السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرفاعي» مسجد عتيق.. ومدفن ملكي

«الرفاعي» مسجد عتيق.. ومدفن ملكي
8 يونيو 2016 18:42
مجدي عثمان (القاهرة) عهدت خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل في سنة 1869، إلى حسين باشا فهمي المعمار وكيل ديوان الأوقاف بوضع تصميم لبناء مسجد كبير ومدافن للأسرة المالكة، وقبتين للشيخين علي أبو شباك ويحيى الأنصاري، وقد أشرف على التنفيذ خليل أغا، وبعد أن ارتفع البناء نحو مترين عن سطح الأرض توقف عام 1880 لإدخال تعديلات على التصميم، حتى حالت وفاة خوشيار عام 1885 دون إتمام البناء وتم دفنها بالجزء البحري للمسجد. توقف البناء وظل البناء متوقفاً لمدة ربع قرن حتى تولَّى الخديو عباس حلمي الثاني عرش مصر، وفي سنة 1905 كلف هرتس باشا رئيس لجنة حفظ الآثار العربية ومساعده الإيطالي كارلو فيرجيليو سيلفايني بإكمال بناء المسجد فحاول إتباع تصميم حسين باشا المعمار، وأبقى على فكرته الأصلية في بناء ضخم يتناسب مع ضخامة مسجد السلطان حسن، أما أعمال الزخرفة فقام بتصميمها هرتس باشا نفسه وأنهى العمل فيه عام 1911م، وافتتح للصلاة يوم الجمعة أول محرم العام 1330ه/‏‏‏1912م، وبذلك استغرق بناء المسجد 43 عاماً، وبلغت تكاليفه 132.500 جنيه، إضافة إلى ثمن الأبسطة والثريات والمشكاوات الزجاجية وأجور الأيدي العاملة المصرية. ويذكر المقريزي أن مسجد الرفاعي كان يشغل جزءاً من أرضه، مسجد بُنيَّ في العصر الأيوبي عرف باسم «مسجد الذخيرة»، والذي يقع تحت قلعة الجبل بأول الرميلة تجاه مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاوون، وأنشأه ذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة والحسبة سنة ست عشرة وخمس مئة. سوق السلاح وقد سُمي مسجد الرفاعي نسبة إلى «أحمد عز الدين الصياد الرفاعي» حفيد الإمام أحمد الرفاعي الذي ولد بالعراق، ووفد والده على مصر سنة 683 ه، وتزوج حفيدة الملك الأفضل أحد أمراء المماليك في عهد السلطان المنصور سيف الدين قلاوون ابن صلاح الدين الأيوبي، فأنجب منها ولده «علي أبي الشباك» إلا أنه رحل قبل أن يراه، فقامت أمه برعايته حتى كبُر واتخذ طريق الصوفية عن جده وجعل من سكن أسرته في سوق السلاح مقراً للطرق الرفاعية. وشيَّد مسجد الرفاعي على مساحة 6500 متر مربع، منها 1767 متراً أعدت للصلاة، وباقي المساحة للمدفن الملكي. وقد بُني على الطراز المملوكي الذي كان سائداً في القرنين الـ 19 و20، وتم استيراد مواد البناء المستخدمة من أوروبا، وقبل انتهائه دفنت فيه خوشيار هانم وبعدها ابنها الخديو إسماعيل. وللمسجد ثلاثة مداخل أحدها الواقع في منتصف الوجهة الغربية - الباب الملكي - وهو مدخل مرتفع تكتنفه أعمدة وتغطية قبة ذات مقرنصات ويكسو جوانبه وأعتابه رخام مختلف الألوان، والمدخلان الآخران يقعان في الوجهة القبلية ويكتنفها برجان أقيم عليهما مئذنتان بنيتا على طراز المآذن المملوكية. زوايا ذهبية ويقع الباب الرئيس للمسجد في الجهة الغربية ومنه إلى حجرة تعلوها قبة زواياها الخشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها باب يؤدي إلى حجرة مدفون فيها الشيخ علي أبي شباك وحجرة ضريح الشيخ علي الأنصاري، بينما يقع محراب المسجد وسط الجدار الشرقي، وهو مكسو بالرخام الملون وتكتنفه أربعة أعمدة رخامية، وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس ويعلوه شريط من الكتابة بالخط الثلث «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها»، وفي مقابل المحراب، دكة من الرخام الأبيض للمؤذنين ترتكز على أعمدة وإلى جانبها كرسي المصحف ويحمل تاريخ صنعه 1911. جدران المسجد وقد كسيت جدران المسجد جميعها والدعائم بالرخام أما الأعمدة، فكلها من الرخام المستورد من تركيا، وإيطاليا، وألمانيا، وبلجيكا، والجزء الأكبر منه مقطوع من محاجر بني سويف، وخاصة الأخضر منه، وبالمسجد منبر وكرسي للمصحف مصنوعان من خشب الساج الهندي بطريقة الخرط والحشوات المجمعة المطعمة بالعاج والصدف والأبنوس، وتحيط بجدران المسجد بخاريات مذهبة منقوشة. وعلى الجانب الشمالي توجد ستة أبواب، منها أربعة تؤدي إلى حجرات الدفن لذرية خوشيار هانم من أمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل اثنان منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية أربعة قبور لأبناء الخديو إسماعيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©