الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف من قلة الإمدادات النفطية تهدد الأسواق مجدداً

مخاوف من قلة الإمدادات النفطية تهدد الأسواق مجدداً
7 يونيو 2008 00:53
تعكف الجهة الرئيسية المراقبة للطاقة في العالم على مراجعة وخفض توقعاتها السابقة بالنسبة للامدادات النفطية في تحول يعكس امتداداً لحالة التشاؤم العميق بشأن مدى قدرة الشركات النفطية على مواكبة الطلب المتنامي على النفط· وأصبحت وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها منهمكة في إجراء دراسة كبرى عن حالة أكبر حقول النفط في العالم· وعلى الرغم من أن نتائج هذه الدراسة سوف لن يكشف النقاب عنها حتى نوفمبر المقبل إلا أن الخطوط العريضة للدراسة باتت واضحة إذ تشير بجلاء أن امدادات النفط الخام المستقبلية أضحت محدودة أكثر بكثير مما كان يعتقد في السابق، وظلت الوكالة الدولية للطاقة تتنبأ لسنوات طويلة بأن مؤشر إمدادات النفط الخام سوف يستمر الى صعود بطيء ومتدرج بحيث يتمكن من مواكبة وتيرة الطلب المرتفع ويصل الى مستوى 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030 مقارنة بمقدار87 مليون برميل يومياً في الوقت الحالي· ولكن الوكالة ساورتها المخاوف الآن من أن حقول النفط المعمرة بالإضافة الى تراجع الاستثمارات بات يعني أن الشركات سوف يتعين عليها أن تناضل بشدة حتى تتمكن من كسر حاجز الـ 100 مليون برميل يومياً خلال فترة العقدين المقبلين· وغني عن القول إن تنبؤات الوكالة ظلت تستقطب اهتماماً خاصاً في أوساط الصناعة النفطية لدرجة أن إصدارها لأية بيانات جديدة أو قد تكون متوقعة يمكن أن تحدث هزة في سوق النفط التي شهدت أصلاً صعود أسعار الخام الى مستوى 130 دولاراً للبرميل، أي الى ضعف ما كانت عليه قبل عام واحد من الآن· وكما يقول ادوارد مورس كبير اقتصاديي الطاقة في ليهمان برازرز ''إن هذه الدراسة تعتبر أمراً بالغ الأهمية وذلك لأن وكالة الطاقة الدولية ظلت تمثل الحارس الجدي والمستقل الوحيد في العالم على بيانات وتنبؤات الطاقة''· ومضى يشير الى أن هذه الدراسة يجب أن تعتبر الأداة المحفزة لقدر أكبر من الشفافية في صناعة طالما عرفت باعتمادها للسرية· وظلت الوكالة الدولية تراقب أسواق الطاقة لمصلحة الاقتصادات الـ 26 الأكثر تقدماً في العالم بما فيهم الولايات المتحدة واليابان وجميع الدول الأوروبية الذين يدفعون فواتيرالوكالة مقابل هذا الجهد على أن ينصب دورها على العمل كقوة منافسة في السوق لتوجهات وآراء منظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك''· لذا فقد بات من المرجح أن يتمخض سيناريو انحسار وتناقص الامدادات في حال المصادقة عليه من الوكالة عن تفسير أوبك كمطالبة إضافية جديدة بضخ المزيد من كميات النفط· وبالإضافة لذلك فإن النتائج التي خلصت إليها الوكالة من المرجح أيضاً أن يتمسك بها أولئك المطالبون بالتوسع في عمليات الحفر في شتى المناطق المحظورة مثل الجرف القاري الأميركي أو في مستعمرات الحياة البرية الوطنية في ألاسكا· والى ذلك فإن من شأن النتائج التي خلصت إليها وكالة الطاقة الدولية أن تحاكي صدى الآراء التي طالما ظلت تشدد على تشاؤمها من جانب الامدادات في معظم ساحة الصناعة النفطية ويرددها العديد من التنفيذيين في كبريات شركات النفط، وكان مصرف جولدمان ساكس قد تنبأ مؤخراً بأن أسعار النفط أصبحت في طريقها لأن تتجاوز حاجز الـ 140 دولاراً للبرميل في هذا الصيف ويمكن أن يصل في المتوسط الى 200 دولار للبرميل في العام المقبل، ومما لاشك فيه فإن الأسعار في هذا المستوى العالي سوف تمارس ضغوطاً هائلة على الاقتصاد العالمي· فيما يبدو أن وكالة الطاقة الدولية تحاول الآن تسليط الضوء على بعض أكثر الحقائق سرية في الصناعة من خلال دراسة تركز على أكبر 400 حقل نفطي في العالم· وبمساعدة من كبريات الشركات النفطية وشركات خدمات حقول النفط وبعض وزراء الطاقة والشركات الاستشارية في القطاع فإن الوكالة تأمل في التمكن من تقييم الصحة العامة لكبريات الحقول النفطية المتناثرة في منطقة تمتد من فنزويلا مروراً بالمكسيك ونهاية بالمملكة السعودية والكويت والعراق· علماً بأن هذه الحقول استمرت تزود العالم بثلثي احتياجاته اليومية من الإنتاج العالمي، ولكن المنتقدين لهذه الدراسة ظلوا يتذرعون بأن إدارة الطاقة ذراع التحليل والتنبؤات الخاصة بوزارة الطاقة الأميركية ما زالت متمسكة بتوقعاتها التي تشير الى أن العرض سوف يستمر الى ازدياد بحيث يمكنه ملاحقة الطلب العالمي المتنامي على النفط· إلا أن وكالة الطاقة سوف تستند فيما يبدو الى هذه الدراسة التي تنطوي نتائجها على نوع من التشاؤم إذ تشير الى أن الزيادة الآتية من الوقود غير التقليدي مثل الإيثانول سوف يكون بمقدورها وحدها أن ترفع من مستوى إمدادات الوقود العالمية الى أكثر من 100 مليون برميل يومياً بحلول عام ·2030 وقال جاي كاروسو كبير الاقتصاديين في الوكالة: ''إننا متفائلون فيما يتعلق بالموارد المتوفرة ولكن المخاوف تساورنا بشأن عما إذا كانت الاستثمارات سوف تنفق في الأماكن الصحيحة وبالوتيرة التي ستنجح في توفير المعروض بحيث يتمكن من مقابلة الطلب''· وبالإضافة لذلك فإن المحللين في الوكالة في باريس أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية تناقص الاستثمارات في العديد من دول الأوبك، بحيث تتزامن مع قلة الحافز على زيادة الإنتاج· ويذكر أيضاً أن كبار الدول المنتجة من خارج أوبك مثل المكسيك وروسيا والولايات المتحدة الأميركية عمدت جميعها الى تقليل الإنتاج مؤخراً في الوقت الذي استمر فيه مناخ الاستثمارات يتسم بالغموض وعدم وضوح الرؤيا، ولكن من المؤكد أن وكالة الطاقة الدولية أصبحت تستهدف في دراستها التقصي عن حجم الاستثمارات والمشاريع التي يجري تنفيذها حالياً من أجل زيادة الإنتاج في هذه الحقول التي أصبحت مثاراً للتساؤلات، وبهذه الطريقة فإن الوكالة تأمل في أن تحصل على صورة أكثر وضوحاً ودقة فيما يتعلق بالتدفقات المتوقعة للإنتاج نقلاً عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©