تنفيذ عمليات البناء في حوض دبي الجاف.
وسيتم دمج هذا البرج مع أول منشأة عالمية للغاز الطبيعي المسال العائم، والتي سيتم إطلاقها من قبل شركة “شل ديفلفمنت” الأسترالية في حقلها الغازي “بريليود” قبالة الساحل الشمالي الغربي لأستراليا.
ويعتبر هذا الحدث خطوة نوعية تتضمن الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا من شأنها أن تمكّن شركة “شل” من تطوير وجلب مصادر جديدة للطاقة إلى السوق العالمية، ويتم ذلك عن طريق الوصول إلى حقول الغاز البحرية العميقة التي - في ظل عدم توافر هذه التقنيات الحديثة - قد تتحول إلى حقول غير اقتصادية أو يصعب تطويرها عن طريق الخدمات التي توفرها التقنيات والمنشآت التقليدية.
وتم منح العقد لشركة اس. بي. ام اوفشور من قبل الشركة “تكنيب فرنسا” (تابعة لمجموعة تكنيب سامسونج للصناعات الثقيلة، أو “تي. اس. سي”) حيث يشمل نطاق العقد عمليات الهندسة والشراء والبناء الخاصة بنظام إرساء البرج التابع للمنشأة المذكورة. يقوم نظام إرساء البرج بإرساء المنشأة في الموقع المعين طيلة عمليات الإنتاج من دون الحاجة إلى قطع الاتصال.
واكد بوعميم أن مجموعة الأحواض الجافة العالمية تمتلك الخبرات والتجارب و الموارد والمرافق اللازمة لإنجاز هذه المهمة بنجاح، لافتاً إلى أن المجموعة تجاوزت العديد من التصنيفات والتدقيق سواء للأعمال و الخبرات والقدرات من قبل جميع الأطراف المعنية بهذا المشروع الأول والرائد في العالم.
وأضاف أن المجموعة تمكنت من التأهل المسبق لمناقصة المشروع رغم المنافسة العالمية الشديدة نظراً لسجلها المتميز والحافل ومرافقها المتطورة وتركيزها البالغ على الامتثال بالمعايير الدولية في الجودة والسلامة والتميز.
وأفاد بأن المجموعة ستقوم ببناء 6 أبراج عائمة قبالة سواحل أستراليا، لاستخدامها في إنتاج الغاز في المناطق البحرية العميقة ويشمل نطاق العمل بناء وتجميع وتحميل البرج الداخلي في ست وحدات ومن ثم نقلها إلى كوريا الجنوبية، وذلك لدمجها وتركيبها على المنشأة المعدة خصيصا لها. وسوف يتم توفير التصاميم والمواد والمعدات اللازمة من قبل اس. بي. ام. اوفشور.
وسيتم بناء المنشأة المذكورة التابعة لشركة “شل” من قبل “مجموعة تكنيب سامسونج للصناعات الثقيلة” في حوض بناء السفن في جيوجي - كوريا.
وبهذا ستكون هذه أكبر منشأة بحرية عائمة في العالم بطول يبلغ 488 متراً ووزن يبلغ حوالي 600 ألف طن بحمولتها القصوى، بحسب بوعميم.
وسوف يتم إرسائها في البحر في موقع يبعد أكثر من 200 كيلومتر من ساحل أستراليا لتقوم بإنتاج الغاز من الحقول البحرية العميقة ومعالجة الغاز وتسييله على متنها من خلال عملية التبريد قبل تخزين وتصدير الغاز الطبيعي المسال عبر الناقلات التقليدية المخصصة لذلك.
عدد اليوم
