الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتشاف شعراء أم النار

11 مارس 2015 21:35
تاريخياً، وحسب التسلسل الكرونولوجي للكلمة، تعود مدونات أقدم شاعر إماراتي فصيح وصلتنا نصوصه ومؤلفاته مكتوبة، شعراً ونثراً، إلى الملاَّح الإماراتي العالمي الشهير أحمد بن ماجد (1421 - 1504 م، على وجه التقريب)، والذي ظهر في النصف الأول من القرن الخامس عشر وبداية السادس عشر الميلادي؛ بينما يليه زمنياً، وبمسافة تصل إلى ثلاثة قرون محتملة تفصل بينهما، يبرز اسم الشاعر النبطي الكبير الماجدي بن ظاهر، كأقدم شاعر شعبي في الإمارات، وذلك بين نهاية القرن السابع عشر والنصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، على وجه التقريب أيضاً. غير أن هذه الريادة الشِّعريّة المثبتة تاريخياً على أهميتها الكبيرة، التي تعتبر حديثة نسبياً، والتي تجيب عن بعض الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالمسار التاريخي للتجربة الشِّعريّة والثقافية في الإمارات ككل؛ ظلت ناقصة ومبتورة إذا ما قورنت بتاريخ الإمارات القديم والطويل، والذي تعود أقدم المستوطنات المكتشفة فيها إلى 8000 سنة قبل الميلاد. فهل من المعقول، وعبر كافة العصور القديمة تلك، وفي بلاد عربية تقبع في قلب الجزيرة العربية، حيث تتنفس شعوب هذه المنطقة قاطبة الشِّعر وتعتبره ديوناً لها؛ ألا يكون للشِّعر والشعراء في الإمارات أي وجود مطلقاً؟ فهل هي أزمة غياب شعري فعلاً، أم هي أزمة تأريخ كتابي ناقص ومليء بالثقوب؟ على هذا النوع إذاً من الأسئلة الجوهرية التي ستظل مفتوحة، والتي تتصل بالبحث عن ذاكرتنا الشِّعريّة خصوصاً، والثقافية والحضارية عموماً، في العصور القديمة؛ تأتي كتابة الزميل الشاعر أحمد فرحات، في مقالته الموثقة عن شعراء أم النَّار، والتي ننشرها في هذا العدد من الاتحاد الثقافي، بمثابة بشارة سارة واكتشاف حقيقي. فهي في تسليطها الضوء على تجارب ثلاثة شعراء فينيقيين، تعود أصولهم إلى حضارة أم النّار الظبيانية، في عصر التمدد الثقافي لحضارة فينقيا الزاهرة التي تعد الجزيرة العربية موطنها الأصلي؛ تسدّ فجوة فاغرة من الغياب والنِّسيان المجهول في تاريخنا، وتبعث الكثير من الأسئلة الغائبة والحائرة والمنسية، وتفتح مسامات سجل التزاوج الحضاري لبلادنا مع الحضارات الأخرى، من جديد. عبد العزيز جاسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©