الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معادلة بسيطة

3 ابريل 2018 00:10
ظهرت خلال الفترة الماضية بين الشباب العربي موجة من الإلحاد تحدث فيها وعنها الكثيرون، ولكن البعض رأيه أنها ليست موجة إلحاد بقدر ما أنها موجة «احتجاج» ضد استخدام البعض الحلال والحرام كأداة للسيطرة على الناس، وتطور الوضع ليخرج لنا «داعش» وأمثالها في معظم المذاهب الإسلامية، فلا يعترفون برأي العلماء ولا بالقوانين الإنسانية التي «تسير» أمور المجتمعات، فكفروا الجميع ونسوا أن المسائل الفقهية «آراء واجتهادات بشر» يختلف ويتفق فيها العلماء وهي بذلك رحمة، لكنهم جعلوا الرأي رأيهم والتكفير والذبح منهاجهم، مما تسبب في توقف مسائل «الاجتهاد الفقهي» في عالم «يتطور بشكل سريع» فيبحث المسلم عن ما يعينه في دنياه فلا يجد إلا التشديد والتحريم والتكفير. وتحدثت دار الإفتاء المصرية عن أن أبرز الأسباب التي تدفع إلى الإلحاد هي ممارسات الجماعات الإرهابية، وتغلغل «الإسلام السياسي»، بحيث استخدمت بعض القوى الدين «كجسر» لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصالح المسلمين عامة، والكثير من حالات إلحاد الشباب لا يجدي معها الحوار، لأن أصل المشكلة ليس «دينياً أو عقلياً» وهذا ما يجعل الملحد يكثر من الجدال ليس للبحث عن الحقيقة، ولكن «لتحقيق انتصار» على الرموز الدينية، فهؤلاء مثل «داعش» ولكنهم في الجهة المقابلة، وهنا نسأل أين علماء الدين من هذا كله فالدواعش والملحدون شباب خرجوا من مجتمعاتنا ويستخدمون أحدث أدوات العصر و«التواصل الاجتماعي» بأسلوب عاطفي مؤثر من أجل نشر معتقداتهم الضالة، في حين يريد مشايخنا من الملحدين والدواعش أن يحضروهم إلى مجالسهم ومساجدهم للرد عليهم بنفس الطريقة والمفردات المستخدمة من قديم الزمان «فمن في اعتقادكم يكسب»؟، كذلك يتذمر بعض المشايخ وطلاب العلم من دخول غير المتخصصين في علوم الدين، فأين «رجل الدين المستنير» الذي يفهم في الدين فينقل معانيه بمصطلحات ومفاهيم وأدوات عصرنا الحالي، ويفهم معنى أن الدين «معاملة» مع المسلم وغير المسلم من دون «غش وكذب أو ذبح» كذلك يستوعب المجادلة «بالتي هي أحسن» ولا يجبر الناس على الهداية «لان الله يهدي من يشاء» فرجل الدين المستنير «مطلب» من مطالب هذا العصر الذي يذكرنا بأن «الأديان نزلت من أجل الإنسان.. ولم يخلق الإنسان من أجل الأديان»، وهذه هي المعادلة ببساطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©