الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الغربي: الخوف أجبر قطر على إعلانها تعويض عمال 2022

الإعلام الغربي: الخوف أجبر قطر على إعلانها تعويض عمال 2022
2 ابريل 2018 23:19
دينا محمود (لندن) شنت وسائل إعلام غربية هجوماً ضارياً على إعلان السلطات القطرية المتأخر للغاية اعتزامها تقديم تعويضاتٍ لجانبٍ من العمال المهاجرين العاملين في الدويلة المعزولة، الذين يعانون من انتهاكاتٍ واسعة النطاق لحقوقهم، وصفتها منظمات حقوقية دولية مرموقة بأنها «استغلالٌ ممنهج» لهم، أدى في كثيرٍ من الأحيان إلى فقدان عددٍ كبير منهم حياتهم خلال مشاركتهم في تشييد المرافق الخاصة باستضافة بطولة كأس العالم المقرر إقامتها في قطر عام 2022. فقد ألمح موقع «فوكس سبورت» الأميركي المرموق المتخصص في متابعة الأحداث الرياضية على مستوى العالم، إلى أن هذا الإعلان - الذي ورد على لسان حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المُنظمة للمونديال المحاط بالكثير من الشبهات - ينبع من مخاوف النظام القطري من فقدان القوة العاملة التي يعتمد عليها في تهيئة البنية التحتية لاستضافة البطولة، التي حصلت الدوحة على حق استضافتها في ظل ملابسات مثيرة للريبة تفوح منها روائح الفساد والرشوة. وفي تقريرٍ حمل عنوان «عمال كأس العالم المزمع إقامته في قطر ممن يتعرضون للاستغلال بصدد تلقي تعويضات»، قال الموقع إن إعلان الذوادي عن أن حكام قطر بصدد دفع أكثر من خمسة ملايين دولار في صورة تعويضاتٍ للعمال المهاجرين الذين يعملون في هذا البلد يبرز «المخاوف القائمة بشأن استغلال (أولئك) العمال الذين جُلِبَ كثيرٌ منهم من دولٍ بجنوب آسيا، من بينها الهند ونيبال». ويشير «فوكس سبورت» إلى البيانات الرسمية التي تفيد بمقتل عددٍ كبير من العمال الهنود والنيباليين خلال مشاركتهم في مشروعات مونديال 2022 في قطر. فبحسب هذه البيانات - التي كشفت عنها الحكومة القطرية نفسها - شهد عام 2012 وحده وفاة 520 عاملاً من الهند وبنجلاديش ونيبال. وكان من اللافت أن 385 من المتوفين - أي قرابة ثلثي هذا العدد - فارقوا الحياة لأسبابٍ لم تكشف عنها السلطات القطرية أو تحقق فيها، بحسب خبراء حقوقيين دوليين. كما كشفت وسائل إعلام بريطانية مرموقة النقاب عن أن العمال النيباليين في قطر يلقون حتفهم بمعدل عاملٍ واحد كل يومين، وسط تقارير أميركية تعود إلى عام 2015 تفيد بأن ألف عامل أجنبي تقريباً قضوا نحبهم في الأراضي القطرية. وفي إشارة إلى مبررات المخاوف التي تساور النظام الحاكم في الدوحة من أن يحجم العمال الأجانب عن القدوم لقطر لإكمال المشروعات الخاصة بتنظيم الحدث الكروي الأبرز على مستوى العالم، قال موقع «فوكس سبورت» إن اللجنة المُنظمة للنسخة بعد المقبلة من كأس العالم تعتمد على هؤلاء العمال الأجانب «لتحضير قطر لاستضافة البطولة» التي قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منحها للدويلة المعزولة أواخر عام 2010 بعد تصويتٍ تتزايد الأدلة على أنه حُسِمَ بفعل تقديم النظام القطري رشاوى لعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد. وفي ظل المخاوف السائدة في دولٍ آسيوية عدة على أوضاع مواطنيها العاملين في قطر، حذرت شخصيات فلبينية مؤخراً من مواصلة إرسال عمال فلبينيين إلى قطر، وذلك بعد أسابيع قليلة من تقارير