الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم الأم.. احتفال «يرفع القبعة» تقديراً لمدرسة العطاء

يوم الأم.. احتفال «يرفع القبعة» تقديراً لمدرسة العطاء
21 مارس 2014 12:26
يحتفل العالم اليوم 21 مارس بيوم الأم، هذه الكلمة «الأم» التي تحمل معاني لا حدود لها من الحب والعطف، كلمة لا تعرف الحرمان وتبذل قصارى جهدها نحو العطاء، كلمة لا نمل جميعاً من تكرارها، بل تزداد كل يوم ارتقاء وسمواً وتظل سراً يكتنز دفء الحياة، والحقيقة أن الكلام يظل ناقصاً مهما قيل عن الأم، التي تحمل في طياتها الكثير والكثير، وهي كلمة لا تفارق شفاه الجميع، وحروفها تلازمنا ولا نجيد من خلالها فن التعبير عن إيصال المعنى الحقيقي لمشاعرنا تجاهها ولما تستحقه بالفعل، ومهما قلنا وقلنا يبقى قليلا ولا يفي الأم حقها، ليبقى وراء كل رجل عظيم «أم» أسسته في مدرسته الأولى، وهو جنين في بطنها، وربته صغيراً في كنفها، ووصلت مسيرته معه شاباً ترعرع بين أحضانها حتى كبر، ولم تتوقف المسيرة حين تزفه وهي تدمع فرحاً، إلى شريكة حياته، وتكمل رحلتها بتربية الأحفاد، وتلقينهم دروساً وعظات.. ورغم كل ذلك لا تطلب مقابلاً، أو تبحث عن الجزاء أو رد الجميل. هناء الحمادي (أبوظبي) - مهما تحدثنا عن الأم سيظل اللسان عاجزاً عن وصف هذا الإنسان المعطاء من دون مقابل، وهو ما يشير إليه إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام على القبة السماوية في الشارقة في كلامه عن الأم بوصفها عمود البيت ولولاها ما نمت الأجيال، فهي النبع الكبير المعطاء التي تشعر بأولادها في حزنهم وفرحهم وتفهمهم من نظرة عيونهم، والتي تنشئ أجيالا صالحة. ويضيف لا يوجد هدية تفي الأم حقها، فهي جناح يرفرف ويمنحني سر الحياة، فعطاؤها ليس لها حدود، فهي دائما ما تكون بجانب أولادها في السراء والضراء، ولا تتخلى عنهم حتى لو تخلى عنهم الجميع لأن محبتها غير مزيفة، وليست مبنية على المصالح، وكل ما وصلت إليه من مستوى تعليمي هو من فضل والدتي ودعواتها المستمرة ورضاها عنى والاحتفال بها. أثمن الهدايا أمهاتنا بذلن قصارى جهدهن لحمايتنا وتربيتنا ووقايتنا، حيث يقول خليفة المحرزي رئيس المجلس الاستشاري الأسري مدرب ومستشار معتمد، إن الأم الناجحة تمثل نبعاً للمعرفة والخبرة، فهي تغرس في أطفالها صفات كثيرة عظيمة كالمحبة والصبر، فالأم العظيمة هي التي تقف مع أبنائها، وتساعدهم في تحقيق أهدافهم في الحياة، فالمسؤوليات التي تتحملها والتضحيات التي تقدمها كأم وربه بيت وأم عامله، تمنح الأبناء القوة لتحقيق الكثير. وعن المرأة العظيمة في حياة المحرزي يعترف أنها الأم ثم الزوجة، ويكمل: لكل منا حياته، وأصبحت ضغوط الحياة كبيرة، ولكن كل هذه الضغوط بكفة، وأمي بكفة أخرى فهي كل شيء بالنسبة لي، فلها كل تقديري واحترامي، وفي يوم الأم بالأخص أخصص كل وقتي بالكامل، فهو يوم أمي وليس هذا اليوم فقط، بل كل يوم حيث من أصعب الأمور الهدية وكل سنة أحضر لها من أثمن الهدايا، فهي تستحق ألف شكر وتقدير، وكذلك رفيقة دربي «زوجتي» التي لها دور مكمل في حياتي واستقراري الأسري، فهي منبع