الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القبيسي: تجربة الإمارات في التعايش راسخة وهو إرثنا الوطني

القبيسي: تجربة الإمارات في التعايش راسخة وهو إرثنا الوطني
28 ابريل 2017 00:34
أحمد شعبان (القاهرة) قالت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في كلمتها خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، إن تحية الإسلام الخالدة السلام، وأن دعوة الأديان السماوية السلام، وقيمة إنسانية غالية راح ضحية غيابها الكثير من الأبرياء من كافة الأديان على حد سواء جراء الحروب والصراعات أو في اعتداءات إجرامية آثمة. وأشارت إلى أن السلام مطلب حيوي للعالم أجمع وأمر حتمي، والبديل هو الصراع والاحتراب بين الدول وداخلها أيضاً، وأن السلام لن يتحقق الا بتحملنا مسؤوليتنا تجاه اختلافاتنا الإنسانية، ومسؤوليتنا أن نسعى للبحث عن المشترك بيننا وأن نقبل المختلف بيننا، وأن السلام لابد وأن يتحقق بالحوار الذي هو السبيل لبناء المشتركات وتكريس التفاهم وأسس التعايش، فالتعايش ثراء وتنوع وتفاعل حضاري بناء. وترحمت الدكتورة أمل في بداية كلمتها على أبناء مصر الذين سقطوا ضحايا لعملية جبانة استهدفت مصر قبل أن تستهدف مسيحييها، وقالت: لم يسقط في «أحد الشعانين» المسيحيون فقط، بل سقط فيه أيضا رجال الأمن والشرطة المسلمون ممن جاءوا ليحموا إخوانهم المصريين في يوم عيدهم، ونسأل الله لهم الرحمة، ولذويهم الصبر والسلوان، كما نسأل الله لنا الإيمان بأننا شعب واحد، مصيره واحد، وعدوه واحد. مؤشرات إيجابية وقالت: إنه لمن دواعي سروري أن أشارك في هذا المؤتمر العالمي في حضور رموز وقامات دينية وسياسية وفكرية وثقافية لها جهود وأدوار واضحة في السعي نحو السلام، وهذه الرؤية الحضارية لا يمكن أن تتجسد بشكل أكثر وضوحاً من تجمعنا هنا اليوم، فاسمحوا لي أن أعبر عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على دعوته الكريمة لي للمشاركة في هذا الحدث المحوري المهم. وتابعت: من المؤشرات الإيجابية أن يناقش موضوع السلام بتنظيم من الأزهر الشريف الذي كان ولازال صرحاً عريقاً للاعتدال، وقلعة شامخة للدفاع عن التعايش والتسامح، على أرض مصر الشقيقة، أرض السلام، مهد الحضارة، وملتقى الأديان والثقافات. وأشارت إلى أن السلام لم يعد مفهوماً مرتبطاً بالعلاقات بين الدول، بل بات مطلوباً وبإلحاح داخل كل دولة على حدة، كونه ركيزة جوهرية للاستقرار والعيش المشترك بين المكونات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية للدول، باعتبار أن الاحترام المتبادل وقبول الآخر ثوابت تنطبق على الأفراد كما تنطبق على الدول. وأكدت أن التنمية وتلبية تطلعات الشعوب تتطلب ثقافة راسخة للتعايش، والذي يوفر بدوره بيئة مجتمعية ملائمة للاستقرار والعمل والإبداع، ولدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة راسخة متجذرة في التعايش، فهو إرثنا الوطني الذي نعتز به، وقد أسست قيادتنا الرشيدة لنموذج يحتذى في التعايش والتسامح والانفتاح وقبول الآخر واحترام التنوع ونبذ التعصب بين أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرض الإمارات جنباً إلى جنب مع مواطني الدولة، ويساهمون جميعاً في تطورها ونهضتها. وزارتان للتسامح والسعادة وأضافت: لم يكن ذلك ليتحقق على أرض الإمارات من دون تخطيط وبنية تشريعية وقانونية وآليات منظمة، مثل قانون مكافحة التمييز والكراهية، واستحداث