الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هيئة أبوظبي للثقافة تصنف وتوثق مئات القطع التراثية المحلية

هيئة أبوظبي للثقافة تصنف وتوثق مئات القطع التراثية المحلية
8 يونيو 2008 02:07
قدمت سيدة مواطنة إلى مشروع ''تراثنا'' الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حمولة شاحنة من المواد التراثية، يعود تاريخ بعضها إلى 100 عام مشاركة منها، إضافة إلى مصنف يضم أكثر من مائة قطعة نقدية معظمها من المنطقة بجانب عدد من العملات الأجنبية ونسخة من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد· وصنفت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مئات القطع التراثية المحلية التي يزيد عمرها على 30 عاماً واستخدمها مواطنون في حياتهم اليومية في مناطق أبوظبي والعين والمنطقة الغربية· واعتمدت ''الهيئة'' خطة متعددة المستويات تهدف إلى صون وإحياء الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية، تتمثل بشكل رئيس من خلال مشروع ''تراثنا'' الذي يسعى للحفاظ على الحرف التقليدية وما يرتبط بها من مهارات من خلال تطوير المنتجات الثقافية وبرامج التدريب ذات الصلة، ويسعى المشروع إلى نقل القيم والتاريخ المرتبط بكل نوع من أنواع الحرف اليدوية إلى شعب دولة الإمارات وزوارها· ودعت إلى تحديد وتسجيل منتجات الحرف اليدوية القديمة في الإمارات والصور الفوتوغرافية والمادة الأرشيفية ذات الصلة والتي يحتفظ بها المواطنون في بيوتهم، بشرط ألا يقل عمرها عن 30 سنة، وقامت ''الهيئة'' أبوظبي للثقافة والتراث بتصوير مئات القطع التراثية، وإدراجها ضمن مصنفات خاصة، كما أجرى فريق العمل مقابلات مع الكثير من النساء الإماراتيات اللواتي قدمن بكثافة للمشاركة· وأشاد محمد خلف المزروعي مديرعام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمدى وعي وإدراك المواطنات والمواطنين، بمختلف فئاتهم العمرية، في كل من مدينة العين والمنطقة الغربية وأبوظبي، لأهمية مشاركتهم في استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي، وخاصة من خلال ما لمسته ''الهيئة'' من حس عالٍ بالمسؤولية الوطنية، والإقبال الكبير على المشاركة في مشروع ''تراثنا'' الجوّال، كمبادرة مُشجعة وإيجابية وضعتنا وجهاً لوجه مع المواطنين المؤمنين بحماس في ضرورة بذل أي جهد من أجل صون الحرف التقليدية، والحفاظ على التقاليد النبيلة التي تمثل عناصر جوهرية في الثقافة الإماراتية· وأوضح المزروعي في بيان صحفي أصدرته ''الهيئة'' أمس أن المبادرة التي انطلقت تحت مظلة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ينتظر أن تساهم كذلك في تسليط الضوء على أصالة الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية وقيمتها الحضارية العظيمة، وذلك بالاستفادة من المعلومات التي تم جمعها بوساطة المشروع· وحول تفاصيل المشروع ومدى نجاحه، أوضح محمد النيادي، مدير إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن جولة فريق العمل انطلقت من المنطقة الشرقية وتحديداً من متحف العين الوطني، وقال: ''فوجئنا بمدى الإقبال الشعبي وبشكل خاص من قبل نساء إماراتيات مهتمات بالعمل كحرفيات في مشروع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الهادف لصون وإحياء واستدامة الأعمال الحرفية اليدوية· وأشار إلى أن الهيئة تلقت أيضاً العديد من المكالمات الهاتفية أبدى فيها مواطنون رغبتهم الواسعة بالمشاركة في مشروع ''تراثنا'' مع بدء فترة الصيف وانتهاء الامتحانات الدراسية، ولفت إلى تسجيل عدد كبير من ''المواد التراثية'' مثل المصنوعات الفخارية والسلال المجدولة من سعف النخيل والملابس وأواني الطبخ ومصنوعات يدوية قديمة· وقال إن إحدى المواطنات أحضرت حمولة شاحنة من المواد التراثية التي يعود بعضها إلى مائة عام، ومن بينها مُصنّف يضم أكثر من مائة قطعة نقدية معظمها من المنطقة، وفيها عدد من العملات الأجنبية، ونسخة من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد· أما في مدينة زايد بالمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، فالتقى فريق العمل في مدرسة الحمدانية الابتدائية للبنين، وكانت تجربة مبهجة وحميمة من السخاء البدوي ومعايشة نمط الحياة التقليدية حسبما أوضحت إيما بلانا منسقة التخطيط الاستراتيجي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقالت: ''تفحصنا عدداً من السلال التراثية والأثواب والمجوهرات وقطعاً من الخيام البدوية والمنقوشات التي تُجمّل بها الإبل''· وأوضحت أن المواد التراثية التي تمت مشاهدتها على مدار يومين شملت جزءاً كبيراً من المنتجات التي تضم قطعاً كثيرة تمت صناعتها بحرفية عالية، وكان مدى وعي العائلات المواطنة وإدراكها التام بالقيمة التاريخية والثقافية العظيمة لتلك المواد التراثية القيمة، وتطلعها نحو الرغبة بحفظها وصونها للأجيال القادمة مثيراً للتشجيع والتقدير في آن· أما في مدينة أبوظبي- المحطة الأخيرة لفريق العمل في مشروع ''تراثنا'' الجوّال- فقد تم استقطاب اهتمام المئات من المواطنين في ركن دلما التراثي في مقر ''الهيئة'' في المجمع الثقافي، ليس من أبوظبي فحسب، بل من الإمارات الأخرى كذلك، وخصوصاً من دبي وعجمان ورأس الخيمة، والذين قدموا منتجات متنوعة، من السدو (حياكة الصوف) بتصاميم جميلة وبارعة، والسلال المجدولة من سعف النخيل بأحجام مختلفة، مروراً بأثواب وحلي تقليدية· وشارك في المشروع أيضا مواطن مُسنّ لديه متحف مصغر خاص به، ويمتلك عدداً هائلاً من القطع التراثية بما فيها وعاء كبير لصناعة الآيس كريم، وتتضمن مجموعته أنواعاً مختلفة من أواني الطهي التراثية والقدور، وعلى الرغم من أن الرجل قدّم كمية كبيرة من المواد، إلا أنه لا يزال يحتفظ بعدد أكبر منها لم يستطع إحضاره· وأكد القائمون على مشروع ''تراثنا'' أن المشروع مستمر، داعين الأشخاص الذين فاتتهم فرصة المشاركة إلى المبادرة في تسجيل المواد والصور والمخطوطات التراثية التي بحوزتهم·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©