الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قطر.. 300 يوم خسائر وأزمات خانقة

2 ابريل 2018 23:20
أحمد مراد (القاهرة) رصد سياسيون واقتصاديون وعسكريون في القاهرة، ملامح الوضع المزمن والمعقد الذي تعيشه قطر حالياً، بعد مرور 300 يوم على بدء إجراءات المقاطعة التي اتخذها الرباعي العربي، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، ضد قطر، مؤكدين أن المقاطعة فرضت على قطر حالة مزمنة من العزلة تسببت في أضرار بالغة للنظام القطري سواء على المستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي. وتوقع الخبراء، أن تستمر الأزمة القطرية إلى شهور أخرى، وقد تصل إلى سنوات، موضحين أن كل السيناريوهات المحتملة لإنهاء الأزمة القطرية باتت قائمة ومفتوحة، وليس من المستبعد أن تحدث تغييراً جذرياً في منظومة الحكم في قطر، مدفوعاً بالضغوط الاجتماعية التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. وأوضح الخبراء أن هناك قطاعاً عريضاً من الشعب القطري أصبح يعارض سياسات نظام الأمير تميم بعد القرارات المجحفة التي اتخذها ضد أبناء الشعب القطري، ومنها نزع الجنسية عن المئات من أبناء العائلات والقبائل القطرية، فضلاً عن مصادرة أموالهم وثرواتهم. د. هدى راغب عوض، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، شددت في البداية على أهمية الأهداف والمكاسب التي حققتها إجراءات المقاطعة المفروضة ضد قطر طوال الأشهر العشرة الماضية من قبل الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، مؤكدة أن حالة العزلة التي تعانيها قطر منذ الخامس من يونيو 2017، تتصدر قائمة الأهداف والمكاسب الحيوية التي حققتها المقاطعة، حيث نجح الرباعي العربي في فرض حالة مزمنة من العزلة على قطر، الأمر الذي تسبب في أضرار بالغة للنظام القطري سواء على المستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي. وأكدت أن النظام القطري وضع نفسه في مأزق تاريخي، وسوف تعاني الدوحة من تبعات هذا المأزق لعدة سنوات قادمة، ويكفي أن صورة النظام القطري باتت الآن مشوهة، وأصبحت مقرونة بالعنف والتطرف والإرهاب، وذلك بعدما كشفت إجراءات المقاطعة وجه النظام القطري القبيح، من خلال رصد علاقاته وتحركاته المريبة الداعمة والممولة للجماعات والتنظيمات الإرهابية. وقالت د. هدى: أعتقد أنه مهما أنفقت الدوحة من ملايين الدولارات من أجل تحسين صورتها أمام الرأي العام العربي والدولي، فإنها لن تنجح في ذلك، وسوف تستمر صورتها ملطخة بدماء ضحايا العنف والإرهاب في مختلف دول المنطقة العربية. وشددت على ضرورة أن تستمر إجراءات المقاطعة المفروضة ضد قطر، حتى يعود النظام القطري إلى صوابه، ويتوقف عن تمويل الجماعات الإرهابية، ويتوقف أيضاً عن دعم خطط نشر الفوضى والاضطرابات في الدول العربية. أما الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء منير حامد، فقال: منذ الخامس من يونيو 2017 وحتى الآن، يمر النظام القطري بتحديات وضغوطات جسيمة، ويحاول بشتى الطرق الخروج من هذه الأزمة الخانقة التي يعيشها حالياً، وفي البداية توهم النظام القطري أنه باستطاعته أن يشتري مواقف الدول الغربية الكبرى من خلال صفقات سلاح ضخمة عقدها مع الدول الأوروبية وأميركا وروسيا، وقد تجاوزت قيمتها الـ 40 مليار دولار، وكان يراهن على الوفرة المالية التي يتمتع بها للخروج من حالة العزلة التي فرضتها عليه المقاطعة، وهو الأمر