العطاء والتربية والتضحية في رحلتي الزوجية، وبفضل متابعتها المستمرة لي ولأبنائي، فقد استطعت تحقيق أهدافي التي أسعى إليها في مسيرة الحياة. مصدر العطاء بدوره يبين الدكتور عادل الكراني استشاري الطب النفسي، أن من ينظر للتاريخ يجد أن كل رجل عظيم ارتبط به اسم امرأة، إما بأمه من حيث الأخلاق والتربية، أو بزوجته من حيث الدعم والمساندة، ويضيف: من المسلم به أن البشرية تعتمد في نشأتها ونومها على الأم، وحتى مع تغير الحياة ونمط عملها وانشغالها لا زالت «الأم» مصدر العطاء والتضحية والحنان والحب، فهي منذ حملها تغذي الجنين، وتهتم بصحته ورعايته غذائياً إلى أن يخرج للدنيا، وتظل تتابعه في كل خطوة حتى يكبر ويصل إلى مراكز وظيفية مرموقة، ويظل عطاؤها مستمراً معه إلى أن ينتقل لحياة أسرية مع زوجه تدعمه، وتعد مصدر إلهام حقيقياً له. وعن عطاء والدة الكراني يذكر أنها برغم أن مستواها التعليمي للصف التاسع، إلا أنها في المراحل الأولى كانت تحثه على مواصلة التعليم والتفوق في المراحل الدراسية، وأن ما وصل إليه من رقي في حياته العملية كان بفضل متابعتها ودعواتها الصالحة، وفيما يتعلق بزوجته، فيؤكد أنه يكن لها كل تقدير فهي مصدر إلهام حقيقي له، كما أنها مؤتمنة على بيته وأولاده. عنوان النقاء ويقول محمد سلمان (طبيب عيون): قديما قيل « وراء كل رجل عظيم امرأة »، وأنا أوافق على هذه الكلمات، لأن بعد وفاة والدتي أصبحت زوجتي ركناً مهماً في حياتي، وسراً من أسرار تفوقي ونجاحي في حياتي العملية، كيف لا وقد وقفت معي في تلك المواقف الحرجة، والصعبة، كيف لا، وهي التي تحملت تلك الأيام التي كنت مشغولاً فيها عنهم بأعمالي، وبمناسبة يوم الأم يؤكد لأم أولاده: صنعتي من زوجك رجلا آخر وبطلاً وقد لا تشعرين بذلك، لكن هذا ما أعتقده أنا فلن أنسى معروفك، وسأظل أتذكر ذلك في كل حين. أساليب الاحتفال في العالم الاحتفال بيوم الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى، وكذلك أسلوب الاحتفال به، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير، أما في الأرجنتين فهو الأحد الثاني من أكتوبر، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع، وجنوب أفريفيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو. أما في فرنسا، فيكون الاحتفال أكثر باليوم كيوم الأسرة في الأحد الأخير من مايو، حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً، ثم تقدم «كيكة» للأم، والسويد تحتفل خلال عطلة يوم الأسرة في الأحد الأخير من مايو، وقبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع ورود صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن، وفي اليابان يتم الاحتفال في الأحد الثاني من مايو، مثل أميركا الشمالية، وفيه يتم عرض بعض الصور التي رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم، ضمن معرض متجول بين الدول يحمل اسم «أمي»، ويتم نقله كل أربع سنوات. تعزيز المفاهيم الإنسانية قال عوض المرزوقي، موظف: «يوم الأم» احتفال رمزي يأتي في السنة مرة واحدة ليعزز مفاهيم إنسانية بقدسية الأم