في التشكيل الوزاري الحالي، وزارتين لحوكمة القيم لتكون الأولى من نوعها في العمل الحكومي عالمياً وهما وزارة التسامح ووزارة السعادة التي تهدف لخلق أسلوب حياة إيجابية وتقديم أعلى جودة في الخدمات الحكومية والتي بدورها تساهم في إيجاد مواطن إيجابي منتج راض متفائل وبالتالي سعيد. وأضافت: كما تستضيف الإمارات وتدعم عددا من المبادرات العالمية والمنظمات الدولية والمؤسسات الرائدة في تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف ومكافحة التطرّف، مثل «مركز هداية الدولي للتميز لمكافحة التطرّف العنيف»، و»مركز صواب»، بالإضافة إلى «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، و»مجلس حكماء المسلمين»، انطلاقاً من إيمان لا يتزعزع بحتمية تعايش الأديان والحضارات والثقافات، وقد لعب مجلس حكماء المسلمين، الذي يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، منذ تأسيسه دوراً حيوياً في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام في مختلف أرجاء العالم، وتعزيز السلام والتسامح والعيش المشترك والتقارب بين الأديان. وأشارت إلى أن التطرف والغلو قد أساء للإسلام إساءة كبيرة، ودفع ضريبته المسلمون في مناطق شتى من العالم، وفي هذا الإطار، أكدت على ضرورة الفصل تماماً بين الإسلام والإرهاب، وأن يكون الفصل واضحاً لا جدال فيه، دينياً وإعلامياً وسياسياً وفكرياً، فتخليص صورة الإسلام، بل الأديان جميعها، من براثن الإرهابيين أولوية قصوى لتحقيق التعايش الحقيقي، وأكدت على أنه ليس هناك إسلام متطرف وإسلام معتدل، فالإسلام دين سلام، والإسلام بريء من التطرف والتشدد، وخلط الأوراق خطأ فادح يخدم أهداف المتشددين. آمال الشعوب ونوهت إلى أن الإرهاب يحاول أن يستثير صراع الهويات بين أفراد المجتمع، ليفتت المجتمع ويفكك الدولة التي تجمع كل عناصره، والإرهاب يحاول أن يلبس بشكل فاضح لباس الدين محاولا استثارة صراعات الهوية الدينية، إن بوادر ذلك الصراع بدأت تظهر في العديد من الدول وبدأت تتحول من خطاب شعبوي، إلى تكتلات سياسية وحتى سياسات حكومية. وقالت: إن الشعوب تنظر إليكم كقيادات دينية لتكونوا بوصلة لقيمها والقيم التي تحكم مجتمعاتها على اختلاف مشاربها، وأن تلك المسؤولية تفرض عليكم أن تكون مواقفكم الإنسانية والسياسية والدينية درسا في التوافق المجتمعي وأن يظهر ذلك من الخطاب الديني. وأضافت: علينا أن نبذل مزيداً من الجهد، وعليناً أن نمتلك تصميماً قوياً، على تحقيق هدف السلام والتعايش، فالتغيير يأتي بالإصرار والمثابرة، ومن لا يستطيع تغيير الواقع أو على الأقل يحاول تغييره ويسعى إلى ذلك جدياً لا يجب أن يحلم بعالم أفضل له وللآخرين. وأكدت أنه يجب علينا أيضاً أن نعمل على دراسة معوقات السلام بجدية وعناية، فالعالم بحاجة إلى حلول ابتكارية وواقعية وجادة لمعالجة أزماته وتحدياته، وعلينا أن نتجاوز تجارب الماضي وتعقيداته، وألا نقع أسرى للإحباط واليأس، فلم يعد من السهل أن تعيش دولة أو شعب أو أصحاب ديانة ما بمفردهم، بعد أن تجاوزت البشرية فكرة القرية الكونية الصغيرة، لتصبح كياناً مجهرياً، والتقنيات تذيب الفوارق بوتيرة متسارعة، ومن الصعب على دولة أن تواجه أي تحد بقدراتها الذاتية من دون تكاتف وتعاون الدول الأخرى. مسؤولية كبيرة وقالت: من واقع عملي البرلماني أدرك أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على كاهل المؤسسات التشريعية