الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طاعة الأم مقدمة على الجهاد والإسلام قدّس رابطة الأمومة

طاعة الأم مقدمة على الجهاد والإسلام قدّس رابطة الأمومة
20 مارس 2014 21:37
أحمد مراد (القاهرة) - أوضح علماء الأزهر أن الإسلام الحنيف حرص على مضاعفة العناية بالأم والإحسان إليها، وجعل بر الأم من أصول الفضائل، وأشار العلماء إلى أن الإسلام قدّس رابطة الأمومة، وجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، وجعل الله سبحانه وتعالى الأم مسؤولة عن تربية ولدها، وجعلها راعية ومسؤولة عن رعيتها، وحق الأم أولى من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية. الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق لفت إلى أن القرآن الكريم أوصى بالأم، وكرر تلك الوصية أكثر من مرة لفضل الأم ومكانتها، فقال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، «سورة لقمان: الآيتين 14 - 15»، ثم كرر القرآن الكريم هذه الوصية في قول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، «سورة الأحقاف: الآية 15»، وفضل الأم على الأب له موجباته، وهو الحمل والرضاع والرعاية. رباط الزوجية ويشير إلى أن الإسلام جعل رابطة الأمومة ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات وقال سبحانه وتعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ)، «سورة النساء، الآية: 23». كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وشتان بينهما وقال سبحانه: (... وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ...)، «سورة الأحزاب: الآية 4»، وبسبب ما تقدم من حقوق وواجبات جعل الله سبحانه الأم مسؤولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسؤولة عن رعيتها، وأشار سبحانه وتعالى إلى هذه المسؤولية الأخلاقية في قوله: (... مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)، «سورة مريم: الآية 28»، وذلك على لسان قوم السيدة مريم عليها السلام، فالملحوظ أن قوم مريم أدركوا هذه المسؤولية، فوجهوا إليها هذا الخطاب في تقرير المسؤولية الأخلاقية للوالدين، رغم ما في خطابهم من غمزٍ وتعريض لا تخفى دلالاته. وبسبب ذلك أيضاً - والكلام للدكتور جمعة - أوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها، كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته، قال سبحانه وتعالى: (... فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ...)، «سورة النساء: الآية 11»، ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ، وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي ...)، «سورة الأعراف: الآية 150»، وذِكْر الأم هنا دون سواها للاستعطاف والاسترحام، ولما ترمز إليه من الحنان والرحمة والشفقة. العناية بالأم ويؤكد مفتي مصر السابق أن الإسلام حرص على مضاعفة العناية بالأم والإحسان إليها أكثر من العناية بالأب مع أن كليهما «الأم والأب» أُمر المسلم بالإحسان إليه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...)، «سورة الإسراء: الآية 23»، وكان السلف رضوان الله عليهم يحرصون على رعاية وتكريم أمهاتهم، فأبو بكر رضي الله عنه لما أسلم حمل إلى أمه الهدايا ودعاها إلى الإسلام ولما تعذر عليه إسلامها طلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها فأسلمت، وكذلك فعل أبو هريرة رضي الله عنه. وأوضحت الدكتورة عفاف النجار الأستاذ بجامعة الأزهر أن الإسلام كرم المرأة باعتبارها أماً وأعلى من مكانتها، وجعل بر الأم من أصول الفضائل كما جعل حقها أولى من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية، وهذا ما يقرره القرآن الكريم، ويكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم وعقولهم وقلوبهم، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، «سورة لقمان: الآية 14»، وقوله عز وجل أيضاً: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ...). حسن العشرة ويقول الدكتور عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر: حث الإسلام الحنيف على رعاية الأم، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه جاء إليه رجل يسأله: من أحق الناس بصحابتي؟ قال: «أمك» .. قال: ثم من؟ قال: «أمك» .. قال: ثم من؟ .. قال: «أمك» .. قال: ثم من؟.. قال: «أبوك» .. كما روى أن رجلاً كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل أديت حقها؟ قال: «لا ولا بزفرة واحدة» .. أي زفرة من زفرات الطلق والوضع ونحو ذلك. ولهذا كله ندعو كل إنسان إلى بر أمه، وبر الأم في الإسلام يعني إحسان عشرتها وتوقيرها وخفض الجناح لها وطاعتها في غير المعصية والتماس رضاها في كل أمر حتى الجهاد إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها فإن برها ضرب من الجهاد وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء رجل إليه فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: «هل لك من أم»؟ قال: نعم. قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها». توصيات ديننا الحنيف أوضح الدكتور عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر أن هناك وجوهاً كثيرة كرم الإسلام بها الأم، منها توصيته بالأخوال والخالات، كما أوصى بالأعمام والعمات، وقد أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أذنبت فهل لي من توبة؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: لا. قال: «فهل لك من خالة»؟ قال: نعم. قال: «فبرها». كما أن الإسلام أمر ببر الأم وإن كانت مشركة ومن رعاية الإسلام للأم وحقها وعواطفها أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها، وأولى بهم من الأب، استناداً لما جاء في الحديث النبوي عندما قالت امرأة: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وان أباه طلقني، وأراد أن ينتزعه مني! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت أحق به ما لم تنكحي»، وقد اختصم عمر وزوجته المطلقة إلى أبى بكر في شأن ابنه عاصم فقضى به لأمه وقال لعمر: «ريحها وشمها ولفظها خير له منك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©