ورسالتها، إلا أن تاريخ 21 مارس يشكل حالة خاصة، حيث استعد لهذه المناسبة بشهور في اختيار هدية مناسبة لوالدتي التي مهما كبرت في العمر، كما أن الاحتفال بهذه المناسبة يجدد فينا مشاعر الحب والمودة، مشيراً إلى أن التواصل مع الأمهات في مثل هذه المناسبات يمنح الأم شعوراً جميلاً بالحياة، وهي بحاجة إلى مثل هذا الشعور بشكل دائم كجزء من توثيق الروابط العاطفية وتقويتها بصرف النظر عن مشاغل الحياة. وعن مشاعره يضيف: إنها الجندي المجهول الذي يسهر الليالي، ليرعي ضعفنـا ويداوي علتنا، وهي الإيثار والعطاء والحب الحقيقي الذي يمنح بلا مقابل، ويعطي بلا حدود أو منّه، لكن مهما قلنا، فلن تكفينا سطوراً وصفحات لنحصي وصف الأم، وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء، امتناناً لما تفعله في كل لحظة، ولكن نحصرها في كلمة واحدة هي «النقاء والعطاء بكل صوره ومعانيه». رغم الحب الذي يربط بين الزوجين «علاقة الابن بأمه» بلسم الراحة النفسية.. وأحياناً يثير حفيظة الزوجات أحمد السعداوي (أبوظبي)- بعد عناء يوم طويل بين العمل، وتوصيل الأبناء إلى المدارس وشراء بعض طلبات المنزل يعود بشير ذو الـ42 عاماً ملقياً رأسه في حجر أمه السبعينية، لتداعب خصلات شعره، ويحكي لها قليلا عما دار معه طوال اليوم، إلى أن تقوم زوجته بتحضير طعام العشاء، ليبدأ قسم آخر من حياته اليومية بين زوجته وأبنائه سائلاً عن أحوالهم، ومستمعاً لما هو جديد لديهم، سواء في شؤون المنزل أو المدرسة. هذا مثال لبعض أنماط الرجال الذين لا زالوا محتفظين بعلاقة من نوع خاص مع أمهاتهم رغم زواجهم و مرور سنوات العمر، وهذه الدقائق القليلة وما يتخللها من «فضفضة» بين الابن والوالدة يكون لها تأثير السحر عليه في توفير الراحة النفسية له، ولكنها في أحيان أخرى تثير حفيظة بعض الزوجات، رغم العلاقة الجيدة والحب الذي يربط الزوجين. جلسة علاج نفسي يقول بشير نعمة، إنه جاء من سوريا بلده الأصلي، قاصداً الإمارات للعيش والعمل فيها قبل نحو 9 سنوات، ومع الظروف التي يعانيها بلده، قام قبل نحو عامين بإحضار والدته لتقيم معه، مؤكداً أن وجودها هنا منحه شعوراً مضاعفاً بالراحة النفسية، حيث يستطيع أن يحكي معها كيفما شاء، وهي تصغي له، و تدعو له بين لحظة وأخرى. ويصف نعمة، الذي يعمل وكيل أعمال لأحد المستثمرين، هذا الحديث مع والدته بأنه أعظم وأكثر فائدة من أي جلسة علاج نفسي في العالم، حيث يشعر بعدها بالتفاؤل والإقبال على حياة، وبقدرته على التعامل أفضل مع المحيطين به، سواء في الأسرة أو خارجها. ويضيف:« هذا لا يعني أن علاقتي بزوجتي سيئة، بل هناك حب وتفاهم بينهما، غير أن ضروريات الحياة وقلة خبرة الزوجة أحياناً تسبب بعض المشاحنات التي قد تعكر صفو الحياة الأسرية، ما يجعله يداري بعض الأمور عن زوجته حتى لا تسبب ضيقاً لها، أو مشكلات، وليس بالضروري أن تكون هذه الأمور سيئة، فهو أحيانا قد يداري عنها انه أقرض أحد أصدقائه بعض المال، أو أنه يتعرض لمشكلة ما في العمل، لأنها ستبدأ في الشعور بالقلق والضيق، ما ينعكس على مجريات حياتهم». ويلفت نعمة إلى أن زوجته أكثر من