تواترت في نيبال تفيد بأن عمال هذا البلد باتوا يحجمون على ما يبدو عن قبول فرص التوظيف هناك، في ظل بيانات أشارت إلى أن عدد من توجهوا من هؤلاء إلى الأراضي القطرية خلال عام 2017، هوى بنسبةٍ كبيرة شارفت الـ 24% أي بنحو الربع. ولم يحدد المنظمون القطريون آليةً واضحة لتعويضاتهم المزعومة، التي قالوا إنها ستُسدد إلى العمال الذين دفعوا رسوم توظيف لضمان حصولهم على فرص عمل في «إمارة السخرة» كما وصفتها وسائل إعلام عالمية عدة، بفعل الممارسات الاستغلالية التي تسود أراضيها بحق العمال البؤساء الذين جاءوا من دولٍ فقيرة عدواً وراء سراب المال القطري. وزعم المسؤول عن اللجنة المُنظمة لمونديال 2022 أنه تم الاتفاق مع المقاولين والشركات الذين يستعينون بالعمالة الأجنبية في المشروعات الخاصة بالبطولة، على ضمان حصول العمال على تلك التعويضات المفترضة خلال العامين المقبلين، من دون الإشارة إلى مواعيد محددة، ما يوحي بعدم جدية السلطات القطرية في الوفاء بهذا الالتزام. وأبرز موقع «فوكس سبورت» إقرار حسن الذوادي بتعرض جانبٍ كبيرٍ من العمالة المهاجرة الموجودة في قطر للاستغلال ولانتهاك الحقوق، وهو الأمر الذي دأب النظام الحاكم في الدوحة على نفيه، رغم التقارير التي تصدرها في هذا الصدد الكثير من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، نقل الموقع عن الذوادي اعترافه الملفت في هذا الصدد بأنه «غالباً ما يتعرض للاستغلال؛ من يتركون أوطانهم من أجل توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم»، وذلك في إشارة واضحة إلى العمال الأجانب الموجودين في قطر، والذين تبلغ نسبتهم أكثر من 90% من تعداد سكان هذا البلد الذي يناهز قرابة 2.1 مليون نسمة. الملف نفسه شكل محور اهتمام موقع «سكاي سبورت» البريطاني الذي نشر تقريراً أعده ريتشارد كوك، أبرز فيه بدوره مخاوف المنظمات الحقوقية من تردي أوضاع العمالة الأجنبية في قطر، خاصة بعدما حذرت وسائل إعلام غربية مرموقة مؤخراً من إمكانية تصاعد عدد الوفيات التي تُسجل في صفوف العمال الوافدين خلال الشهور القليلة المقبلة، وذلك في ضوء الزيادة المتوقعة في عددهم بواقع ثلاثة أضعاف تقريباً، من 12 ألف عامل إلى حوالي 36 ألفاً. وأشار كوك في تقريره إلى ما أكدته منظمة العفو الدولية العام الماضي من أن العمال الأجانب المشاركين في عمليات إصلاح وتجديد الملاعب الرياضية في قطر «يخضعون لممارساتٍ استغلالية واسعة النطاق تشمل.. دفع رسوم توظيفٍ مرتفعة ما يجبر الكثير منهم على الاقتراض، (بجانب) تلقيهم وعوداً كاذبة بشأن الرواتب التي سيحصلون عليها، ونوع العمل المعروض عليهم». وفي الشأن نفسه، أكد موقع «كورير» الإخباري الأميركي أن قرار «الفيفا» إسناد تنظيم كأس العالم المقررة بعد أقل من خمس سنوات إلى قطر كان «إشكالياً لأقصى حد». وفي مقالٍ كتبه روبرت هالبليان، أشار الموقع - التابع لكلية «باسادينا كوليدج» الواقعة بولاية كاليفورنيا الأميركية - إلى أن هناك «مجموعة» من المشكلات التي تعتري استضافة النظام القطري لهذه البطولة الكروية الكبرى. وأكد هالبليان أن التحضير لهذه البطولة يتم على يد «العبيد»، في إيماءة لا تخفى من الكاتب إلى مئات الآلاف من العمال الأجانب الذي يعملون ويقيمون في قطر في ظل ظروف لا إنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©