الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انخراط أوروبي في بحر جنوب الصين

8 يونيو 2016 23:16
انخرطت فرنسا في الجدل المحتدم حول بحر جنوب الصين، داعيةً إلى تسيير مزيد من الدوريات البحرية الأوروبية في ممر بحري متنازع عليه في قلب نزاع محتدم بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين. ففي كلمة ألقاها في مؤتمر أمني من ثلاثة أيام في سنغافورة، دعا وزير الدفاع الفرنسي «جون إيف لودريان» القوات البحرية الأوروبية إلى أن يكون لها وجود «منتظم وواضح» في المنطقة من أجل حماية قانون البحار وحرية الملاحة. وقال في هذا السياق: «إذا كنا نريد احتواء خطر نزاع، فعلينا أن ندافع عن هذا الحق، وندافع عنه بأنفسنا». وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الفرنسي لم يشر إلى الصين بالاسم، إلا أن تصريحاته مثلت انتقاداً مبطناً لبكين التي تستمر في عمليات تجريف واسعة وبناء منشآت عسكرية على جزر اصطناعية في بحر جنوب الصين. وقال «لودريان» للمؤتمر الأمني، المعروف بـ«حوار شنجريلا»، الذي استضافه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «إذا لم يتم احترام قانون البحار في بحر جنوب الصين اليوم، فإنه سيهدَّد غداً في المنطقة القطبية الشمالية، وفي البحر الأبيض المتوسط، وفي أماكن أخرى». ويمثل موقف فرنسا أحدث مقاومة دولية لتكتيكات الصين في الممر المائي الاستراتيجي الذي تمر منه سنوياً ما يعادل أكثر من 5 تريليونات دولار من السلع. وقد جمع مؤتمر سنغافورة دبلوماسيين ومسؤولين دفاعيين رفيعي المستوى من المنطقة وخارجها من أجل مناقشة التحديات التي تواجه آسيا، خاصة النزاع المتصاعد حول مطالبات الصين بكل بحر جنوب الصين تقريباً. وقد دافعت بكين عن سياستها في المؤتمر واتهمت واشنطن بالتدخل في المنطقة، ولكن الصين تعرضت لانتقادات غير مباشرة من بلدان أخرى، كما وجّه إليها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر تحذيراً واضحاً في خطاب له في المؤتمر يوم السبت الماضي، قائلاً إن الصين ستواجه «أعمالاً» أميركية غير محددة إنْ هي حاولت استصلاح أراض في منطقة سكاربورو البحرية الضحلة قبالة سواحل الفلبين. ويوم الأحد، حث وزير الخارجية الأميركية جون كيري الصين، أثناء كلمة له عشية قمة مهمة هذا الأسبوع مع بكين حول المواضيع الاقتصادية والأمنية، على الامتناع عن إعلان منطقة دفاع جوي فوق بحر جنوب الصين، معتبراً أن القيام بذلك سيمثل «عملاً استفزازياً ومزعزعاً للاستقرار». ومنذ أن بدأت تعلن مطالباتها بشعاب مرجانية وصخور في بحر جنوب الصين والدخول في نزاعات مع بلدان أخرى حول حقوق الصيد، تسعى بكين إلى إبقاء النزاع بعيداً عن «التدويل»، مفضِّلة التعامل مع جيرانها الأصغر كل واحدة على حدة. كما تعمل الصين بانتظام على إبقاء نزاعات بحر جنوب الصين بعيداً عن أجندة الاجتماعات نصف السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» التي تضم الكثير من البلدان التي تجمعها نزاعات مع بكين، خاصة الفلبين وفيتنام. ولكن مشاكل السيادة على هذه الجزر، إضافة إلى نشر الصين عدداً متزايداً من سفن خفر السواحل، وقوات بحرية يتم تحديثها بشكل سريع، وعمليات البناء على شعاب مرجانية تم استصلاحها.. كلها عوامل دفعت الكثير من بلدان جنوب شرق آسيا تلك إلى التقرب أكثر من الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، فإن واشنطن أنهت مؤخراً حظراً على مبيعات الأسلحة الأميركية لفيتنام، كما ضاعفت علاقاتها الدفاعية مع الفلبين. ولكنّ بلداناً آسيوية أخرى تشعر بالقلق إزاء أنشطة الصين أيضاً. فالعام الماضي، أعلنت اليابان أنها ستبحث إمكانية تنفيذ دوريات بحرية في بحر جنوب الصين، على الرغم من أن لدى طوكيو وبكين نزاعهما المحتدم الخاص بهما في بحر شرق الصين. وهذا العام، أصبحت الهند أكثر جهراً بشأن التحدي الذي تطرحه الصين بالنسبة لحرية الملاحة البحرية في غرب المحيط الهادي. واليوم، ومع التصريحات الفرنسية، أخذت حتى الدول الأوروبية تدعو إلى رد أكثر قوة على التجاوزات الصينية. ذلك أنه بالنسبة لفرنسا وأوروبا، فإن الأمر لا يتعلق بحماية المصالح التجارية والاقتصادية في المنطقة فحسب، يقول لودريان، ولكن أيضاً بحماية النظام الدولي وحكم القانون. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©