مرة تسأله عن الوقت الذي ستصبح علاقته بها مثل علاقته بأمه، فيجيبها ضاحكاً أنه يحبها ويقدرها، ولكن حبه لأمه يأخذ شكلاً مختلفاً، كون سنوات عمرها وخبرتها في الحياة تجعلها تتصرف دائما كناصح أمين وموجه له في بعض الأمور التي يصعب عليه اتخاذ قرارات فيها، وهذا مرجعه في الأساس إلى الخبرة التي اكتسبتها من مواجهة ظروف الحياة المختلفة، وهو ما تفتقده الزوجة، نظراً لصغر عمرها الذي لم يتجاوز الـ31 عاماً. رجاحة العقل في ذات السياق يروي خالد المرزوقي، موظف بإحدى شركات البترول، وهو زوج وأب لأربعة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، أن ارتباطه بأمه هو السبب في زيجته الحالية، حيث إنه وبعد أن خاض تجربة الخطوبة أكثر من مرة ولم تنجح، أوكل إلى أمه مهمة ترشيح زوجة له، وبالفعل أحسنت الأم الاختيار، ويعيش سعيداً مع زوجته وأولاده بفضل الله، غير أنه لا يزال يهتم بأمه بشكل خاص وتزداد باستمرار ثقته في قدراتها على رؤية الأمور الأسرية ببصيرة وهدوء، وكثيراً ما يلجأ إليها إذا حدثت أي مشكلات بسيطة مع زوجته أو داخل بيته، فتقوم بتوجيهه إلى الأسلوب الأمثل، وتنصحه بضرورة فهم زوجته ومعاملتها بأحسن ما يكون كونها زوجته وأم أولاده. ويذكر المرزوقي، أن رجاحة عقل الأم، تلعب دوراً كبيراً في جعل أبنائها يُقدّرون قدرتها على التفكير السليم والحكم على الأمور بموضوعية فيلجؤون إلى استشارتها في أمور كثيرة حتى مع تقدمهم في العمر، وهذا بطبيعة الحال يثير شعور الغيرة لدى بعض الزوجات، ولكنها في أغلب الأحوال لا تؤثر على مسار الحياة الزوجية، حيث تكون غيرة محمودة تدفع الزوجة «العاقلة» إلى محاولة التأسي بالأم والسير على نهجها ومحاولة اكتساب الصفات الجميلة التي تتحلى بها. دور الأم ولم ينكر وارث الصعيدي (37 سنة)، أن علاقته الجيدة بأمه كثيراً ما تسببت في حدوث مشكلات مع زوجته في بداية حياته الأسرية، غير أنه ومع مرور الزمن ومضي 9 سنوات على زواجه صار أكثر حكمة في التعامل مع كل من الأم والزوجة، وأصبح «مضطراً» في كثير من الأحيان أن عند واحدة منهما بعض الأشياء التي تخص الأخرى، مثلاً ، يقدم مبلغاً من المال لأمه، قد ترى الزوجة أنه مبالغ فيه، أو هدية مرتفعة القيمة، وتبرر الزوجة ذلك بأن البيت والأولاد واحتياجاتهم تطلب منه مزيداً من الحرص في إنفاق المال، ويكفي أنه يتكفل بالاحتياجات الأساسية لوالدته من مصروف شهري وإيجار السكن الذي تعيش فيه في الدولة العربية التي ينتمون إليها، وغيرها من نفقات الحياة. ولكنه يرى، حسبما قال، إن الأم ودورها معه في الحياة يستلزم منه أن يقدم لها الكثير ويحاول توفير كل سبل الراحة لها، ومنها الهدايا بين الحين والأآر، التي تشعرها بأنها دوماً في «بال» ابنها ويحرص باستمرار على السؤال عنها والاهتمام بشؤونها، رغم أنها لم تطلب منه ذلك، وكثيرا ما تقول له أن يتوقف عن شراء الهدايا، ويكفيه اهتمامه بها فقط، ولكن شعوره بقيمة دورها في الحياة يدفعه لعمل ذلك من تلقاء نفسه. ارتباط صحي من واقع خبرتها، تقول الدكتورة غادة الشيخ استشارية اجتماعية وأسرية، إن هناك عدة إيجابيات من