الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إطلاق 20 من المها العربي في وادي رم بالأردن

إطلاق 20 من المها العربي في وادي رم بالأردن
31 يوليو 2009 01:32
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الاول في منطقة وادي رم بالأردن 20 رأساً من المها العربي في مشروع يمتد لثلاثة سنوات بهدف إعادة توطينها في المنطقة بعد مضي ثمانية عقود على انقراضها من الحياة الطبيعية. ويأتي إطلاق المها العربي في إطار مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يسعى لتوطين المها العربي في دولة الإمارات وفي مناطقها الأخرى، بدءاً بوادي رم الذي يعتبر من أهم المناطقِ التاريخية للمها العربي، على أن يمتدَ المشروع في المراحل القادمة ليشمل العراق وسوريا واليمن. وشهد حفل الإطلاق للعشرين رأساً من المها (8 ذكور و12 أنثى) معالي محمد أحمد البواردي أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والعضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي، وعلي محمد بن حماد الشامسي سفير دولة الإمارات لدى المملكة الأردنية الهاشمية وبحضور ماجد المنصوري الأمين العام للهيئة، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ورئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، وعن الجانب الأردني المهندس حسني أبو غيدا رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية. المجموعة الأولى وتأتي عملية الإطلاق في إطار الاتفاقية التي وقعتها هيئة البيئة – أبوظبي في ابريل 2008 مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث تعتبر هذه المجموعة الأولى من المها ضمن مشروع إطلاق المها العربي في منطقة وادي رم، الذي يستمر لثلاث سنوات سيتم خلاله إطلاق 60 رأساً من المها. وخلال حفل بالمناسبة سبق عملية الإطلاق، أكد البواردي أن حماية المها العربي حازت على نصيب وافر من جهود الحماية والتنمية المستدامة في دولة الإمارات لإكثار هذا النوع، حيث ساهم الاهتمام الشخصي والخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمها في نجاح خطط وبرامج الحفاظ عليها، وذلك منذ بداية الستينات أستراتيجية إقليمية وذكر البواردي أن جهود دولة الإمارات رئيسة اللجنة التنسيقية لصون المها العربية لم تقتصر على العناية بها ورعايتها داخل الدولة، بل تعدتها لتشمل دول المنطقة التي تعنى بشؤون المها العربي، من خلال تبني مشاريع إقليمية، ومنها مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربية بمنطقة رم الطبيعية، حيث تقوم الهيئة بموجب الاتفاقية بدعم وتمويل مشروع يمتد لثلاث سنوات وبتكلفة إجمالية تصل إلى نحو مليون ومائة ألف دولار أميركي. وأضاف أن دولة الإماراتِ بادرت بتبني هذه الإستراتيجية، والعمل على تنفيذِها على أرض الواقع في إطار مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإعادة توطين المها العربي في دولة الإمارات وفي مناطقها الأخرى، بدءا بوادي رم الذي يعتبر من أهم المناطقِ التاريخية للمها العربي، على أن يمتدَ المشروع في المراحل القادمة ليشمل العراق وسوريا واليمن. نقلة نوعية من جانبه، توجه حسني أبو غيدا رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالشكر لدولة الإمارات لما تقدمة لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من أوجه التعاون والمساعدات، خاصا بالذكر ميدان الشيخ زايد لسباقات الهجن ومشروع مرسى زايد. ولفت أبوغيدا إلى أن إطلاق المها العربي عبر مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإطلاق المها العربي له أكبر الأثر في إحداث النقلة النوعية والإضافة المطلوبة على قصة إعادة توطين المها العربي. واشتمل المشروع، بحسب أبوغيدا، على إنشاء البنية الإدارية التحتية وتجهيز وتدريب الكوادر الفنية ،البشرية وتسويق وترويج المشروع على النطاق المحلي والاقليمي، بالإضافة إلى دعم المشاريع التنموية في مناطق انتشار المها. وتستضيف الإمارات حاليا أكبر مجموعات المها العربي في العالم، بفضل نجاح برامج المحافظة على هذا النوع وإكثاره في الأسر حيث تبلغ أعدادها نحو 4500 رأس، يعيش حوالي 3500- 3700 رأس منها في محميات وحدائق خاصة في إمارة