الذي ثبت فشله على مدى الأشهر العشر الماضية، حيث لم تنجح الرشاوى القطرية في دفع القوى الدولية الكبرى إلى ممارسة ضغوط على دول الرباعي العربي من أجل إنهاء الأزمة القطرية، حيث ما زالت هذه الأزمة مستمرة حتى الآن، وبالتالي خسرت قطر مليارات الدولارات في صفقات أسلحة هي ليست في حاجة إليها، فضلاً عن أنها تفتقر للعنصر البشري الذي يتعامل مع هذه النوعية من الأسلحة الحديثة والمتطورة. وتوقع اللواء منير أن تستمر الأزمة القطرية إلى شهور أخرى، وقد تصل إلى سنوات، موضحاً أن كل السيناريوهات المحتملة لإنهاء الأزمة القطرية باتت قائمة ومفتوحة، وليس من المستبعد أن تُحدث تغييراً جذرياً في منظومة الحكم في قطر، مدفوعاً بالضغوط الاجتماعية التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم في قطر، حيث أصبح هناك قطاع عريض من الشعب القطري يعارض سياسات نظام الأمير تميم، لاسيما بعد القرارات المجحفة التي اتخذها ضد بعض العائلات القطرية من خلال نزع الجنسية عن العشرات والمئات من أبناء هذه العائلات، فضلاً عن مصادرة أموالهم وثرواتهم، وهو الأمر الذي لن يمر مرور الكرام، ومهما تمادى النظام القطري في مثل هذه القرارات المجحفة، فإنه لا بد أن تكون هناك وقفة من قبل الشعب القطري نفسه ضد هذا النظام المستبد. وأضاف: لا يخفى على أحد أن النظام الحاكم في قطر يعيش حالة من الارتباك الشديد تأثراً من إجراءات المقاطعة، وهو الأمر الذي يظهر جلياً في المواقف والتصريحات المتضاربة التي تصدر من بعض قيادات ومسؤولي الحكومة القطرية، ففي بعض الأحيان يخرج المسؤولون القطريون ليؤكدوا أن قطر واقتصادها ووضعها السياسي لم تتأثر من المقاطعة، وفي نفس الوقت يخرج مسؤولون آخرون يشتكون من الأضرار البالغة التي ألحقتها المقاطعة بالشعب القطري، وغير ذلك من المواقف المتضاربة التي تصدر عن قطر. وأكد أن المقاطعة ساهمت بشكل كبير في توجيه ضربات قوية للجماعات والتنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة العربية، حيث تم قطع بعض خطوط الاتصال والإمدادات بين قطر والجماعات الإرهابية بعد إغلاق المنافذ البرية، وإغلاق المجال الجوي لدول الرباعي العربي أمام حركة الطيران القطري. استنزاف الأموال كشف الخبير الاقتصادي، د. يوسف محمد الجداوي، عن ملامح الخسائر الفادحة التي أصابت الاقتصاد القطري على مدى الـ300 يوم الماضية، مؤكداً أن الاقتصاد القطري يمر حالياً بأزمة خانقة ترتب عليها أعراض مرضية مزمنة، يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار مختلف المنتجات والخدمات المقدمة للمواطن القطري، فضلاً عن تدني مستوى هذه المنتجات والخدمات نتيجة اعتماد قطر على موردين من إيران وتركيا، ويكفي هنا الإشارة إلى أنه ثبت أن بعض البضائع الواردة إلى قطر من إيران فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، وهو أمر جديد على المواطن القطري الذي اعتاد على منتجات فائقة الجودة. وقال: الخسائر التي أصابت الاقتصاد القطري لا تعد ولا تحصى، منها تراجع قيمة الريال القطري وهروب الاستثمارات الأجنبية والعربية من السوق القطري، فضلاً عن استنزاف مليارات الدولارات من الاحتياطي النقدي الأجنبي ويضاف إلى ذلك الخسائر الفادحة التي تعرضت لها الخطوط الجوية القطرية، والتي خسرت مئات وآلاف المقاعد والحجوزات بعد حظر هبوط الطائرات القطرية في مطارات الرباعي العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©