وراء ارتباط الرجل بأمه بشكل صحي، وليس مرضياً، وهذا له انعكاساته الجيدة على أسرته كاملة، بمعنى الشخص ذي الارتباط الجيد بوالدته، يكون رحيماً بزوجته وأولاده، ويتعامل معهم من هذا المنطلق برحمة وحب شديدين، كما أن الزوج الذي لديه إحساس بأن والدته ضحت كثيراً من أجل الأسرة يكون مرتبطاً بالأسرة بشكل قوي، ويصعب عليه التضحية بالبيت والأسرة مهما كان لأنه رأى هذا النموذج الناجح في صغره. وحين يرتبط الزوج بأمه، هذا لا يكون مدعى لقلق الزوجة، ولكن عليها أن تدفعه لمزيد من ذلك، هذا ينعكس على العلاقة بينهما، من ليس له خير في أهله ليس له خير في أحد. وتلفت إلى أن الارتباط بين الابن وامه يأخذ منحى سلبياً، واحيانا العلاقة المفرطة مع الأم قد تدفع الابن إلى الحديث عن أدق تفاصيل العلاقة بينه وزوجته، وهذا يؤدي إلى مشاكل مع زوج. وهذا النمط من الأزواج لا يمتلك قدراً كافياً من الثقة في زوجته، ويعتقد أنها لا تمتلك رؤية صحيحة وواضحة، وهذا يسبب مشاكل، كون الزوج تصبح دائماً آخر من يعلم، وبالتالي لا يستطيع الزوج أن يدير حياته الأسرية بشكل سليم. وصفة مختصرة تضع الدكتورة غادة الشيخ وصفة مختصرة، تساعد الرجل على حفظ التوازن بين تقديره لأمه وحبه لزوجته، وأول هذه الخطوات ألا يطالب الزوجة أن تكون نسخة مكررة من والدته ولا يعقد مقارنة بينهما. حين يحكي لزوجته ينبغي ألا تعرف زوجته ما دار مع والدته، لأن ذلك يضر كثيراً بمشاعر المرأة حين تعرف أن حياتها انكشفت أمام حماتها، حين يجلس بين زوجته ووالدته، لا يميل إلى أي منهما، ولكن يكون هناك توازن في العلاقة أثناء وجوده معهم. يتمنون تقبيل جبينها في هذا اليوم مغتربون.. يحتفلون بأمهاتهم بالورود والهدايا أشرف جمعة (أبوظبي) - يحل «يوم الأم» كل عام في نهاية شهر مارس ليضفي مزيداً من البهجة على كل بيت تضيئه سيدة كافحت في تربية أبنائها، وأسهمت في تهذيبهم وتعليمهم ورعايتهم حتى أصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع، وعلى الرغم من أن هذا اليوم له مذاقه الخاص حين يجتمع شمل «ست الحبايب» بأبنائها في مكان واحد، إلا أن المغتربين تمنعهم ظروف العمل من تقبيل جبين صاحبة الفضل عليهم في هذه المناسبة الغالية والتي أصبح لها طابع خاص يحيي نكهته في الخاطر تلك اللحظات المؤثرة التي يتسارع فيها الأبناء من أجل تقديم هدية، تعبيراً عن خالص شكرهم لمن ضحت سهرت الليالي، وقدمت كامل الرعاية لصغارها على مدى أعوام مختلفة. وعلى أرض الإمارات الطيبة يعيش العديد من المغتربين في تناغم عجيب في وظائفهم يقتنصون اللحظات بين الفينة والأخرى من أجل الاطمئنان على أسرهم الذين تفصلهم حدود المكان، وفي مناسبة يوم الأم يضطر بعضهم إلى إرسال هدية عيد الأم عبر البريد الجوي، أو من خلال مكاتب الصرافات، لكن الجميل أنهم جميعاً يتمنون أن يشاركوا أمهاتهم فرحة هذا اليوم الذي هو بمثابة تكريم حقيقي لها، والذي يشعرها بأن ما قدمته من تضحيات لم يذهب هباء. قرط ذهبي من بين الذين يشعرون بأن هذه المناسبة يجب ألا يقتصر على يوم واحد، فريد سليم الذي يعمل منذ عشر سنوات في الإمارات، ويذكر