والرقابية لتأسيس وتطوير بنى تشريعية وقانونية تدعم التعايش التسامح وتواكب العصر وتضمن تكريس ثقافة السلام ومعالجة التحديات والتهديدات التي تطال هذه الثقافة مثل التطرف والتشدد والتحريض ونشر ثقافة الكراهية سواء عبر استغلال الأدوات والوسائل التقليدية، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تلعب أدواراً مؤثرة في المجتمعات كافة، ولا يجب التهوين من التأثيرات المترتبة على محتواها، باعتبارها منصة جذب عميقة التأثير في نفوس أفراد المجتمع، وبخاصة شريحة الشباب. وتابعت: لذا، فإننا نحرص في عملنا البرلماني على تكريس ثقافة التسامح والتعايش محلياً ودولياً، وقد ترجمنا ذلك من خلال تعاوننا مع الحكومة في إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية»، الذي يعد نموذجاً يحتذى في تكريس قواعد العيش المشترك، فضلاً عن إسهامنا في «إعلان أبوظبي» الصادر عن «القمة العالمية لرئيسات البرلمانات» التي عقدت في عاصمة الإمارات ديسمبر الماضي، والذي حث على إصدار إعلان برلماني دولي للتسامح بناء على مقترح إماراتي، وقد صادقت على ذلك برلمانات العالم في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، التي عقدت في دكا الشهر الماضي، كما شدد هذا الإعلان على ضرورة تعزيز الحوار الدولي من أجل السلام. متطلبات وأسس وركائز وأشارت إلى أن ثقافة التعايش والسلام لها متطلبات وأسس وركائز، من أهمها تسوية الصراعات وإنهاء معاناة الشعوب التي تتعرض للظلم والاحتلال، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، وفرض حظر دولي على تمويل تنظيمات الإرهاب ومواصلة العمل لتجفيف منابعه، وتجريم كل اشكال تمويل الإرهاب والحروب بالوكالة، وعلى المستويات الوطنية، يجب منح أولوية مطلقة لتطوير الثقافة والتعليم، الذي يرتبط بعلاقة مباشرة بالشباب والأجيال المقبلة، ومن ثم بفرص العمل والآفاق المستقبلية للمجتمعات، فضلاً عن أن تطوير التعليم هو المصل المضاد للجهل والتخلف والتراجع الثقافي والحضاري وتحصين للمستقبل، فالتعليم استثمار اجتماعي واقتصادي وثقافي في آن واحد، وأشير هنا إلى ما ورد في الميثاق التأسيسي لمنظمة «اليونسكو» الذي قال في ديباجته «لما كانت الحروب تولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام». وأضافت قائلة: «في رحلة بحثنا عن السلام والتعايش وسبل تحققهما، لابد من التأكيد على أهمية تكريس قواعد المواطنة وتحصينها، وتمكين المجتمع من خلال تمكين المرأة والشباب، فتلك قضايا لم تعد قابلة للنقاش والجدال، فالمرأة.. صانعة سلام حقيقية في مجتمعاتها، والشباب هم قوة تغيير سواء في الاتجاه الإيجابي أو السلبي، وهم دعامة الحاضر وكل المستقبل، وهم أيضاً وقود تنظيمات التطرف والإرهاب وذخيرتها، والأوكسجين الذي يجب حرمانها منه نهائياً». وعلينا أيضاً ألا نستسلم لخطاب التطرف والغلو، وألا نتوقف عن التصدي له بشتى السبل، فهيمنة هذا الخطاب تعني الانزلاق إلى الصدام والصراع بين الأديان والحضارات. إشادة بحوار الأديان وثمنت القبيسي غالياً خطوات وجهود فضيلة شيخ الأزهر والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، على صعيد الحوار بين الأديان، باعتبار ذلك مقدمة حتمية للسلام وتقارب الشعوب وتلاقي الحضارات والتصدي لدعاة الاحتراب والصراع الديني والثقافي، كما ثمنت أيضاً الدور الوطني التاريخي للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وانتصاره