من المؤكد أن عصر السيارات الكهربائية الذي طالما انتشرت الأخبار حوله، وحول ما ستأتي به هذه السيارات من صداقة كبيرة للبيئة، ومحافظة أكبر على ما في جيوب ملاك سيارات البنزين التقليدية، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لا يمكن القول?:? إن السيارات الكهربائية تمكنت من حجز مكانها في معارض السيارات أو وكالاتها المختلفة، رغم إعلان الكثير من الشركات العالمية إنتاجها نسخاً من سياراتها الكهربائية صالحة وجاهزة للاستخدام اليومي، بشكل يجاري سيارات البنزين التقليدية في الكثير من الميزات والمواصفات والإمكانات.
تتفاخر شركات عالمية بأنها اتخذت خطوات حقيقية لإنتاج سيارات كهربائية، قادرة على المنافسة، ومزودة بكل مميزات سيارات البنزين التقليدية، حتى أنها تفوقت على بعضها، بدايةً من الشكل الخارجي وخفة الوزن والأداء العالي والقدرة الكبيرة على المناورة، إضافة إلى عدم تأثيرها السلبي على البيئة. وغير ذلك الكثير من المواصفات التي قد تجعل السيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة، البديل الحقيقي لسيارات البنزين التقليدية.
بي أم دبليو i3
رغم أن الراغبين بشراء سيارة بي أم دبليو i3 الكهربائية الجديدة، بحاجة إلى انتظار ما يصل إلى ستة أشهر للحصول على السيارة الألمانية، لارتفاع الطلب عليها، إلا أن الشركة تمكنت من الحصول على ما يصل إلى 11 ألف طلب شراء للسيارة، وأن هذه الأخيرة ستكون جاهزة للبيع في الأسواق الأسيوية منتصف العام.
وأثبتت السيارة الكهربائية الألمانية جدارتها على إحدى حلبات السرعة، وتمكنت من إثبات قدرتها الفائقة على المناورة والقيادة باحترافية، رغم أن محركها يعمل بالطاقة الكهربائية، التي طالما أخذ عليه ضعفه مقارنة بمحركات البنزين، حيث تم تزويد السيارة بهيكل خارجي خفيف مصنوع من البلاستيك المدعم بألياف الكربون والألومنيوم، بوزن إجمالي وصل إلى 1195 كيلو جراماً.
وتم تزويد السيارة الكهربائية بمحرك يعمل بالطاقة قادر على توليد قوة حصانية تصل إلى 170 حصاناً، مع 250 نيوتن لكل متر من عزم الدوران، وتتمكن السيارة من الوصول إلى سرعة 35 كلم في الساعة خلال 3,5 ثانية فقط، بالإضافة إلى قدرتها على الوصول إلى سرعة 100 كلم في الساعة بعد وضعية الثبات خلال 7,2 ثانية، وهو الزمن الذي تتطلبه الكثير من سيارات البنزين التقليدية، وتصل سرعة السيارة القصوى إلى 150 كلم في الساعة.
كيا Soul EV
مؤخراً قامت الكورية العملاقة كيا، بالإعلان عن نسختها الأولى من السيارات الكهربائية “الفان Soul EV”، المتوقع توافرها في الأسواق العالمية العام الجاري. حيث أشارت الشركة إلى أن سياراتها الجديدة ستزود بمحرك عالي الأداء بقوة كهربائية تصل إلى 81 كيلوواط، قادر على توليد قوة أحصنة إجمالية تصل إلى 110 أحصنة، بعزم دوران إجمالي يصل إلى 285 نيوتن لكل متر.
والسيارة الكورية قادرة بفضل محركها عالي الأداء المزود ببطارية مصنعة من أيونات الليثيوم بوليمر، من الانطلاق بسرعة 100 كلم في الثانية من وضعية الثبات في أقل من 12 ثانية، كما تتمكن السيارة من الوصول إلى سرعة إجمالية تصل إلى 145 كلم في الساعة. وبفضل سعة بطاريتها التي تزود المحرك الكهربائي بالطاقة، تقدر السيارة على قطع مسافة إجمالية تصل إلى 200 كلم، لكل شحنة كاملة للبطارية. ويمتاز إعادة شحن بطارية السيارة هذه بسهولته، حيث يكفي أن توصل البطارية بمقبس الكهرباء المنزلي، لمدة خمس ساعات لشحنها بشكل كامل، كما يمكن شراء جهاز شحن سريع.
مرسيدس B Class EV
أعلنت شركة مرسيدس الألمانية العام الماضي، عزمها إنتاج نسخة كهربائية من سياراتها من فئة B Class، تحت الاسم التجاري EV والذي هو اختصار إلى Electric Drive، حيث لم تحصل النسخة الكهربائية على جديد في تصميمها الداخلي عن النسخة الأصلية، رغم أنها حصلت على بعض الميزات الحصرية.
وجاءت النسخة الكهربائية من السيارة الألمانية بمحرك كهربائي قادر على توليد قوة تصل إلى 134 حصاناً، ما يمكنها من الوصول من الثبات إلى سرعة 100 كلم في الساعة خلال أقل من 10 ثوان، بسرعة إجمالية تصل إلى 160 كلم في الساعة. ويزود محرك السيارة الكهربائي بالطاقة، بطارية ليثيوم مزودة أسفل السيارة، قادرة على منح السيارة طاقة كافية للسير مسافة 96 كلم، لمجرد شحنها ساعتين فقط، كما إن شحن البطارية بشكل كامل يعطيها القدرة على السير لمسافة تصل إلى 200 كلم.
الشحن الكهرومغناطيسي
أهم المعوقات التي تواجه السيارات الكهربائية، هي عملية إعادة شحن بطاريات هذه السيارات، التي تقوم بالتالي بتزويد محركاتها بالطاقة اللازمة لعملها لساعات محددة، وقام خبراء بريطانيون بتطوير تقنية شحن كهرومغناطيسية لاسلكية لتزويد السيارات الكهربائية بالطاقة اللازمة لعملها، من دون اضطرار سائقها للتوقف لشحن بطاريتها، الأمر الذي يعد باتساع نظام استخدام السيارات الكهربائية، في خطوة تصب في مصلحة الحفاظ على البيئة.
وأشارت مجلة “نيو ساينتست”، العلمية المتخصصة، في تقرير لها حول هذا الموضوع إلى أن هذه التقنية الثورية في عالم التكنولوجيا تشحن بطارية الحافلة الكهربائية، مثلًا، لدى توقفها لتحميل الركاب أو تنزيلهم، من دون الحاجة إلى موصل سلكي، الأمر الذي يوفر الوقت والجهد، حيث يتطلب شحن السيارات الكهربائية بالطرق التقليدية توقفها في المحطة، وتوصيلها بسلك الشحن، وتركها لساعات عدة. وبالإضافة إلى ذلك قد تتعرض الأسلاك للضياع أو التلف.
سيارات صينية
عند الحديث عن السيارات الكهربائية، لا يمكن التغاضي عن السيارات الصينية، وبالتحديد سيارات شركة باويا، التي تمكنت من إدخال ما يصل إلى 4800 سيارة مزودة بالطاقة الكهربائية، إلى الأسواق الأوروبية والأميركية في العام 2009. ولعل أهم ما يميز هذه السيارة في ذلك الوقت، هو وزنها الذي لا يتعدى 400 كيلو جرام، بالإضافة إلى سرعتها القصوى التي تصل إلى 80 كلم في الساعة، عدا عن سعرها المميز الذي لم يتجاوز في حينها 5 آلاف دولار.
عدد اليوم