أبوظبي، أهمها صير بني ياس، حديقة الحيوان بالعين، والوثبة والجرف إضافة إلى أعداد أخرى قليلة لدى هواة جمع الحيوانات النادرة. كما أن مشروع المها العربية الذي تنفذه هيئة البيئة – أبوظبي استطاع أن يحقق نجاحا متميزا للجهود الإستراتيجية التي تبذلها دولة الإمارات لزيادة وتعزيز أعداد المها العربية في الطبيعة. ويصل عدد حيوانات المها العربية ضمن المشروع إلى 152 رأس من المها العربي بعد مضي عامين على إطلاق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ما يزيد عند 98 رأس من قطعان المها العربية في جنوب شرق أبوظبي. إطلاقها في العراق ضمن المرحلة الثانية لمشروع محمد بن زايد المها العربي على مائدة البحث في مؤتمر خليجي الشهر المقبل العقبة (الاتحاد ) - أعلن ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة - أبوظبي في مؤتمر صحفي التأمت أعماله في وادي رم أمس الأول ، على هامش حفل إطلاق عشرين رأساً من المها العربي، عن اجتماع سيعقد في الثامن عشر من الشهر المقبل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي يتناول ضمن أعماله موضوع المها العربي، وبحث الجهود العربية للعناية بها من الانقراض. وأعلن أن العراق سيكون نقطة الانطلاق الثانية لمشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتوطين المها العربي في دولة الإمارات ومناطق انطلاقها، مشيراً إلى أن الهيئة بدأت بدراسة طبيعة المنطقة التي ستشهد الإطلاق، في خطوة نحو استكمال استراتيجية توطين المها العربي في مناطقها التاريخية. وأوضح المنصوري أن عملية نقل الحيوانات إلى المملكة الأردنية الهاشمية تمت بعد إجراء الفحوصات البيطرية للتأكد من خلو المجموعة من الأمراض،وإعطائها التحصينات اللازمة بالتعاون مع حديقة الحيوان بالعين بصفتها أحد الشركاء الرئيسيين في هذا المشروع. ولفت إلى أن المشروع يهدف إلى إيجاد مجموعات طليقة حرة التجوال من المها العربية في منطقة وادي رم عن طريق توفير قطيع متجانس من المها العربية ،من حيث العدد والجنس قادر على التأقلم في المنطقة، والعمل على بناء قدرات فريق عمل المشروع الإدارية والفنية الحالية والمستقبلية. وأكد أن إدارة منطقة رم اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لإنجاح هذا المشروع الريادي،والذي يتوقع أن يكون مثالا ونموذجا يحتذى به للخروج بالمها العربية من دائرة الإكثار داخل الأسر نحو إعادة الإطلاق في الموائل الطبيعية. من جانبه، جدد حسني أبو غيدا رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة خلال المؤتمر شكره لدولة الإمارات التي تعد من أكثر الدول مساهمة في المشاريع الأردنية، مشيرا في هذا الاتجاه إلى مشروع «المعبر» الذي ستنفذه الإمارات في منطقة العقبة الاقتصادية بقيمة 10 مليارات دولار والذي سيساهم في تشغيل الآلاف من الأيدي العاملة ،وبالتالي في التنمية الاجتماعية. يذكر أن دولة الإمارات اختيرت لتكون مقراً دائماً للأمانة العامة للهيئة التنسيقية لصون المها العربي، وذلك خلال الاجتماع التأسيسي للهيئة الذي عقد بسلطنة عمان عام 2000. وتم تشكيل الهيئة التنسيقية لصون المها العربي في الاجتماع التأسيسي الثاني للهيئة لتضم كلا من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان وقطر والأردن. يعود تاريخ حماية المها العربي وإكثاره إلى مطلع الستينات حين أصدر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان توجيهاته بأسر ما تبقّى منها في البرية بعد أن أصبحت على وشك الانقراض، حيث تمّ أسر 4 منها بأمر من سموهّ وتم الحفاظ عليها في حديقة العين، وعقب تطوير جزيرة صير بني ياس ،وتحويلها إلى محمية طبيعية بدأ تطوير برنامج توطين المها العربي في الجزيرة. غمرهم شعور «عودة الروح إلى الجسد» لحظات إطلاق المها تنعش قرائح الشعراء العقبة (الاتحاد) - وحدت اللحظة التي فتح فيها باب السياج إيذانا بانطلاق 20 رأسا من المها العربي وسط جبال رم, نظرات الجمهور الذي فاق عدده المائتين، متابعين خطوات المها السريعة في محاولة لانتهاز فرصة رؤيتها قبل أن تتوارى في صحراء وادي رم. وتبددت لحظات الترقب مجرد أن فتح معالي أحمد محمد البواردي أمين عام المجلس التنفيذي والعضو المنتدب