الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جرحى «المسيرة» يتوعدون بالعودة

جرحى «المسيرة» يتوعدون بالعودة
2 ابريل 2018 23:27
غزة (أ ف ب) يتألم الفتى باسل الحلو، وهو يتقلب على سرير المستشفى بينما ثبت الأطباء جسراً من البلاتين على ساقه اليمنى التي أصيبت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال احتجاجات على حدود قطاع غزة. وبعد أيام من إصابته التي قد تحتاج وقتاً طويلاً قبل أن يتعافى منها، يقول الفتى ابن السادسة عشرة «لا شيء نخسره، سأشارك من جديد»، بينما تضع والدته الجالسة بجواره كفيها على رأسها وتبتسم فخورة به. باسل واحد من عشرات آخرين يرقدون في مستشفى الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، ويحيط بهم أفراد عائلاتهم، وهم يوزعون الحلويات على الزائرين احتفاء بسلامتهم. ويقول باسل الذي أصيب على الحدود الشرقية لمدينة غزة الجمعة «مسيرة العودة الكبرى كانت سلمية. ذهبت لأتفرج وأتضامن. لم أتوقع أن يطلقوا النار علينا بهذه الطريقة». وتابع «كنت بعيداً عن الحدود، فجأة بدأ إطلاق نار عشوائي وكثيف، وأصيب كثيرون أمامي، من بينهم صديقي، قمت لأساعده فأصبت في ساقي». وتقاطعه والدته (36 عاماً) متسائلة، «المسيرة كانت سلمية لماذا أطلقوا النار عليه؟ لم يكن يحمل سلاحاً أو حتى يلقي حجارة». وتشير إلى أنها شاركت أيضاً في المسيرة، «ذهبنا للاحتجاج على الحدود لنقول لهم إن الوضع لم يعد يطاق، غزة منهارة ومدمرة، وحقنا في العودة لن يسقط». وطرحت منظمات حقوقية أسئلة حول استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، فيما اتهم الفلسطينيون جنود الاحتلال بإطلاق النار على متظاهرين مدنيين لا يشكلون خطراً داهماً. ألا أن الجيش دافع عن جنوده، مؤكداً أنهم اضطروا إلى إطلاق النار على متظاهرين كانوا يلقون الحجارة وقنابل المولوتوف والإطارات المشتعلة باتجاه الجنود، مضيفاً أن بعضهم حاول تحطيم السياج واختراق الحدود ودخول الأراضي الإسرائيلية. وفي غرفة مجاورة لغرفة باسل، يرقد الفتى علي الزير (15 عاماً) على سرير، بينما يتدلى أنبوب لتصريف الدم الفاسد من صدره إثر عملية جراحية أجريت له بعد إصابته برصاصة إسرائيلية أحدثت كسرين في عظام القفص الصدري. وتشرح والدته أم محمد (43 عاماً) وعلي أحد أبنائها التسعة، «شارك زوجي وأبنائي في المسيرات، لكنها كانت سلمية، أكثر ما توقعته أن يتم تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع». وفي قسم آخر من المستشفى، يفخر الجريح شادي يس (28 عاماً) بأنه كان يحاول أن يغرز العلم الفلسطيني بالقرب من السياج الفاصل مع إسرائيل. ويقول «كنت في الواجهة، كنت أحاول أن أضع العلم الفلسطيني بالقرب من السلك الفاصل، اعتدنا على ذلك ولا نخاف من أحد هذه أرضنا». ويؤكد الشاب، وهو أب لطفلة تدعى غزل، عمرها خمس سنوات، كانت تقف بجوار سريره، «سأذهب مجدداً إلى المسيرات». وعلى الرغم من أن ذروة الغضب كانت الجمعة، واصل مئات الفلسطينيين التظاهر على الحدود مع إسرائيل يومياً هذا الأسبوع. ومساء الأحد، اقترب بضع مئات من الفتية حتى مائة متر من السياج الحدودي، ففرقهم الجيش بالغاز المسيل للدموع. وعلى بعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل، يقول هاني المصري (58 عاماً) الذي افترش الأرض المغطاة بالأعشاب، وجلس مع زوجته يشربان عصير الليمون المثلج فيما كان الجنود يطلقون الغاز والرصاص أحياناً «لا كهرباء، لا فرص عمل، الجلوس هنا أفضل من البيت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©