أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن بريطانيا لا تعتزم المشاركة في حرب ضد ليبيا.
وقدم كاميرون تطمينات للبرلمان بأن بريطانيا لن تنجر الى حرب في إطار مساعيها لتكثيف الضغط على الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال “لا توجد نية للضلوع في حرب أخرى أو الإشراف على غزو أو إرسال قوات برية كبيرة. ليس هذا بين الأمور المطروحة”. وأضاف “الأمور المطروحة هي كيفية إحكام الضغط على نظام غير مقبول وغير شرعي في محاولة إعطاء تلك البلاد بعض فرص الانتقال السلمي للسلطة”. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان على القوى الدولية التفكير في تسليح المعارضة الليبية والقيام بتحرك سريع لمنع قوات القذافي من القضاء على المعارضة المسلحة.
وصرح هيج بأن نجاح القذافي في سحق المعارضة والاستمرار في السلطة سيكون كابوسا للشعب الليبي وانه تلوح في الأفق لحظة اتخاذ قرار بشأن تدخل دولي ذي مغزى.
وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إنه لم يجر اتخاذ قرار بخصوص فرض حظر جوي على ليبيا نافيا تقريرا لقناة “الجزيرة” الفضائية. وأضاف جيف موريل المتحدث الصحفي باسم البنتاجون “هذا قرار سياسي لم يتخذ بالتأكيد”. إلا أنه أوضح أن فرض حظر جوي ما زال خيارا “محل دراسة”. وكانت “الجزيرة” ذكرت أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعهدت للمحتجين في شرق ليبيا بفرض حظر جوي مما سيساعدهم على صد الهجمات المضادة من جانب القوات الحكومية.
على صعيد متصل بحث مجلس الأمن المنقسم أمس احتمال إصدار تفويض بفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا بعدما دعت جامعة الدول العربية المجلس يوم السبت للتحرك. وقادت فرنسا وبريطانيا الدعوة لفرض حظر للطلعات الجوية العسكرية في مختلف أنحاء ليبيا. وقالت فرنسا إنها تأمل أن يؤدي قرار الجامعة دعوة المجلس لفرض حظر الطيران الى إقناع أعضاء المجلس بتأييد الحظر. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو قبل الاجتماع المغلق للمجلس”الآن بعد صدور هذا البيان من الجامعة العربية نأمل بالفعل أن يؤدي ذلك لتغيير قواعد اللعبة بالنسبة للأعضاء الآخرين في المجلس.. ونأمل أيضا أن تسمح لنا هذه المشاورات في وقت لاحق هذا الأسبوع بالعمل على إصدار قرار”.
وقال المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن أسئلة كثيرة ما زالت بلا إجابة بخصوص فرض منطقة حظر للطيران. غير أن تشوركين أشار متحدثا الى الصحفيين عقب اجتماع مغلق للمجلس لمناقشة الموضوع الى انه لم يستبعد فرض مثل هذه المنطقة قائلا إن موسكو مستعدة للنظر في ذلك.
وردا على سؤال عما اذا كان فرض حظر جوي فوق ليبيا قد تأخر كثيرا قال نواف سلام سفير لبنان لدى الأمم المتحدة للصحفيين “إن فرض حظر الطيران ممكن دوما”. وقال دبلوماسي في المجلس لرويترز من داخل الاجتماع انه لا توجد بوادر على توافق حقيقي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تريد المزيد من المعلومات بخصوص الحظر الجوي، وإن موسكو ستدرس أي اقتراح يقدم لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وقال لافروف “نحن بحاجة لفهم تحديدا ما تريد الدول العربية أن تراه”. وأضاف أن زعماء دول جامعة الدول العربية أشاروا إلى أن منطقة حظر الطيران من الممكن أن تفرض “مع وجود بعض القيود أولها الاحترام الكامل لسيادة ليبيا ودون استخدام السلاح لضرب منشآت الدفاع الجوي”.
وقال لافروف إن روسيا أكدت أن فرض حظر طيران فوق ليبيا لا يمكن أن يتم بدون موافقة المجلس.
ودعت الممثلة السامية لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون مجلس الأمن الى بحث كل الخيارات فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع في ليبيا بما في ذلك الحظر الجوي. مشددة على أهمية التعامل مع الأزمة الإنسانية ومساعدة الشعب الليبي والنازحين من البلاد. وجددت أشتون ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب لقائهما أمس ـ الدعوة لوقف العنف في ليبيا.
وقالت إن الدول الأوروبية أكدت بشكل واضح أنها تخطط لكل الخيارات ونتطلع لأن يقوم مجلس الأمن بدوره باعتباره الجهة الشرعية المكلفة بمعالجة هذا الأمر، مشيرة إلى أن قرار الجامعة العربية في هذا الشأن الذي ينتظر أن يبحثه مجلس الأمن.
وقال عمرو موسى إنه بحث مع أشتون الوضع العام في المنطقة في ظل التغييرات التي تحدث والشكل الجديد الذي تأخذه المنطقة، وأنه جرى بحث الاقتراح الذي طرحه الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر ثلاثي للنظر في العلاقة بين العرب والأوروبيين والشمال والجنوب،
عدد اليوم