لهيئة البيئة- أبوظبي، والمهندس حسني أبو غيدا رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، باب السياج بحضور وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة وحشد إعلامي من الأردن ودولة الإمارات لرصد اللحظة التاريخية، بحسب ما ذكر بعض الحضور، بينما وصفها البواردي «بشعور الجسد بعودة الروح إليه». وأطلق محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أبياتا من الشعر تغنت بالمها، واصفا الإطلاق بأنه لحظة تسجل في التاريخ، ومرحلة تؤرخ وتؤسس لانتشار المها العربي في المنطقة العربية ككل. من ناحيتهم ثمن وجهاء وشيوخ عشائر منطقة وادي رم إطلاق المها العربي بوادي رم، ورأوا فيها «جهود مثمرة بإعادة رمز من رموز المنطقة التي ارتبطت بها ذكريات الأجداد»، مرددين الشعار الذي يقوم عليه مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتوطين المها العربي في دولة الإمارات وفي مناطقها الأخرى، «أرض الجدود لا تحرموها الوجود». وأثناء لحظات الإطلاق، أكد ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة- أبوظبي أن إطلاق المها العربي في وادي رم خطوة أولى باتجاه إطلاقها في دول أخرى إلى جانب دولة الإمارات بحيث تشمل العراق وسوريا واليمن وبالتالي توطينه في مناطقِه التاريخية. وكان للشعر النبطي حضوره خلال لحظات الإطلاق، ُرددت أبياتا تغنت بجمال المها وعلاقته بالأجداد، كما شكر الشعراء في قصائدهم دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجهودهما في إحياء رمز من رموز المنطقة. وشارك في لحظات الإطلاق مجموعة من أطفال المنطقة المشاركين في مسابقة راعي الوضيحي، (والوضيحي أحد أسماء المها العربي)، حيث تقوم فكرة المسابقة على تنمية الوعي البيئي لدى الجيل الجديد بأهمية هذا الحيوان وعلاقته مع المنطقة وتاريخها. ويعتبر المها العربي من أكبر الثدييات الصحراوية الموجودة في المنطقة العربية وهو جزء مهم من التراث العربي عبر التاريخ بدءا من تواجده بكثرة في الجزيرة العربية حتى بداية القرن العشرين حينما بدأ ينقرض من بيئته الطبيعية نتيجة الصيد الجائر أو تدهور بيئته الطبيعية. وللمها العربي خصائص فريدة من نوعها مكنته على مر العصور من التعايش والتأقلم مع الظروف المناخية ومن أهم خصائصه لونه الأبيض الذي ساعده في التغلب على حرارة الشمس الحارقة ولكن هذا اللون الأبيض أصبح نقمة على المها حيث أصبح من السهل جدا مشاهدته ومطاردته بهدف صيده. ومن الخصائص التي يتميز بها المها العربي وجود قرنين يتراوح طولهما من 60-75 سم وتستخدم هذه القرون كسلاح ضد الأعداء وفي القتال ما بين الذكور، واهم ما يميز جمال المها العربي عيونه والبقع الداكنة المسودة-المزرقة على الأنف وحول العينين. وتتغذى المها على الأعشاب والنباتات الصحراوية، وهي لا تعتمد في غذائها على نوع واحد من النباتات، بل على عدة أنواع، وفي موسم الجفاف تتغذى على النباتات العصيرية التي بها نسبة كبيرة من الماء وذات قيمة غذائية عالية، وكذلك على جذور النباتات البرية، لذا تقوم بالحفر بحثاً عن هذه الجذور. كذلك تستطيع المها شأنها شأن سائر حيوانات الصحراء أن تبقى دون تناول الماء عند الضرورة لفترة طويلة مكتفية بالسوائل الموجودة في النباتات والأعشاب التي تأكلها، وتجدر الإشارة إلى أن المها تحتاج إلى كميات بسيطة من الماء (حوالى 2 – 4% من وزنها). وكانت المها العربي تنتشر قديما في الصحارى، وفوق الكثبان الرملية، والموائل البيئية الجافة عبر شبه الجزيرة العربية. وبحلول الستينيات من القرن العشرين انتشرت السيارات والأسلحة النارية، وانحسرت المها العربي، وتبعثرت إلى مجموعات صغيرة في جنوب شبه الجزيرة العربية. وكان عدد القطيع في شبه الجزيرة العربية خلال الثمانينيات 150 رأساً، وأعيد توطين البعض الآخر داخل المحميات في شبه الجزيرة العربية. وبفضل هذه الجهود أصبحت القطعان التي أمكن تجميعها في مكان واحد بداية لحملة عالمية ناجحة لإكثار الحيوان وهو في الأسر حتى وصلت أعداد المها الآن إلى عدة آلاف تعيش في المحميات وحدائق الحيوان وفي مراكز البحوث في أماكن مختلفة من العالم.
المصدر: العقبة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©