أنه من خلال وجوده في الدولة عبر هذه السنوات، وهو لم يسافر سوى مرتين للمغرب في هذه المناسبة تحديداً من أجل أن يشارك أمه فرحة الاحتفال بيوم الأم، ويلفت إلى أنه دائما يحاول أن يكون قريباً من صاحبة الفضل عليه في كل شيء وقبل حلول مناسبة يوم الأم بأسبوع يتصل بوالدته من أجل أن يسألها عن نوع الهدية التي تفضلها حتى يتمكن من إرسالها، وعلى الرغم من أنها دائما تجيبه بأنها لا تطلب من الله سوى أن يحفظه، ويحقق آماله ويرضيه إلا أنه يلح في أن تجيبه لما يطلب إلى أن يظفر منها بالجواب، ويؤكد أنه أرسل لها قرطاً ذهبياً مع أحد الأقارب الذين تتوافق إجازاتهم مع هذه المناسبة مع باقة من الورود. لحظات سعيدة أما خالد عبدالعزيز الذي يعمل مهندساً فيقول: لا يختلف اثنان على أنني أنتظر شهر مارس من كل عام حتى أقيم احتفالية كبيرة لأمي بمناسبة «يوم الأم» الذي يعد تكريماً حقيقياً لكل امرأة ثابرت، وأعطت بلا حدود، وعن نفسي اتفق مع إخوتي من أجل أن نجتمع في بيتها، ونذبح عدداً من الخراف، ونحمل لها هدايا مشتركة ووروداً، ويضيف: على الرغم من ذلك لا أتمكن من الحضور لكنني ارسل لإخوتي بعض المال من أجل أن أشاركهم اللحظة، ثم أتحدث إلى والدتي في الهاتف من أجل تهنئتها في هذا اليوم ظللت أعتذر لها كثيراً عن عدم قدرتي على المجيء إليها من أجل المشاركة في حفل تكريمها وهي تلتمس لي العذر كما اعتدت منها. عطلة قصيرة ولا يخفي سيلمان عودة -يعمل في مهنة التدريس- أنه حجز تذاكر سفر لزوجته وأولاده من أجل قضاء عطلة قصيرة مع والدته للاحتفال معها بيوم الأم الذي له تقدير خاص عنده ويبين أن هذه المناسبة يجب ألا يغفل عنها الأبناء، نظراً لأهميتها عند كل أم ومجرد التهاون فيها يضع بعض الأمهات مباشرة أمام جفاء الأبناء، ويشير إلى أنه رغم إنابة أولاده وزوجته عنه في هذا اليوم إلا أنه يشعر بالتقصير في حق والدته التي كان لها دور كبير في خروجه من أزمات كثيرة بفضل حكمتها ورأيها السديد، ويرى أن سفر أبنائه لتقديم التهنئة لجدتهم بالهدايا والورود جاء بناء على رغبتهم، نظراً لتعلقهم بها وارتباطهم الكبير بهذه الجدة التي تحاول أن تربيهم بالطريقة ذاتها التي ربتني بها. بيت الوالدة ولا ينكر صبري رزق محامي أنه يحتفل بمناسبة يوم الأم هنا في الدولة على الرغم من وجود والدته في الأردن، ويقول أحرص في مناسبة يوم الأم على أن نقيم احتفالنا المعتاد وكأننا مع الوالدة في البيت، حيث تقوم زوجتي بتزيين البيت وشراء الحلويات وتجهيز الأطعمة، وفي الوقت نفسه أرسل مبلغاً من المال من أجل تشتري أمي ما يحلو لها لكنني أقيم هذا الاحتفال حتى تشعر بأنني لا أهملها أبداً في هذه المناسبة، وأنني أحتفي بها على الرغم من أنها في بلد، وأنا في بلد آخر، فضلاً عن أنه لا يفوتني الحديث معها بصورة دائمة خصوصاً في يوم الأم، كما أنه هذا الاحتفال يكون مناسبة ممتعة لجميع أفراد الأسرة، حيث يجتمعون في بيت والدتي من أجل تقديم الهدايا والورود. ما بين النضوج والسن المبكرة وانعكاساتهما الأمومة تكشف الوجه الآخر لأفضل أساليب التربية نسرين درزي (أبوظبي) - يأتي «يوم الأم» حاملاً معه كل عبق الورود والإحساس بالامتنان لليد التي ربت، والعين التي سهرت، والقلب الذي اعتصر قلقاً وحباً لا ينضب. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً بعيداً عن العواطف، إلى أي مدى يختلف الدور الأساسي للأمهات. وهل الأمومة في سن النصوج أفضل أم الأمومة المبكرة، وذلك بحسب ما تتركه من أثر إيجابي أو سلبي على الحاجة النفسية والفكرية للأبناء؟ وهل الأم المتعلمة أو المثقفة بأقل تقدير قادرة على منح أبنائها حياة أفضل بالرغم من انشغالاتها المهنية أو الوظيفية؟ أو أن الأم مهما كان مستواها التعليمي تمنح أبناءها كل ما يحتاجونه من غذاء روحي بمجرد مكوثها في البيت والسهر ليل نهار على راحتهم وحسب؟ نقاط ضعف وارتباك الآراء وإن كانت تختلف بين الأمهات أنفسهن، غير أنها تفتح آفاقاً عدة يمكن أخذها في الاعتبار. ولاسيما عند الإقدام على الزواج، بحيث ينظر كل شريكين إلى الظروف المحيطة بهما، ويبنيان على أساسها خريطة منطقية لتجاوز نقاط الضعف، والعمل جدياً على ملء أي شواغر قد تعوق التربية الصحية للأبناء. وتقول غنوة حمادة، إنها أصبحت أماً، عندما كانت في الـ 18 من عمرها، وفي ذلك الوقت لم تقدر المسؤولية الحقيقية للأمومة، وحتى بعد 5 سنوات، عندما أنجبت طفلها الثاني. في حين أنه مع ولادة طفلها الثالث، عندما كانت في الـ27 من العمر، تمكنت من تربيته بدافع أقوى ترده إلى اكتسابها شيئا من الخبرة في أسلوب التعامل مع الرضع. وكذلك في تعديل الأخطاء التي وقعت فيها من قبل، مثل التدليل الزائد، أو الارتباك في أسلوب الإطعام ومواقيت الوجبات، والطريقة الآمنة للاستحمام. وتذكر غنوة أنها شخصياً مرت بمراحل مختلفة في حياتها، كأم ما بين الشعور بالضعف والقوة في آن واحد. وتجد أن تربيتها لابنها الأصغر كانت أسهل بكثير من أخويه، وكأنها جربت فيهما حاجتها إلى معرفة أمور كثيرة. وهي لا تنصح بنات الجيل الحالي لا بالزواج المبكر ولا باختيار الأمومة المبكرة، لأن في ذلك إرهاقاً غير مبرر لهن،وظلماً حتمياً للأبناء، ولاسيما مع غياب الدعم المادي والمعنوي من الأسرة. وتكمل الحديث سارة الهاملي (أم لـ 4 أبناء) التي تشدد على نقطة مفادها أن الإنجاب المبكر للمرأة يعني أنها لم تكمل دراستها. وبالتالي فهي غير مؤهلة لا سنياً ولا ثقافياً لتحمل أعباء الأمومة التي لا يمكن حها بوجود مربية أو خادمة. وتأسف لحال الكثير من العائلات التي مازالت تعتمد مبدأ الزواج التقليدي والقبول بأول عريس مناسب لإتمام الزواج. وتقول إنه عدا عن السلبيات التي تترتب على الزواج المبكر، غير أن المعضلة تكون أكبر مع الإنجاب المبكر. والأطفال برأيها يحتاجون ليس فقط إلى الرعاية البدنية التي قد تستعين الأم بأهلها لتحقيقها، وإنما للاهتمام الفكري والتنشئة الواعية التي لا تكون إلا مع أم مثقفة قادرة على التمييز بين الصح والخطأ. وعن نفسها، تذكر سارة التي أنجبت أول أطفالها، وهي في الـ16 من عمرها، أنها بداية سنوات الحمل والإنجاب لم تكن واعية لما ينتظرها من استحقاقات، غير أنها مع السنين وجدت الفجوة تكبر فيما يتعلق بتربية الأبناء. واكتشفت أنها