الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتواء «بوكو حرام»... تحد جديد في نيجيريا

احتواء «بوكو حرام»... تحد جديد في نيجيريا
31 يوليو 2009 23:08
بعد حركة تمرد عنيفة استمرت على مدى ثلاثة أيام وأسفرت عن مقتل 150 شخصاً على الأقل، أطلق الجيش وقوات الأمن النيجيريان عملية واسعة ضد الجماعة الإسلامية الراديكالية التي تبنت مسؤولية ذلك التمرد وتلك الهجمات الدموية. وإذا كان عدد من الخبراء يقولون إن الحركة المسماة «بوكو حرام» -التي يعكس اسمها، ومعناه «التعليم الغربي محظور»، أجندتها السياسية ونوعية الأهداف التي تختارها مثل المدارس- تعتبر جماعة صغيرة نسبياً، وتفتقر إلى الدعم الشعبي، فإن هذه الهجمات تركت مع ذلك استياءً واسعاً يجتاح المجتمع النيجيري الآن حيال حكومته. وفي هذا السياق، يقول أنتوني جولدمان، المستشار المستقل في لندن والمتخصص في شؤون نيجيريا: «في الواقع، لا تمثل تلك المجموعة سوى تهديد موضعي ومحدود في المكان، ولكنها تطلق أيضاً مؤشراً على مشكلة إحباطات النيجيريين وتخاذل الحكومة، في وقت واحد». وحسب جولدمان، فإن معظم النيجيريين يشتكون علانية من أن الأمور تزداد سوءاً في البلاد بشكل ملحوظ، على رغم نحو 50 عاماً من الحرية الوطنية ودولة الاستقلال، ونحو عقد من الحكومات المنتخَبة على نحو ديمقراطي، إضافة إلى كون نيجيريا تتمتع بثروات نفطية كبيرة. وفي تفاصيل سوء الأحوال، بات انقطاع التيار الكهربائي باستمرار شيئاً مألوفاً، والطرق متردية وتنتشر فيها الحفر، والمدارس تُخرّج طلبة لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، والمسؤولون الحكوميون يتعرضون للانتقادات لأنهم على ما يبدو يهتمون أكثر بالامتيازات الخاصة الممنوحة لهم أكثر من اهتمامهم بحل المشاكل العامة. والواقع أن ثقافة الاحترام التقليدي لكبار السن، ولاسيما في الشمال المسلم، كان يثني النيجيريين عادة عن الخروج إلى الشوارع، غير أن ذلك لا يمنع ظهور نوبات عنف من حين لآخر تكشف أن الإحباط موجود. ويقول جولدمان، في إشارة إلى حركات التمرد في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط، وأيضاً في الشمال ذي الأغلبية المسلمة: «إن هذه الأشياء مستمرة في الحدوث... والشيء الوحيد الذي يتغير في الحقيقة هو أن نيجيريا باتت أكثر فقراً من ذي قبل». والحقيقة أن الخليط الديمغرافي في نيجيريا لطالما شكل، في حد ذاته، سبباً للتوتر والعنف الطائفي؛ ذلك أن نصف سكان البلاد، البالغ تعدادهم 140 مليون نسمة، هم مسيحيون يعيشون في الجنوب المداري، في حين يتألف النصف الآخر الذي يعيش في الشمال القاحل من المسلمين. غير أن اللافت بخصوص حركة «بوكو حرام» هو أن من تستهدفهم ليسوا مسيحيين، وإنما هم وكلاء الحكومة نفسها؛ حيث تقوم الجماعة، التي تدعو المسلمين إلى رفض التعليم المتأثر بالغرب في مدارس الدولة في نيجيريا، بمهاجمة المدارس، زيادة على أنها تهاجم أيضاً مراكز الشرطة ورموزاً أخرى للسلطة. كما أن جميع ضحاياها، سواء من ضباط الشرطة والمدنيين، هم من المسلمين. وقد امتدت أعمال العنف التي بدأت في ولاية بوتشي، معقل حركة «بوكو حرام»، إلى الولايات المجاورة التي تطبق فيها، على غرار ولاية بوتشي نفسها، أحكام الشريعة الإسلامية. وقد داهمت قوات الجيش النيجيرية، بعد تطويقها لمنزل زعيم الجماعة، محمد يوسف، في مدينة ميدوغوري الواقعة شمال شرق البلاد، مسجداً يُعتقد أنه يستعمل كمخبأ، وفتشت المنازل في المنطقة في عملية قال عنها متحدث باسم الجيش إنها نُفذت «من أجل تفادي مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات». وفي يوم الأربعاء، أعلنت الشرطة أنها تمكنت من تحرير 180 امرأة وطفلاً كانت جماعة «بوكو حرام» تحتجزهم كرهائن في أحد المنازل أيضاً. ويقول بعض الشهود في مدينة ميدوغوري إن الشرطة جمعت 100 جثة قتل أصحابها في مواجهات يوم الاثنين. أما في مدينة كانو الواقعة شمال البلاد، فتفيد بعض المصادر أن الشرطة اعتقلت 53 شخصاً بعد هجوم على مركز للشرطة في المدينة. كما وقعت اعتقالات أخرى أيضاً في مدينة سوكوتو الشمالية بعد تلقي معلومات تفيد بأن إسلاميين يخططون لتنفيذ هجوم آخر. وفي هذه الأثناء، قال الرئيس عمرو ياردو، وهو نفسه سياسي مسلم من شمال البلاد، للصحافيين إن العملية: «تهدف إلى وأد مشكلة خطيرة في المهد»، متعهداً بأن تقوم حكومته بـ»عملية تحتويهم بشكل نهائي». سكوت بالدوف - جوهانسبرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©