السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دارين قصير تستحضر صور الرجل والمرأة في «أرى الفرح بدمعتين»

دارين قصير تستحضر صور الرجل والمرأة في «أرى الفرح بدمعتين»
30 يوليو 2009 03:33
في مجموعتها «أرى الفرح بدمعتين» الصادرة مؤخرا عن دار كنعان في دمشق تدخل الشاعرة اللبنانية دارين قصير الشعر من باب مشاعر الأنثى وهواجسها، فتفتح أبواب قصيدتها لكل ما يهب من رياح الأنثى في علاقتها مع العالم من حولها، وخصوصا العلاقة الأبدية ذكر/ أنثى، أو بعض تمثيلات هذه العلاقة: رجل/ امرأة شهرزاد/ شهريار، فترسم من هذه الثنائيات قصيدة من صور وتكوينات تنطوي على قدر من الدهشة. يقدم الشاعر والصحافي سامح كعوش لمجموعة دارين قصير بالقول «صوت الشعر يقوله الهامس والناعس والراقص، فالأول يسكن في العمق منه، ينتشي بعالمه الليلي ويغرق سابحا في الضوء، أما الثاني فيقع في الإلهام بكتابته والإيحاء بخيالاته.. أما الثالث فهو الواقع في تفاعيله ليغنيه على الملأ وينتشي بالموسيقى محتفلا بالقصيدة كأنها شمس لعينيه. وتقول الشاعرة دارين قصير في مقطع من القصيدة التي تحمل المجموعة عنوانها: أرى الفرح بدمعتين لحرية أمتلكها كفرح بعيني فتاة تزور مصففا للمرة الأولى تصرخ فرحا دهشتها لامست غيم ألمي وفي مجموعتها هذه تستحضر قصير صور الرجل والمرأة في علاقة تبدو متعددة الزوايا والجوانب، ولكن الطاغي عليها قدر من الحميمية والتقارب، رغم ما تظل تعانيه الأنثى من عذابات وهموم تمتزج برؤية النقاء والحب كقولها «يرمي همه بقلبي صوته اليوم أنقى هو أكثر خبثا». أما قصيدتها الأولى «بلورة ماسية» فترسم فيها صورة العاشق المتشبث بها «رفعتني كبلورة ماسية في وجه السماء ناديتني أيتها العاشقة المتكورة في رحم الفراغ تشدينني إليك كطفلك». وتبلغ مع هذا العاشق مرحلة صوفية من العشق بمفردات صوفية خالصة ربما تلخصها عبارتها «حين الأبيض يغطينا نغرق معا في عالم الكشف». ولرسم صورها اليانعة تستحضر الشاعرة الروائح والألوان والمشاهد البصرية المختلفة، وتحضر هنا رائحة العاشق وصوته وصفاته، كما تحضر عناصر الطبيعة في مقابل الحياة اليومية العابرة، وهي تصف العالم الذي تريد أن تطير إليه أنه عالم بلا بشر «عالم فيه انهمار الألوان زخرفناها لوجه ليلنا نرسم لها أحلامنا عالم لا يوجد فيه إلا شجرة واحدة نسكن ظلها نستمع لزقزقة عصافيره. ومع استحضارها لعوالم الخراب والمأساة في العراق والقدس ولبنان، فهي في الآن نفسه تتشبث بأن تبحث «عن قصائد جديدة لشعراء الحب»، ولا تمر قصيدة دون مفردات الحب والشوق والعشق في صورة ما جديدة في كل مرة، حتى «رائحة التبغ» الذي يدخنه العاشق تصبح بؤرة من الحب التي تذوب فيها العاشقة. ويلفت في المجموعة استخدام لغة الحوار مع الآخر/ الرجل بقدر كبير، حيث صيغة المخاطب هي الغالبة، ولن لغة البوح والاعتراف تحضر أيضا بكثافة، ما يخلق مناخا من التنوع على مستوى اللغة، في موازاة التنوع على صعيد الصورة الشعرية، تقول «قل لهم: إنني مررت من هنا وخططت بأناملي جسدك ورسمت بشغفي تاريخ العشق قل لهم: إنك حبيبي وإن غيبتنا الحياة». وفي عناوين المجموعة ما يحيل إلى الحياة ومفرداتها، بدءا من عنوان المجموعة وما يحمله من فرح، مرورا بعناصر تتمثل في الحب والمطر والحلم والخضرة والتحليق وشبق الأرض والأغنيات، وسواها. ومن قصيدة «تحليق» نقرأ: حلقت مع الغيوم اعتليتها سرت في الطرقات.. شعري تناثر مع كل نسمة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©