الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاديون يؤكدون أهمية إنشاء شركة خليجية مشتركة للاستثمار الزراعي

اقتصاديون يؤكدون أهمية إنشاء شركة خليجية مشتركة للاستثمار الزراعي
7 يونيو 2008 00:58
أكد اقتصاديون أهمية إنشاء شركة خليجية مشتركة للاستثمارات الزراعية تهدف إلى توفير الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون، لا سيما في ظل استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض المخزون العالمي من تلك السلع، مما يسهم في تفاقم ''أزمة'' الغذاء خلال السنوات المقبلة· وأكد هؤلاء ضرورة استصلاح الاراضي الصحراوية القابلة للزراعة في الدول العربية من خلال تلك الشركة، لافتين إلى ان تحرك حكومات دول مجلس التعاون، يجب ان يأتي في إطار استغلال الفوائض المالية لتحقيق استفادة كبرى في توفير الامن الغذائي عبر الاستحواذ على الاراضي وزراعتها بالدول العربية والأفريقية· وقال الخبير الاقتصادي أحمد البنا إن الامن الغذائي يجب أن يكون احد أهم الاولويات الحكومية على مستوى دول العالم، واصفاً الارتفاعات في اسعار المواد الغذائية الاساسية مثل السكر والارز والقمح بـ''الهائلة''، والتي أصبحت تؤثر على الدول والافراد على حد سواء· وأضاف أن الشركة المطلوب انشاؤها ستقوم بالاستحواذ على الأراضي الزراعية في الدول العربية وخاصة مصر والسودان والصومال، من خلال اتفاقيات خاصة والعمل على استصلاحها وزراعتها بالسلع الغذائية· من جانبه، اعتبر المحلل الاقتصادي نجيب الشامسي أن تأسيس مثل هذه الشركة سيدعم الاستثمار في الدول العربية مثل الصومال والسودان، حيث المساحات الزراعية الواعدة، والتي يمكن من خلالها توفير احتياجات دول المجلس من السلع الأساسية بتلك الدول· وأشار الشامسي إلى ضرورة قيام اقتصاد خليجي يتسم بالاستقلالية من خلال الانتاج المحلي لسلع يمكن زراعتها بدول المجلس، لافتا إلى أن مفهوم الدول الغنية سيطلق على البلاد التي تنتج الغذاء الأساسي، مثل الهند وباكستان وبنجلاديش، حيث تتحكم تلك الدول في أسعار السلع الأساسية التي يعيش عليها الإنسان· وقال ''علينا أن لا نترك دولاً تتحكم في احتياجاتنا الاساسية من السلع الغذائية''، مشيراً الى أن الشركة الخليجية المشتركة للاستثمار الزراعي تستطيع القيام بعمليات الشراء الجماعي لدول المجلس وإعادة توزيع السلع طبقاً للحصص التي يتم تخصيصها للدول الأعضاء· وتوقع تقرير منظمة الأغذية والزراعة ''فاو'' ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الصادر الأسبوع الحالي ارتفاع أسعار الارز والسكر بنسبة أكثر من 10%، كما ان الطلب المتزايد على الوقود الحيوي يعد عاملا آخر يسهم في ارتفاع الأسعار، حيث بلغ إنتاج العالم من وقود الإيثانول ثلاثة أضعافه في الفترة 2000 -·2007 ونبه الشامسي الى امكانية أن ترفع الدول المستهلكة للنفط المصدرة للمواد والسلع الغذائية أسعار منتجاتها أسوة بارتفاع أسعار النفط، موضحاً أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد على ما يتم انتاجه في الشرق والغرب، وأنها دول مستهلكة لكل ما ينتج خارجياً· وأكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ''فاو'' أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أضر بشكل خاص بالسكان المهددين بالمخاطر في عدد من البلدان حول العالم والذين ينفقون جزءاً مهماً من مدخولاتهم على المواد الغذائية· وبينت المنظمة في تقرير لها مؤخراً ارتفاع فاتورة الواردات الغذائية لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض إلى 169 مليار دولار خلال العام الحالي بزيادة مقدارها 40% مقارنة بالعام الماضي· وقال استاذ الاقتصاد في جامعة الإمارات الدكتور احمد خليل إن ظاهرة ارتفاع الاسعار ظاهرة جديدة برزت خلال العامين الماضيين بشكل كبير، مشيراً إلى أن الاستثمار الزراعي في دول انتاج السلع غير آمن بسبب التغيرات في العلاقات السياسية بين الدول، كما أن الزراعة تعتمد على الطاقة والتي تتزايد أسعارها· وأضاف أن التوجه لانتاج الايثانول من القمح والذرة ساهم في ارتفاع أسعار السلع الغذائية، لافتاً الى أن التوقعات تشير الى استمرار ارتفاع الاسعار خلال العامين المقبلين، وبعدها تشهد السلع حالة من الاستقرار في أسعارها، لدخول أراض زراعية جديدة الى حقول الإنتاج· ويعتقد خليل أن دول مجلس التعاون بدأت في بحث توفير الغذاء من السلع الأساسية، لافتاً الى أن قيام دولة أو شركة خاصة بحيازة أراض زراعية، سيدفع الى ارتفاع أسعار تلك الأراضى وارتفاع في أسعار السلع المزروعة أيضاً، مطالباً بأن تكون جهود جماعية لدول المجلس، مشيراً الى أن الحل العاجل يتمثل في توقيع اتفاقيات لتأمين السلع مع دول منشأ الغذاء· ودعت وزارة الاقتصاد الشهر الماضي شركات القطاعين الحكومي والخاص إلى الاستثمار في دول المنشأ، حيث إن الوزارة ستقدم الدعم اللازم لتلك الجهات من خلال التعاون مع الجهات المختصة في الدول الزراعية· وناشد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لتكرير السكر رضا الموسوي حكومات دول مجلس التعاون بمساعدة التجار في الحصول على أراض زراعية بالدول الصالحة للاستثمار الزراعي، لافتا الى توفر رأس المال في دول التعاون· واقترح تشكيل فريق عمل يقوم بتكوين حقيبة مالية للاستثمار الزراعي، ودراسة الدول التي يمكن الاستفادة من أراضيها، ومدى تحقيق الامن الغذائي لدول المجلس من خلال تلك الشركة· وقال الموسوي إن السنوات المقبلة ستشهد انتفاء وجود سلع رخيصة في دول العالم، حيث إن وجود تلك السلع يدفع الى زيادة الطلب عليها، مما ينجم عنه ارتفاع في أسعارها مساواة بسعرها في دول أخرى· وأضاف ماجد الغرير ''مستثمر'' أن توفير الامن الغذائي يشمل جانبين أساسيين أولهما توفير السلعة المطلوبة والتي يعتمد عليها الناس في غذائهم اليومي، والثاني بيع السلعة بسعر مناسب لمختلف الفئات، مشيراً إلى أهمية وضع استراتيجية لتوفير الغذاء· وقال إن طرح شركة خليجية مشتركة للاستثمار الزراعي يجب أن يتم من خلال التكامل والشراكة مع البلدان الزراعية، مع ضرورة مواجهة التحديات من منظور استراتيجي لتحقيق الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون، لافتاً الى أهمية استثمار دول المجلس الدول العربية والإسلامية، حيث تمتلك تلك الدول مساحات شاسعة قابلة للزراعة وإنتاج السلع الغذائية بتكلفة قليلة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©