بغداد: لا حرية حركة أميركية في العراق ضمن الاتفاقية طويلة المدى

أكدت الحكومة العراقية أمس أن الاتفاقية الاستراتيجية طويلة المدى المزمع إبرامها مع الولايات المتحدة لن تعطي القوات الأميركية في العراق حرية الحركة وأن اي تحرك سيكون مشروطاً بموافقة السلطات العراقية· في وقت جدد التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، التظاهر بعد صلاة الجمعة في بغداد والكوفة لإعلان رفضه توقيع الاتفاقية· وقال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح: ''اذا توصلنا الى اتفاقية مع الولايات المتحدة فان أي تحرك عسكري اميركي يجب أن يكون ضمن موافقات عراقية وقرارات عراقية وبالتشاور مع الجانب العراقي''، وأضاف ''كان هناك طلب اميركي ان تستمر الحالة الان على ما هي عليه لكن الجانب العراقي رفض·· هذا شيء استطيع ان اؤكد عليه دون تردد·· لن تكون هناك حرية مطلقة للجانب الاميركي في التحرك''· وبموجب الاتفاقية سيتم وضع الاطر العامة لتحديد العلاقات الثنائية بين البلدين على المدى الطويل وتشمل اتفاقاً منفصلاً حول وضع القوات يحدد قواعد وإجراءات الحماية التي ستحكم النشاط العسكري الاميركي في العراق وهو الجزء الأهم في الاتفاقية ككل· وقال صالح: ''إن الهدف من الاتفاقية استثمار الدعم الأميركي لمساعدة العراق ومعاونته لحماية وتعزيز سيادته''، وأضاف ''كنا نتمنى أن تستكمل بناء القدرات الامنية العراقية بأقصر وقت لكننا مازلنا بحاجة الى وجود قوات اجنبية لمساعدتــــنا وبحاجــــة الى دعم دولي''· وكان السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر المتواجد في واشنطن حالياً للتشاور مع حكومته حول الاتفاقية قد أكد في مؤتمر صحفي أنه لن تكون هناك صفقات سرية في إطار الاتفاق وأن واشنطن لا تريد قواعد دائمة في العراق· فيما قال صالح إن اي اتفاق يتم التوصل اليه سيعرض على البرلمان، وأضاف ''لا يمكن للقيادة السياسية في البلد أن تذهب منفردة في هذا الموضوع''· وقال كروكر إن أي اتفاق إطاري استراتيجي طويل الأجل مع العراق سيحترم سيادة البلاد، وأضاف في إيجاز صحفي ''لن تكون هناك اية بنود او ملاحق او بروتوكولات سرية مهما كانت وستكون هذه عملية تتمتع بالشفافية''· ورفض تلميحات بان واشنطن تريد وجوداً عسكرياً دائماً في العراق وانها تتفاوض حول عشرات القواعد طويلة الأجل في انحاء البلاد· وقال: ''نحن لا نسعى للحصول على قواعد عسكرية دائمة في العراق·· هذا غير صحيح بالمرة·· كما اننا لا نسعى للسيطرة على المجال الجوي العراقي وهذه أسطورة اخرى''· الى ذلك، تجمع انصار الصدر بعد صلاة الجمعة في مدينة الصدر شرق بغداد وحمل المئات منهم أعلاماً عراقية ورايات ولافتات قالت إحداها ''الاتفاقية الأمنية اسوأ من الاحتلال'' واعتبرت أخرى ''الاتفاقية الأمنية إعلان حرب ضد الشعب العراقي''، ووسط الهتافات أحرق عدد من المتظاهرين علماً اميركياً ودمية تمثل بوش· وفي الكوفة جنوب بغداد حيث خرج حشد كبير من أنصار تيار الصدر في الشارع وهم يحملون لافتات قالت احداها ''لن يكون العراق مستعمرة اميركية'' و ''لن نسمح أن يتحول العراق الى ضيعة أميركية''· وقال الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي ''إن الاتفاقية مرفوضة لانها تأتي علينا بالذل والهوان''· وأوضح ان موقف بعض السياسيين بان هناك نقاطاً تمس السيادة الوطنية مرفوض مضيفاً ''هل سنتبع من يرفض الاتفاقية بكل تفاصيلها ام من يحاول تزويق وتعديل وإضافة بعض النقاط الجديدة عليها ؟''· وتابع قائلاً: ''علينا الا نقع في المحظور ولنرفضها جملة وتفصيلاً''· وفي كربلاء تظاهر ايضاً أنصار التيار الصدري وهم يحملون اعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها ''كلا كلا اميركا'' و''كلا كلا اتفاقية''· وقال حسين الكربلائي مدير مكتب الصدر في كربلاء ''نرفض أي اتفاقية مع الجانب الاميركي كما هو موقف المرجعية الدينية التي رفضت الاتفاقيات التي تنال من مصالح وسيادة الشعب العراقي''· فيما قال حسن الحسيني مدير مكتب التيار الصدري في البصرة: ''لا نرضى بالاتفاقية حتى خروج آخر جندي اميركي من البلاد''· ودعا الخطيب السني حارث العبيدي أمام العشرات من المصلين في بغداد كذلك العراقيين جميعاً إلى التعبير عن آرائهم بحرية على الاتفاقية العراقية الأميركية· وقال ''إنه من حق الشعب العراقي أن يقول كلمة الحق بكل حرية وصراحة في الاتفاقية التي يجرى الإعداد لها حالياً، لا أن تملي عليه الأفكار، ولا أن يجبر على قول كلمة معينة، بل عليه قول الكلمة التي يرتضيها بحرية التي تحفظ كرامته ودينه وبلده ومقدرات وثروات بلده''·