الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعدما سئموا الحرب.. أفغانستان تعيد عناصر طالبان من باكستان

بعدما سئموا الحرب.. أفغانستان تعيد عناصر طالبان من باكستان
28 ابريل 2017 00:42
كابول (أ ف ب) تتولى شخصية مثيرة للجدل في سلك الشرطة الأفغانية تنظيم عودة مقاتلي حركة طالبان وأسرهم الفارين من باكستان المجاورة، في مبادرة لا تلقى إجماعاً، وتهدف إلى الحد من تأثير إسلام آباد في النزاع المستمر في أفغانستان. ومنذ فترة طويلة، تتهم أفغانستان باكستان بأنها تؤجج بطريقة سرية تمرد طالبان، من خلال إيواء مقاتلين على جانبها من الحدود. وفي ظروف تزداد صعوبة، يرمي هذا المسعى إلى إعادة بعض المقاتلين الذين تعبوا من الحرب، ويأمل القائمون به في أن يحدوا بذلك من التأثير الذي تعزوه أفغانستان إلى باكستان المجاورة. وكان قائد شرطة قندهار الواسع النفوذ، عبد الرازق، الذي يتعرض مع ذلك لانتقادات شديدة بسبب أسالبيه، قد دعا، في ديسمبر الماضي، إلى إنشاء «ملاذات آمنة»، لمقاتلي طالبان الأفغان الذين يبدون استعداداً لتسليم أسلحتهم، ويرغبون في العودة إلى بلادهم، لكنهم يخشون على سلامتهم. وذكرت مصادر أمنية أنه وضع منذ ذلك الحين خطته موضع التنفيذ. ولجأ أكثر من عشرين متمرداً إلى هذا الإقليم في الجنوب الأفغاني، وهم قادة من الصف الأول ومقاتلون عاديون. وتولى هذه العملية التي وافقت عليها كابول لهذه المنطقة فقط، سلطان محمد مساعد عبد الرازق. وتحدث ثلاثة من هؤلاء المقاتلين عبر الهاتف، من قرى في قندهار لم تكشف أسماؤها. وقالوا جميعاً «إنهم حصلوا فعلاً على العفو، وتأمن المسكن للبعض منهم، وحصلوا على المال في مقابل تخليهم عن القتال». وأعلن الملا عبد الرؤوف، البالغ من العمر 37 عاماً، والعضو السابق في اللجنة الاقتصادية لطالبان، «قال لي سلطان محمد: عد إلى وطنك، ولا تخف، وأنا أضمن ألا يمسك أحد بسوء». وأضاف عبد الرؤوف الذي انشق هذه السنة وغادر منطقة «كويتا»، جنوب غرب باكستان، مقر مجلس قيادة طالبان الأفغانية، مع نسائه الثلاث وأطفالهن، «جاء حتى الحدود بالسيارة لاستقبال عائلتي». ومن شخصيات طالبان التي لجأت أيضا إلى قندهار، القائدان «ماليم بايدا» ومحمد الله خان، وقائد متمرد معروف باسم الدكتور خليل. ولا تؤثر عودة حفنة من المتمردين من باكستان كثيراً على مصير النزاع، فيما منيت بالفشل جميع الجهود لإحياء المفاوضات بين الحكومة والمتمردين، وتواصلت أعمال العنف. وقتل عناصر طالبان الأسبوع الماضي أكثر من 140 شخصاً في قاعدة عسكرية شمال البلاد، فأثاروا غضب الناس، وأوقعوا القوات المسلحة في حالة من الفوضى. لكن، سلطان محمد يعتبر أن جهوده تؤدي إلى «حفر ثقوب صغيرة في سد كبير»، بهدف إضعاف بنيته حتى ينهار. وأكد أن «عودة هذه الشخصيات الطالبانية ستمهد الطريق لآخرين». ويعرب أحد هؤلاء العائدين «الدكتور خليل» عن اقتناعه بأن عناصر طالبان يقتدون به، مضيفاً: «كانوا سيقتلونني لأنني تخليت عن الحركة». ولدى وصوله إلى أفغانستان مع عائلته، قدم له محمد المأكل والمسكن ومبلغ 200 دولار. ويساعد خليل الضابط الأفغاني في الوقت الحاضر للحصول على أرقام هواتف عناصر آخرين من طالبان يريدون على الأرجح العودة إلى بلادهم. وقال خليل: «إن كثيرين سئموا من الحرب ويريدون العودة، لكنهم خائفون من أجهزة الاستخبارات على الجانب الباكستاني من الحدود، ومن توقيفهم وتعذيبهم في الجانب الأفغاني». وعلى غرار عبد الرازق، فإن محمد ضابط شرطة برتبة عالية ومعروف بقسوته. لكنه تمكن من أن يخضع قطاعات من قندهار كانت تعج بالمتمردين. وتنفي السلطات الباكستانية الاتهامات الموجهة إليها بدعم التمرد لضمان نفوذها في أفغانستان، مؤكدة في المقابل أنها تستخدم ملاذات طالبان على أراضيها «وسيلة» لدفع الحركة إلى التفاوض مع كابول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©