حفل مسرحي وموسيقي وتراثي في دبي

أقيمت على مسرح الشباب للفنون مساء أمس الأول احتفالية فنية اشتملت على أداء مقطوعات موسيقية وعرض مسرحي وعرض من الفنون الشعبية التراثية. ونظم الاحتفالية مسرح الشباب للفنون في ختام ورشة التمثيل وختام الأنشطة الصيفية الموسيقية والمسرحية والتراثية للعام 2009 التي أقيمت بين الأول من يوليو والثامن والعشرين منه، وحضر الاحتفالية بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وحشد من الفنانين والمهتمين. في البداية قدمت فرقة تتكون من ثلاثة عشر شابا وشابة مقطوعات موسيقية من أغاني لفيروز وعبد الحليم حافظ، وكانت هذه المجموعة تلقت تدريبا خلال دورة للموسيقى بإشراف أستاذين متخصصين هما إدوار كاظم وهاشم سعدون، حيث تدربوا على آلات الكمان والأورج والعود والكونترباس. بعد ذلك شاهد الجمهور عرض مسرحية «مملكة للبيع» وهي نتاج الورشة التي أشرف عليها كل من إبراهيم سالم الذي قدم دروسا عملية في فن التمثيل، والمخرج عبد الله صالح الذي قدم دروسا في فن الارتجال والتخييل. والمسرحية قائمة على نص للكاتب المصري ممدوح الشيخ، وأعدها وأخرجها عبد الله صالح. وشارك في التمثيل فريق الشباب المشارك في الورشة وهم اثنا عشر شابا وفتاة. المسرحية تعرض حكاية ملك (قام بدوره محمود حسن القطان) يعرض مساحات من بلاده للبيع كي يستمر في مملكته، بناء على نصيحة من مستشاره (جاسم إسماعيل جاسم) الذي يقنعه أن قبيلة مجاورة سيطرت على جزء من أرض المملكة ولا بد من التفاوض معها لدفع ثمن هذه الأرض، وفي الأثناء تعترض ابنة الملك (أصالة سيد أحمد) وتعاتب والدها على هذا السلوك. هي علاقة الحاكم بأرضه وشعبه. زمن العرض يجري خلال عشرين دقيقة تقريبا، ويتم في فصل واحد موزع على مشاهد عدة يفصل بينها فاصل من التعتيم والموسيقى، ومن المشاهد المؤثرة في العلاقة بين الملك وحاشيته ومن يحيط به، وينطوي بعض المشاهد على روح الفكاهة والسخرية، كما هو الحال في علاقة الملك بالشاعر (قام بالدور إبراهيم موسى أحمد) الذي يطلب لقاء ويدخل عليه بعد مماطلة، وما إن يبدأ بإلقاء قصيدته (وهي قصيدة شهيرة) حتى يوقفه الملك بطريقة هزلية. وهناك مشاهد حلمية تبدو فيها إحدى الممثلات وهي تقدم صورة رمزية للأرض. في هذا العرض يجري التركيز من المخرج على أدوات الممثل ومدى استجابته للنص، كما يبرز إمكانيات الممثل الهاوي في تقديم شخصية مقنعة. وقد برزت في العرض البساطة في استخدام الديكور والإكسسوارات، فقد اقتصر الديكور على الكرسي العريض الذي يمثل عرش الملك، بينما كان هناك اهتمام جيد بالملابس، وخصوصا ملابس الملك وابنته. وفي ختام العرض تحدث المخرج عبد الله صالح لـ «الاتحاد»حول اختياره لهذا النص وإعداده وتقديمه فقال «جاء اختيار نص ممدوح الشيخ بناء على عوامل أساسية أهمها عدد الشخصيات التي ينطوي عليها، فهو مناسب لعدد الشباب المشاركين في الدورة، وحاولت من خلاله العمل على الكشف عن الحالات والإمكانيات التي يمكن للممثل أن يشكلها ويجسدها، وأنا دائما أختار في كل دورة نصا يناسب قدرات وعدد أعضاء الفريق الذي أقوم بتدريبه». وحول مستوى العرض ومدى رضاه عن فريق الممثلين الشباب يقول « في البداية أقول إنني راض إلى حد بعيد عن عمل غالبية الشباب، لكنني أشير إلى أن تأخيرا تم في بدء الورشة، فبدلا من أن تبدأ في الأول من يوليو تم تأجيلها إلى الرابع منه، وبدلا من أن تستمر حتى السادس من أغسطس جرى تقديم العرض إلى اليوم الثامن والعشرين، وهكذا لم نأخذ الوقت الكافي، كما تجدر الإشارة إلى ظروف الصيف والسفر والامتحانات وتأثير ذلك على عملنا في الدورة.