الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سيف البحر» أول سرية بقيادة حمزة.. تهاجم تجارة قريش

«سيف البحر» أول سرية بقيادة حمزة.. تهاجم تجارة قريش
8 يونيو 2016 18:43
القاهرة (الاتحاد) كانت عادة قريش أن تذهب بتجارتها إلى الشام لتبيع وتشتري، ويسمى الركب السائر بهذه التجارة عيرا، يسير معها لحراستها كثير من أشراف قريش، وكان طريقهم إلى الشام يمر على المدينة، فرأى النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يصادر تجارتهم ذاهبة وآيبة، ليكون في ذلك عقاب لهم على إخراجهم لهم من ديارهم، وما أخذوه من أموالهم،، فيكون ذلك أدعى لخذلانهم في ميدان القتال، حيث نزل قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، «سورة الحج: الآية 39». الإذن الإلهي بعد أن نزل الإذن الإلهي بقتال المشركين، وكان مشركو قريش قد أخذوا في تهديد المسلمين والمهاجرين بالمدينة، فجاء الإذن بالقتال لرد هذا العدوان. قال ابن كثير في «السيرة النبوية»، وفي الرابع من رمضان في السنة الأولى عقد رسول الله، صلى الله عليه وسلم أول لواء في الإسلام ودفعه إلى عمه حمزة، فلما وصلوا إلى منطقة «سيف البحر»، «قريباً من ينبع»، وكان أبيض، وكان حامله أبا مرثد كناز بن حصين، بعث النبي، حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ومعه ثلاثون رجلاً من المهاجرين، لاعتراض قافلة قريش بقيادة أبو جهل بن هشام ومعه 300 راكب من أهل مكة قادمة من الشام، فكاد أن يحدث بينهم القتال لولا تدخل رجل من كبار رجالات جهينة يدعى ابن عمرو الجهني الذي كان حليفاً للفريقين، فقام بالمفاوضات حتى تمكن من النجاح في مساعيه السلمية، فلم يكن بينهم قتال. هكذا انتهت سرية سيف البحر، ولكن آثارها وصداها بلغ مبلغاً عظيماً أثر في أهل مكة وقلبت حساباتهم، وهز اقتصادهم، وهزت كيان قريش . رسالة موجعة لقد كانت رسالة موجعة جعلت صنديدهم الأكبر أباً جهل يقول يا معشر قريش، إن محمدا قد نزل يثرب وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئاً، فاحذروا أن تمروا طريقه، وأن تقاربوه، إنه حنق عليكم، والله إن له لسحرة، ما رأيته قط ولا أحداً من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين. أما المسلمون، فقد كانت نتائجها عليهم إيجابية، وأعطتهم بعداً من الثقة بالنفس والجرأة على عدوهم، الذي استطاعوا ولأول مرة الوقوف في وجهه بقوة. لقد أضحى الموقف بين النبي، صلى الله عليه وسلم، وبين مشركي قريش موقفاً عسكرياً بعد أن كان دعويا يتخذ من العرض السلمي أسلوبا له، لإفساح المجال أمام دعوة الله في الأرض، لتعيد العباد إلى الله، وإسعادهم بمنهجه في دنياهم وآخرتهم، وقد أضحى المشركون بمكة بمثابة قطاع طرق يصدون الناس عن الأوبة إلى الله، بعد أن أخرجوا المسلمين من ديارهم . وفرق العلماء بين السرية والغزوة، فالمعركة التي يقودها النبي، صلى الله عليه وسلم أو يشترك فيها تسمى غزوة، أما التي يرسل لها أحد أصحابه فتسمى سرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©