للوطن والاصطفاف الوطني وتفويت الفرص على مثيري الفتن ومدبري المؤامرات. وقالت: دائما نشعر بحاجة العالم للسلام، وتلمستها شخصياً عن قرب، في نظرة الضياع والحيرة من مستقبل مجهول أيقنتها في عيون طفلة بريئة ولدت في أحد مخيمات اللاجئين وأنا أقبل جبينها، وفي نظرة الحزن والأسى التي اختلطت بالتسامح لدى شابة بلجيكية احتضنتها وهي تبكي خطيبها الذي كان أحد ضحايا تفجيرات بروكسل الإرهابية في محطة مترو ملبيك. وفي نظرة خوف عند الصياح بالله أكبر، ومن نظرة الغضب التي كانت تحملها صحفية أوروبية تجاه المسلمين والإسلام الناتج عن جهل واضح باستشهادها بآيات تحث المسلمين على الجهاد وتربط بأن كل ما ينتج من عمليات إرهابية الدين هو من يحرض عليه. ووجهت حديثها للمجتمعين قائلة: اليوم جميعا هنا برسالة واحدة، رسالة السلام، وباسم السلام، أدعوكم جميعاً من رجال دين وحكومات ومنظمات دولية وبرلمانيين ممثلين لشعوبنا لمواجهة مسؤولية كبيرة تجاه الشعوب والأجيال المقبلة، وهي أن نعمل متحدين لصياغة مستقبل السلام لنقاوم معاً، الضياع بالأمن، والخوف بالرحمة، والجهل بالتسامح، والحزن والأسى بالسعادة، والإحباط واليأس بالأمل، وهذا هو استثمارنا الحقيقي لينعم أبناؤنا جميعا بالعيش بسلام. الجنيبي لـ«الاتحاد»: الإمارات رائدة التسامح والعيش المشترك القاهرة(الاتحاد) ثمن المهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، عقد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بالقاهرة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في هذا الوقت العصيب الذي يشهد فيه العالم كثيراً من الصراعات والنزاعات، كما ثمن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المؤتمر المهم بوفد رفيع المستوى برئاسة معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي. وأكد الجنيبي في تصريح خاص للاتحاد على هامش المؤتمر، أن العالم أجمع في حاجة ماسة الآن لنشر ثقافة السلام والتسامح بين الشعوب كلها على اختلاف عقائدها، مشيرا إلى أن المجتمع الإماراتي مجتمع متسامح بطبعه، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد رائدة في مجال التسامح والعيش المشترك ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، ولذلك قامت الدولة بإنشاء وزارة معنية بالتسامح ترأسها معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح. ووجه الجنيبي الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على هذه المبادرات التي تنفع البشرية كافة، وجهوده العظيمة لإرساء قيم التسامح والتعايش بين البشر. وثمن المهندس جمعة مبارك زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني لمصر، تزامنا مع عقد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام ولقائه بشيخ الأزهر الشريف، واصفا هذه الزيارة بأنها على درجة كبيرة من الأهمية، لإيصال رسالة مهمة جدا مضمونها أنه يوجد تكامل بين جميع الأديان والشعوب على وجه الأرض، لنشر ثقافة التسامح والسلام ونبذ العنف والتطرف ومحاربة الإرهاب، داعيا الله أن يحفظ جمهورية مصر العربية بعد أن استهدفها الإرهاب الآثم ليحدث فتنة بين الشعب المصري بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة في كنيستي طنطا والإسكندرية، والتي وقف لها بالمرصاد فضيلة الإمام الأكبر والبابا تواضروس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©