بالرغم من التقارب في السن بينها وبين أبنائها، إلا أنها لا تعرف شيئا عن عالمهم لأنها لم تختبر الحياة التي اختبروها، ولم تكمل علمها، ولم تعش سن المراهقة والشباب بحلاوته ومطباته. وبرأيها فإنه من المهم بمكان اختبار هذه المواقف للوصول إلى طريقة مناسبة لمناقشة الأبناء، وهم يكبرون سنة بعد سنة. عالمان مختلفان وبالنظر إلى الآراء المدافعة عن الأمومة المبكرة، تؤكد عبير عادل التي كانت في منتصف الثلاثينيات، عندما أصبحت أماً، أنها اليوم تعاني الأمرين. والسبب أنها لا تشعر بامتلاكها للطاقة الكافية لمتابعة أمور ولديها، وهما في الثامنة والعاشرة من العمر. وكانت تتمنى لو أنها أنجبتهما في سن أصغر لتتمكن من مرافقتهما بشكل يومي إلى كل الأنشطة التي يرغبان في القيام بها. ومع أنها تعترف بمنحهما كل أدوات العطف والرعاية التي يحتاجان إليها منذ سن الولادة، بفضل قراءاتها الكثيرة حول الأمومة الحقة. وأكثر ما يزعجها اليوم، فكرة أنها تعيش في عالم بعيد عن البيئة التي يحبها ولداها، ولاسيما أنها لا تجد وقتا كافية للتوفيق بينهما وبين عملها كموظفة بنك. وتحاول عبير تعويض هذا النقص بإرشادهما بشكل دائ،م وبمتابعتهما في الدراسة، والحرص على الخروج معهما في أول فرصة تتاح لها. وتوافقها الرأي حنان الغاوي، وهي أم لبنت وحيدة أنجبتها، وهي في أوائل الأربعينيات لأسباب صحية كانت تمنعها من الحمل. وترى أنه مع كل سعادتها بتجربة مشاعر الأمومة ولو بعد انتظار طويل، إلا أنها تفكر بالكثير من الأمور القاهرة. وأهمها أنها مع كل الوعي والعاطفة الفياضة التي تحملها بداخلها لإحاطة ابنتها بأفضل ظروف التنشئة، إلا أنها تصطدم أحيانا كثيرة بمعوقات العمر. جلسات طهي ووجبات مجانية وهدايا مطاعم «ياس مارينا» تحتفي الجمعة والسبت بيوم «ست الحبايب» أبوظبي (الاتحاد) - يحتفي مرسى ياس لليخوت بيوم الأم خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر تقديم أطيب المأكولات والحلويات للأمهات وأفراد العائلة، ويوفر مقهى الأزلاس دورات تعليمية لفنون الطهي تشمل حلوى المرزبانية، فيما يقدم مطعم تشيبرياني باقة من الأطباق الإيطالية. ويخصص يوم الجمعة الموافق 21 مارس للاحتفاء بالأم ومفاجأتها بطبق مبتكر يعد خصيصا لتكريمها. ويوفر المطبخ الراقي تجربة تناول طعام فريدة وقائمة متنوعة، تتضمن أصنافا كلاسيكية وأنواع البيتزا والباستا المحضرة محلياً، وتشكيلة متنوعة من الحلويات لا تقاوم، ويستضيف مقهى كافيه دالساس بوفيه الجمعة المفتوح من الساعة 12:00 ظهرا حتى الساعة 4:00 عصراً، مع دخول مجاني للأطفال دون عمر 6 سنوات، والعرض المغري، أن كل ضيف يقوم بتهنئة والدته من على صفحة الفيسبوك الخاصة بمقهى الأزلاس ../. يكون دخول والدته مجانيا. ويستضيف مقهى الأزلاس يوم السبت 22 مارس الجاري، مجموعة من الأنشطة والفعاليات للصغار من الساعة 8:00 - 10:00 صباحاً، لتنال الأمهات وقتا من الاستمتاع والاسترخاء بمفردهن، ويقوم الطاهي فابريك مينت بتعليم الأطفال فنون إعداد حلوى المرزبانية بأسلوب ممتع ومرح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©